مركز وصال بسطات يحتفي بعودة أطفاله بعد مشاركتهم في أول مخيم وطني دامج بمدينة تمارة 

مع الحدث/ سطات

المتابعة ✍️: ذ  عماد وحيدال

 

في أجواء إنسانية غامرة بالفرح والاعتزاز، نظّم مركز وصال للتوحد، التابع للجمعية الوطنية للتوحد بسطات، حفلاً استقبالياً مؤثراً بمناسبة عودة أطفاله من مشاركتهم الناجحة في أول مخيم وطني دامج بمدينة تمارة، المنظم من 9 إلى 20 غشت الجاري تحت شعار:

“المخيمات الصيفية رافعة للإدماج الاجتماعي والدعم التربوي والنفسي لأطفال التوحد”.

 

شهد محيط القصر البلدي بسطات لحظة استقبال استثنائية، حيث احتشد آباء وأمهات الأطفال في مشهد مفعم بالدلالات، ملوحين بالزغاريد والحليب والتمر، تعبيراً عن فرحتهم العارمة بعودة فلذات أكبادهم، وسط عناق حار ودموع امتزجت بفرحة النجاح.

 

استفاد من هذه المبادرة الاجتماعية والتربوية حوالي 40 طفلاً في وضعية طيف التوحد من مختلف جهات المملكة، وذلك بفضل شراكة بين الجمعية الوطنية للتوحد بسطات وجمعية موزاييك، تحت إشراف مكتب أصول.

 

وقد تميزت مشاركة مركز وصال بحضور وازن، بفضل المواكبة الدقيقة من الأطر التربوية والإدارية، بقيادة المديرة التربوية السيدة بشرى الخيلي، التي أكدت في كلمتها أن التجربة ثمرة حلم جماعي انطلق من داخل المركز سنة 2022 ليتحول سنة 2025 إلى واقع وطني، مشددة على إيمانها بقدرات الأطفال وحقهم في العيش الكريم والاندماج.

 

الأمهات المرافقات عبرن عن لحظات لا تُنسى، مشيرات إلى أن المخيم كان فرصة لأبنائهن ليجربوا الحياة الجماعية ويعززوا تواصلهم، حيث قالت إحداهن: “رأيت ابني يضحك ويغني لأول مرة وسط أصدقائه، شعرت بأن جزءًا جديدًا من حياته قد وُلد هناك.”

 

أما الأطفال المشاركون فقد عبروا بكلماتهم البريئة عن سعادتهم: “كنا نلعب، نغني، نرسم، ونقوم بأنشطة كثيرة. فرحنا كثيراً وصحبنا أصدقاء جداد. ما بغيناش نرجعو، بغينا نبقاو تما.”

 

الأطر التربوية المرافقة أكدت بدورها أن كل يوم في المخيم كان درساً في الحب والتواصل، معتبرة أن التجربة أغنتهم مهنياً وإنسانياً.

 

وعند الاستقبال لم تخف الأسر دهشتها من التغيرات الإيجابية التي طرأت على أبنائها، ووصفت المخيم بأنه “معجزة صغيرة”، داعية إلى تعميم التجربة وتحويلها إلى تقليد سنوي.

 

لقد أثبت مركز وصال بسطات أن الإرادة الجماعية والتخطيط العلمي والشراكات الفاعلة قادرة على صناعة الفارق، حيث تحوّل حلم محلي إلى تجربة إدماج وطني رائدة.

 

هل ستتحول مثل هذه المبادرات إلى قاعدة وطنية ضمن سياسة عمومية مستدامة لإدماج أطفال التوحد؟

الأمل كبير، والبداية انطلقت.. من سطات.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)