تابع الرأي العام الوطني أمس الظهور الإعلامي لوزير الصحة، أمين التهراوي، في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي جامع كلحسن حظي باهتمام واسع، لما تضمنه من نقاشات حول الوضع المتأزم الذي يعيشه القطاع الصحي بالمغرب. وبحسب عدد من المتابعين، فقد بدا الوزير واثقا من نفسه، مطلعا على تفاصيل الملفات الحساسة التي تؤرق المواطنين والعاملين في الميدان على حد سواء.
خلال اللقاء، تميز الوزير بالهدوء والوضوح، بعيدا عن أسلوب التهرب المعتاد من الأسئلة أو إلقاء اللوم على الآخرين، كما وقع مع عدد من الوزراء في لقاءات مماثلة. أجوبت الوزير، رغم بساطتها، حملت قدرا من المنطق والواقعية، وأظهرت رغبة في التغيير، ولو أن الطريق أمامه لا يزال طويلا وشائكا.
ولا يمكن – كما يرى البعض – تحميل الوزير مسؤولية كاملة عن ما يتخبط فيه اليوم قطاع الصحة، خاصة وأنه لم يمض على توليه الحقيبة سوى أحد عشر شهرا. هذا يعني أن الرجل ما زال في مرحلة التشخيص ومحاولة بناء الثقة داخل الوزارة ومع المواطنين.
لكن، التحدي الأكبر لا يكمن في الخطابات أو النوايا الحسنة، بل في مدى الالتزام الفعلي بما تم التصريح به، فالمغاربة اليوم يعيشون أزمة ثقة حقيقية تجاه المؤسسات، نتيجة وعود كثيرة لم تُترجم إلى أفعال، خاصة في ظل اتساع رقعة الغضب والمطالبة بإستقالة الحكومة.
المطلوب اليوم هو أن يبرهن الوزير التهراوي بالأفعال قبل الأقوال على أن الإصلاح ممكن، وأن الكفاءة يمكن أن تتغلب على الحسابات السياسية، هذا طبعا اذا استمر على رأس هذه الوزارة. وفي المقابل، تبقى المحاسبة الشعبية والمجتمعية ضرورية ومطلبا متزايدا.
في النهاية، يمكن القول إن الكرة الآن في ملعب الوزير التهراوي: فإما أن ينجح في فتح صفحة جديدة من الثقة والإصلاح داخل قطاع الصحة، أو يسقط في فخ الوعود المتكررة التي مل منها المغاربة. في انتظار ماستكشف عنه الأيام القليلة القادمة خاصة وأن الشعب المغربي على موعد مع خطاب للملك محمد السادس نصره.
تعليقات ( 0 )