- كلمة الفنانة التشكيلية ليلى بنرباك (ألوان رباكيات الحمراء) – مراكش
إن مشاركتي في هذا الإصدار الجماعي للفنانين التشكيلين ليست مجرد حضور عابر، بل هي محطة فنية وروحية أعتز بها كثيرًا، لأنها تعكس جزءًا من تجربتي وتمنحني فرصة للقاء الرمزي مع فنانين وفنانات يتقاسمون الشغف ذاته رغم اختلاف الأساليب والمقاربات.
منذ أن أمسكت أول مرة بريشة طفلة، لم أكن أدرك أنني سأمضي عمرًا أبحث من خلالها عن ذاتي، عن صمتي، عن أسئلتي العميقة التي لا تجيب عنها الكلمات، بل تتجلى على سطح اللوحة، في تقاطعات الضوء والظل، في انحناءات الخطوط وتدرجات اللون.
وجدت في الفن لغة ثالثة، لا هي عامية ولا فصحى، بل لغة الروح الحرة. وخلال جائحة كورونا، حين كان العالم صامتًا ومنزويًا، انفتحت أمامي نوافذ داخلية عميقة، وكانت اللوحة فضاءً للبوح وللتنفس وللإيمان من جديد بالقدرة على الخلق والاستمرار.
مشاركتي في هذا العمل الجماعي تأتي تكريسًا لهذا الإيمان. فهي ليست فقط مساهمة فنية، بل أيضًا مساهمة إنسانية وحوارية. أومن أن الفن ليس ترفًا أو زخرفًا، بل ضرورة وجودية، ومسؤولية أخلاقية تجاه الذات والمجتمع.
كل عمل أقدمه ينبع من تجارب شخصية، من مشاهدات يومية، ومن تأملات في الطبيعة والمجتمع المغربي الغني بتنوعه الثقافي والروحي. أستلهم من مدن المغرب، من حجارة مراكش الحمراء، من صخب الأسواق وصمت الزوايا، من وجوه الناس ومن الحنين المستتر في التفاصيل الصغيرة.
رغم أنني لم أتلقَّ تكوينًا أكاديميًا، فإن مساري كان وما يزال رحلة تعلم مستمرة، عبر الاحتكاك، عبر المعارض، عبر الشغف. وهذه التجربة المشتركة اليوم هي حلقة جديدة من هذا التعلم، من هذا الانفتاح، ومن هذا الحلم الجماعي الذي ننسجه معًا كفنانين مغاربة.
أشكر كل من ساهم في خلق هذا الفضاء الفني، وأتمنى أن يصل صداه إلى القلوب، وأن يكون لبنة إضافية في بناء مشهد فني مغربي حديث، متجذر، منفتح، وقادر على التأثير.
ريشتي ممتنة، وقلبي مفعم بالأمل.
ليلى بنرباك
ألوان رباكيات الحمراء – مراكش
تعليقات ( 0 )