مع الحدث
بعد أعوام من الترقب، تنفس سكان عمالة سيدي عثمان مولاي رشيد الصعداء بافتتاح
حديقة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” (ALECSO)، التي جاءت لتشكل إضافة نوعية في المشهد الحضري والبيئي للعاصمة الاقتصادية.
هذه المعلمة البيئية الجديدة لم تُنجز فقط لتكون فضاءً أخضر للترفيه، بل لتجسد رؤية شمولية تجعل من الطبيعة، الثقافة، الرياضة والفن ملتقىً واحداً.
مرافق متعددة… توازن بين الترفيه والثقافة
تضم الحديقة فضاءات متنوعة تراعي حاجيات مختلف الفئات العمرية والاهتمامات:
* فضاء الاستراحة ومسار المشي
* فضاء للكرة الحديدية وآخر للشطرنج
* فضاء ألعاب للأطفال ومرافق صحية مجهزة
* فضاء للمطالعة ومكتبة
* ملاعب متعددة الرياضات وملعب كرة المضرب “بادل”
* مسرح في الهواء الطلق وكشك خدماتي
بهذه البنية الغنية، تتحول الحديقة إلى متنفس حقيقي يزاوج بين الراحة البدنية، النشاط الرياضي، الإثراء الثقافي والتفاعل الاجتماعي.
الطبيعة… مسؤولية مشتركة
وسط هذا الفضاء الأخضر، ترتفع رسالة واضحة: “الطبيعة مسؤولية بين أيدينا”.
فالماء، الهواء، الأشجار، والطيور ليست مجرد عناصر جمالية، بل ثروات حياتية يجب صونها للأجيال القادمة. كل شجرة تظلل وتنعش المكان، وكل زهرة أو كائن صغير يساهم في حفظ التوازن البيئي. لذلك تُوجَّه دعوة صريحة للزوار: احترم الطبيعة، لا تترك نفاياتك، ولا تُزعج الكائنات… لأنك حين تحميها فأنت تحمي بيتك الكبير: الأرض.
الري بالمياه المعالجة… خيار بيئي مستدام
في ظل التحديات المائية التي يعرفها المغرب، اعتمدت حديقة ALECSO نظاماً مبتكراً للري يعتمد على المياه العادمة المعالجة القادمة من محطة مديونة.
هذا الحل الذكي يساهم في:
* ترشيد استهلاك المياه الصالحة للشرب
* الحفاظ على الموارد الطبيعية
* ضمان سقي مستدام للمساحات الخضراء وفق معايير صحية دقيقة
غطاء نباتي مدروس بعناية
لم يُترك اختيار النباتات والشجيرات للصدفة، بل تم وفق رؤية علمية دقيقة تراعي:
* حاجتها القليلة للمياه
* قدرتها على تحسين جودة التربة وتثبيتها
* دورها في مقاومة التعرية والتغيرات المناخية
* تعزيز التنوع البيولوجي وتوفير الظل وتقليل تبخر المياه
بهذا التخطيط، لا تحقق الحديقة جمالاً بصرياً فقط، بل تؤدي دوراً بيئياً أساسياً يساهم في تحسين جودة الهواء ودعم صحة الإنسان والكائنات الحية.
فسحة خضراء تنبض بالحياة
إن حديقة ALECSO ليست مجرد فضاء للترفيه، بل مشروع بيئي، ثقافي واجتماعي متكامل، يكرس مكانة الفضاءات الخضراء كقاطرة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بجودة الحياة داخل مدينة الدار البيضاء.
تعليقات ( 0 )