حكيـم السعودي
في ظل المشهد الجمعوي المغربي، يبرز اسم محمد كلوين كواحد من الشخصيات المؤثرة بفضل جهوده ومهاراته المتعددة في مجالات مختلفة. يشغل السيد كلوين حالياً مناصب رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، رئيس مقاطعة الفداء التابعة لعمالة الفداء درب السلطان، ورئيس الجامعة الوطنية للتخييم. هذه المهام الثلاثة تُعتبر من بين الأكثر أهمية وحيوية في الساحة الجمعوية والتنموية، مما يثير تساؤلات حول كيفية توفيقه بينها بكفاءة.
التحديات والتوفيق بين المهام:
يتطلب الجمع بين هذه المناصب قدراً عالياً من الكفاءة والتنظيم، لأن أي تقصير في إحدى المهام يمكن أن ينعكس سلباً على الأخرى. ومع ذلك، يتميز محمد كلوين بقدرته على العمل الجاد المبني على خطط استراتيجية محكمة، إضافة إلى اعتماده على العمل ضمن فريق مدرب ومرن. يقوم بتفويض بعض المهام إلى أعضاء المجموعات التي يشرف عليها، ويحرص على متابعة كافة الخطوات بدقة.
إحدى الاستراتيجيات الفعالة التي يعتمدها كلوين هي إدارة الوقت بذكاء. يقسم وقته بين المهام اليومية والمتطلبات الاستراتيجية لكل منصب، مما يساعده على الحفاظ على توازن مثالي. هذا التوازن يعتمد على نظرية الإدارة بالهدف، حيث يتم تحديد أهداف واضحة ومحددة لكل فريق، ومن ثم تتم متابعة تحقيق هذه الأهداف بشكل دوري.
الاستراتيجية والإدارة:
يعتمد السيد كلوين على فلسفة إدارية تجمع بين العقلانية والإيمان بالتغيير. هو شخص مؤمن بإمكانية التحول والتطوير المستمر، ويقارن بين ما يقوم به من أعمال وما يجري على المستويات العربية والدولية. هذه المقارنة تساعده على الابتكار في برامجه وأنشطته، مما يعزز من علاقاته مع الجهات الرسمية مثل وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
يرتكز كلوين في إدارته على مبادئ الإدارة الإستراتيجية، حيث يعتبر التخطيط الاستراتيجي والتقييم الدوري جزءاً لا يتجزأ من عمله. يتبع نموذج SWOT (نقاط القوة، والضعف، والفرص، والتهديدات) لتحليل الوضع الراهن لمؤسساته وتحديد استراتيجيات العمل المناسبة.
الشراكات والبرامج التكوينية:
ساهم محمد كلوين في تنظيم دورات تكوينية لفائدة أطر الجمعيات والوزارة في مجالات التحول الرقمي، الإعلام، والتواصل. هذه الدورات تُعد جزءاً من شراكات فعلية متعلقة بالبرنامج الوطني للتخييم، وتهدف إلى منح فرص مشاركة أغلب الجمعيات في أنشطة التخييم والشؤون التربوية. هذه الجهود ساهمت في تعزيز الشراكة بين الجمعيات والوزارة، ما ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل.
يمثل نهج كلوين في بناء الشراكات نموذجاً مثالياً لما يمكن تسميته “التعاون المتكامل”، حيث يتم إشراك جميع الأطراف المعنية في العملية التربوية والتدريبية، مما يؤدي إلى نتائج مستدامة وفعالة.
الفلسفة في التسيير:
يتميز محمد كلوين بفلسفته الفريدة في الإدارة والتسيير. يصفه البعض بماكيافيلي العمل الجمعوي بفضل استراتيجياته المحكمة، وابن خلدون لطريقته في تدبير الجامعات الجهوية للتخييم، حيث يعتمد على التفاعل المستمر مع الجمعيات المحلية والوطنية والاستماع إلى اقتراحاتهم. أما في مقاطعة الفداء، فهو سقراط بمعنى الكلمة، حيث يعتمد على الفلسفة والنقاش في تسيير الأمور، وفي الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، يتجلى كأفلاطون في حكمة إدارته وتأثيره الأخلاقي.
في مقاطعة الفداء، يعتمد كلوين على فلسفة الحوار البنّاء والتفكير النقدي، مقتدياً بأسلوب سقراط في إدارة المناقشات وتعزيز التفكير المستقلي بين أفراد فريقه. هذه الفلسفة تعزز من قدرة الفريق على الابتكار واتخاذ قرارات مستنيرة.
التواصل والانفتاح:
العجيب في شخصية محمد كلوين هو قدرته الفائقة على التواصل والانفتاح. يقرأ كل ما ينشر على الفيسبوك والواتساب، ويحرص على الرد والتفاعل بشكل إيجابي. يحب النقد البناء واقتراح الحلول، مما يجعله كوتشاً حقيقياً ومستحقاً لتحمل مسؤولية هذه الحقائب الثلاثة.
يشكل نهج كلوين في التواصل نموذجاً لما يسمى بـ”الإدارة بالاستماع”، حيث يتم إعطاء أهمية كبيرة للتغذية الراجعة من المجتمع وأعضاء الفريق. هذا النهج يسهم في بناء ثقة متبادلة ويعزز من روح الفريق.
و بفضل رؤيته الاستراتيجية، مهاراته الإدارية، وانفتاحه على النقد والتواصل، يعتبر محمد كلوين مثالاً يحتذى به في العمل الجمعوي والتنمية المحلية. قدرته على التوفيق بين مهامه المختلفة وتقديم الأفضل في كل منها، تجعل منه شخصية تستحق الإشادة والتقدير في المجتمع المغربي.
إن النجاح الذي حققه محمد كلوين في مختلف مجالات عمله يعكس أهمية التخطيط الاستراتيجي، والتعاون الفعّال، والتواصل المفتوح في تحقيق التنمية المستدامة والنجاح في العمل الجمعوي. هذا النجاح يمكن أن يكون نموذجاً يحتذى به للقادة الآخرين في الساحة المغربية والدولية.
admin