مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ . فيصل باغا
يطالب الآلاف من الشباب المغاربة العاملين في النقل عبر التطبيقات الذكية مثل “إن درايف” و”كريم” الحكومة المغربية بالتدخل لتقنين وضعهم المهني، بعدما أصبحوا يشتغلون في ظروف قانونية غامضة، وبدون أي حماية اجتماعية أو اعتراف رسمي.
رغم أن هذه التطبيقات أصبحت جزءًا من الحياة اليومية للعديد من المواطنين، خصوصًا في المدن الكبرى، إلا أن القوانين الحالية، مثل مدونة السير، لا تعترف بسائقيها كسائقين مهنيين، مما يجعلهم عرضة للمخالفات والحجز والعقوبات.
ويؤكد سائقون تحدثوا للموقع أن هدفهم ليس خرق القانون، بل الحصول على اعتراف رسمي، من خلال تعديل النصوص القانونية والسماح لهم بالعمل برخصة مهنية قانونية، مع الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم. ويعتبرون أن هذه التطبيقات توفر فرص شغل حقيقية لآلاف الشباب، وتسهم في تحسين خدمات النقل العمومي.
من جهة أخرى تعرف البلاد تحولات مهمة في مجال الرقمنة والسياحة، حيث يعمل المغرب على تطوير خدماته استعدادًا لاستقبال تظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. وهو ما يتطلب منظومة نقل ذكية وعصرية، تسهّل تنقل السياح والزوار، وتُظهر صورة المغرب كبلد حديث ومتطور.
وفي خطاب عيد الشباب الأخير، دعا جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى دعم الشباب المغربي، وتمكينهم من فرص شغل لائقة، وتحفيز الاستثمار في البنية التحتية والسياحة. كما أطلقت الدولة برامج لدعم الفنادق وتحسين الاستقبال السياحي، وهو ما يبرز الحاجة إلى تجديد وسائل النقل، وتوفير خدمات رقمية حديثة تواكب تطلعات الزوار والمواطنين.
ويطالب العاملون في هذا المجال الحكومة بالإسراع في إخراج قانون ينظم النقل عبر التطبيقات، ويحمي حقوق السائقين، ويضع حدًا للتوتر مع سائقي الأجرة، مع اعتماد حلول تراعي مصالح جميع الأطراف.
يُذكر أن دولًا مثل مصر وتونس سبقت المغرب في هذا المجال، حيث قامت بتقنين هذه الخدمات، وفرضت تراخيص على الشركات، وشجعت على خلق فرص شغل جديدة ضمن الاقتصاد الرقمي.
في انتظار ذلك يواصل سائقو التطبيقات رفع صوتهم، مطالبين بالاعتراف، وبفرص عادلة تدمجهم في الاقتصاد الوطني، في انسجام مع رؤية المغرب نحو الرقمنة، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة.
تعليقات ( 0 )