مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ.سيداتي بيدا
في غرف مغلقة وعلى شاشات الهواتف الصغيرة، يدور نشاط محموم لجهات مجهولة الهوية، تنسج خيوطًا خفية تمتد من خارج المغرب إلى داخله. الهدف واضح: النيل من الدين الإسلامي، وزعزعة الثوابت الدينية والوطنية، عبر مخططات منظمة تتسلل إلى العقول في صمت، مستخدمةً خطابًا مموّهًا تحت عنوان حرية التعبير.
في الآونة الأخيرة تصاعدت هذه الظاهرة المثيرة للقلق، في بلد ينص دستوره بوضوح على صيانة المقدسات، وفي مقدمتها الدين الإسلامي، ويجرّم قانونه الجنائي كل أشكال ازدراء الأديان أو المس بالدين الإسلامي. ومع ذلك، برزت مجموعات على منصات التواصل الاجتماعي تتعمد التطاول على الذات الإلهية، والإساءة لمقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتستهدف بشكل خاص الطلبة الجدد في الجامعات، عبر نشر روابطها في مجموعات دراسية، لاستقطابهم إلى منصات هدامة تبث أفكارًا شاذة ومسيئة.
التحقيقات الرقمية تكشف أن هذه المجموعات يقودها أشخاص يقيمون خارج البلاد، ويتحركون وفق أجندات منظمات أجنبية، تستغل الظروف المعيشية الصعبة لعدد من الطلبة، فتغريهم بالسكن المجاني والدعم المادي والدراسي، مقابل تبني ونشر أفكار دخيلة، وأمراض فكرية ونفسية تهدد البنية الأخلاقية والفكرية للمجتمع المغربي.
ولم يعد نشاط هذه الشبكات حبيس العالم الافتراضي، إذ انتقلت استفزازاتها إلى الواقع، حيث ظهر بعض أتباعها وهم يرتدون ملابس تحمل عبارات مسيئة للذات الإلهية والمقدسات الدينية، في تحدٍّ سافر لمشاعر المغاربة، ما أشعل موجة استنكار عارمة على منصات التواصل الاجتماعي.
ويرى متابعون أن تكرار هذه الانتهاكات الخطيرة يعكس ثغرات في تطبيق القوانين الزاجرة، ويؤكد ضرورة التحرك العاجل لتفعيل آليات المراقبة، وتعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية، وتشديد العقوبات على كل من يمس بمقدسات الأمة، حمايةً للدين والوطن من الاختراقات الفكرية الموجهة.
تعليقات ( 0 )