تكريم من القلب لرواد الهجرة … القنصلية المغربية بمدينة رين الفرنسية تحيي ذاكرة العطاء

مع الحدث / رين – فرنسا

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

في إطار مبادرة وطنية تقودها السفارة المغربية بباريس، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة رين، يوم الخميس 3 يوليوز 2025، حفلاً تكريمياً لفائدة أفراد الجيل الأول من المغاربة الذين هاجروا إلى فرنسا، وذلك اعترافاً بإسهاماتهم في بناء جسور التعاون والتضامن بين المغرب وفرنسا، وبدورهم في النهوض باقتصاد البلدين.

وشهدت القاعة الكبرى بالقنصلية أجواء احتفالية مميزة، بحضور شخصيات دبلوماسية وأفراد من الجالية المغربية، إلى جانب ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني. وتم خلال الحفل تكريم السيد العربي العلواني، أحد أقدم المهاجرين المغاربة بمدينة نانت، حيث تسلم وسام الاستحقاق الوطني من يد السيدة مريام طالب، القنصل العامة للمملكة المغربية في رين، اعترافاً بمسيرته الطويلة ومساهماته في خدمة الجالية المغربية والدفاع عن حقوقها.

وأكدت القنصل العامة  في كلمتها أن هذا التكريم يندرج ضمن مبادرة وطنية تشمل 17 قنصلية مغربية بفرنسا، وتستهدف تكريم الجيل الأول من المهاجرين الذين قدموا إلى فرنسا ما بين سنتي 1956 و1962، وتركوا بصمة بارزة في مختلف المجالات، خصوصاً في العمل النقابي والصناعي والاجتماعي.

وقالت مريام طالب: “إن هذا التكريم يعكس عمق العلاقات الإنسانية بين المغرب وفرنسا، ويعد رسالة وفاء لجيل ضحى من أجل أسرته ووطنه، وساهم في مد جسور الصداقة والتعاون بين الشعبين.” وأضافت: “نحن لا نكرّم فقط الماضي، بل نمنح للأجيال الجديدة نموذجاً في الصبر والكرامة والاندماج الإيجابي.”

من جانبه عبّر العربي العلواني، البالغ من العمر 85 سنة، عن امتنانه لهذا التكريم، قائلاً: “ترعرعت في الدار البيضاء وسط الفرنسيين واليهود، ولم نشعر يوماً أننا غرباء. عندما وصلت إلى نانت سنة 1970، وجدت ذات الروح. أشكر فرنسا على استقبالها، والمغرب على وفائه.”

ويأتي هذا الحفل تزامناً مع استعداد المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم في دجنبر 2025، حيث اختارت القنصلية أن تحتفي بهذا الجيل في سياق رياضي وثقافي يعكس تماسك الجالية المغربية بالخارج، ويعزز انخراطها في دينامية التنمية التي يشهدها الوطن الأم.

ويُقدَّر عدد المغاربة المقيمين في فرنسا بنحو 65000 شخص في جهة الغرب وحدها، منهم حوالي 22000 بجهة بريتاني، ما يجعل من هذه الجالية إحدى أكبر الجاليات المغربية المقيمة بالخارج، وأكثرها تجذراً وتأثيراً في النسيج المجتمعي الفرنسي.

وتُعتبر هذه المبادرة حسب القنصلية، محطة رمزية لتجديد أواصر الارتباط بين الأجيال الجديدة من مغاربة المهجر ووطنهم، ولترسيخ ثقافة الاعتراف بجيل صنع الاستثناء وساهم في بناء روابط متينة بين المغرب وفرنسا.

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)