مع الحدث /فاس
في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للمسرح، واستحضارًا لقيمته كأحد أعمدة التثقيف الفني والتربية على القيم، تستعد الثانوية التأهيلية الأمير مولاي الحسن بمدينة فاس لتنظيم يوم ثقافي وتربوي متميز، يُترجم انفتاح المؤسسة على الدينامية الثقافية الوطنية وسعيها المتواصل لتنشيط الحياة المدرسية وربطها بمجالات الإبداع والمعرفة. ومن المرتقب أن يُنظم هذا الحدث يوم الجمعة 02 ماي 2025.
يندرج هذا النشاط ضمن رؤية بيداغوجية حديثة تعتبر الفعل المسرحي أداة تربوية ناجعة لتقويم السلوك وتنمية الوعي، حيث يشكل المسرح حاضنة للتعبير عن الذات، ومساحة لتفجير الطاقات الكامنة لدى المتعلمين، بعيدًا عن النمطية التي غالبًا ما تطبع الحياة الدراسية داخل الفصل.
وسيؤطر هذا الحدث الثقافي الفنان المسرحي والكاتب الصحفي منصف الإدريسي الخمليشي، المعروف بمسيرته المتعددة في مجالي المسرح والإعلام، حيث سيشرف على ورشة بعنوان “مبادئ التشخيص المسرحي”، وهي ورشة تطبيقية تستهدف تمكين التلميذات والتلاميذ من مهارات أساسية في فن التمثيل، تشمل تقنيات الوقوف على الخشبة، وضبط الجسد، واستعمال الصوت، وإدارة التوتر، وتوظيف الخيال الإبداعي. كما تهدف الورشة إلى تحفيز المشاركين على التفكير النقدي، والعمل الجماعي، وبناء الثقة في النفس من خلال الممارسة المسرحية المباشرة.
كما سيقدم الأخصائي الاجتماعي رضا البوكيلي عرضًا تربويًا بعنوان “المسرح التربوي كرافعة لتنمية المهارات الحياتية”، يعرض فيه نظريات وتجارب تؤكد أن المسرح ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل وسيلة تعليمية ذات أثر عميق في بناء الشخصية، وتعزيز المهارات الاجتماعية، مثل التواصل الإيجابي، اتخاذ القرار، حل النزاعات، والقدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحي وآمن.
هذا النشاط الثقافي التربوي لا يأتي فقط احتفالًا بالمسرح كفن، بل هو أيضًا مناسبة لترسيخ حضوره في الفضاء المدرسي، وربط التلميذ بعوالم الجمال والفكر والانتماء، خاصة في ظل التحديات النفسية والاجتماعية التي قد تواجه الناشئة في هذا العصر المتسارع. فالمسرح ليس فقط عرضًا يُقدم، بل تجربة يعيشها المتعلم لتشكيل وعيه، وصقل شخصيته، والتعبير عن ذاته، وهو ما يتماشى مع التوجهات الحديثة التي ترى في الفنون عنصرًا أساسيًا في إنجاح العملية التعليمية.
وتراهن المؤسسة من خلال هذا النشاط على إشراك الأطر التربوية والإدارية في دينامية فنية وتكوينية تنعكس إيجابًا على المناخ المدرسي، وتكرّس الفن كرافد من روافد التربية المواطنة وبناء الإنسان.
تعليقات ( 0 )