أحمد بيضي
تمكن مجموعة من المغامرين، يتقدمهم ابن إقليم خنيفرة، الحسين الأيوبي، الحامل لشعار «تيساع الخاطر»، من بلوغ قاعدة جبل كالابتارKalapathar، على علو 5642م، ببلاد النيبال، وهو من أحد أقدام جبل إيفرست، حيث تم نصب العلم المغربي مع ترديد النشيد الوطني، و ذلك بعد رحلة شاقة تختلف في طبيعتها عن تسلق باقي الجبال، حيث أن الصعود إلى هذا الجبل تعتبر اختبارا حقيقيا لقدرات المتسلق على التحدي، سيما في خضم المناخ المعروف بهذا الموقع، و ما يعرف عنه من انخفاض معدلات الأوكسجين فوق مرتفعاته.
وكان أحد أفراد المجموعة قد تعرض لطارئ صحي، استدعى نقله، على متن مروحية، صوب مستشفى بكاتموندو، حيث اضطر الحسين الأيوبي لترك المجموعة ومرافقة المعني بالأمر الذي أظهرت الكشوفات أن سوء حالته الصحية ناتج فقط عن نقص الأوكسجين، ما حمل الأيوبي إلى الانتقال من كاتموندوMondo base camp إلى بخارى Pokhara، على بعد 200 كلم، في انتظار تمكن البطل المغربي عادل الطيب من تتميم مشواره الشخصي لرفع العلم المغربي فوق أعلى قمة في العالم، وهي إيفرست، على أمل أن يكون أول مغربي يصلها عام 2021.
وبخصوص ظروف التأقلم مع مناخ الجبل وعملية التنفس، أوضح الأيوبي أنه بعد صعود أزيد من 3500 م تم النزول إلى 2700م، ومنه الصعود إلى نحو 3860م، مضيفا أنه كانت للمجموعة رؤية تامة لقمة إيفرست دون التمكن وقتها من أخذ صور واضحة بسبب الضباب الكثيف، فيما تحدث عن مصادفتهم لوجود أبطال عالميين، بينهم من قام بتسلق إيفرست عدة مرات، مع ما يتم تسجيله من مخاوف لدى المستكشفين كلما أخذ الجليد في الذوبان فيقف الجميع على جثث متسلقين لقوا حتفهم أثناء صعودهم لهذا الجبل أو النزول منه.
ومن يوميات الحسين الأيوبي، أنه وجد نفسه في بخارى ضمن محتفلين برأس السنة النيبالية الجديدة 2078، ومن بين ما كتبه عن النيبال، أن هذه البلاد تعرف عدة ديانات، و الكل يحترم الآخر في تعايش و سلام، بحسب ما نقله على لسان أحد المرشدين الذي أبرز له أن الديانة الهندوسية تحتل المرتبة الأولى تليها الديانة البوذية، ثم الإسلامية في المرتبة الثالثة و بعدها المسيحية، فيما لم يفت الأيوبي أيضا القيام بجولة استطلاعية حول بعض المعابد للوقوف على جوانب من الثقافة والأعراف النيبالية.
وكانت البعثة المغربية قد شرعت في الصعود من لوكلا Lukla على أمل الوصول للقاعدة الرئيسية كاتموندو base Camp Mondo، حيث انقسمت إلى مجموعتين، على أساس أن تتجه الأولى نحو كل من قمتي كلابتار Kalapathar ولوبوش Lobouche و الثانية، المتمثلة في شخص المغامر العالمي عادل الطيب، تتجه نحو إيفرست Mont Everest ، قبل انطلاق المجموعة عبر مسار مطل على نهر الحليبkoshi river ، لتحط علم المغرب بدينچبوتشي Dingbocheعلى علو 4360م، ومنها الي دانبوتشي Din-botchi .
ولا يفوت الحسين الأيوبي، وبعض رفاقه في الرحلة، منهم إبراهيم بنونة، تقاسم خطواتهم الاستكشافية مع زوار صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى الحديث عن تقاليد وأعراف بلاد النيبال، وحياتها اليومية الدينية والاجتماعية، وعاداتها في الطعام والتجارة، ومعالمها الدينية المختلفة، ومقابر شهداء افريست بها، ومعابدها بدءا من المسجد الكبير لكاتموندو إلى معبد القردة Swayambhunath Stupa والمتعبدين فيه، ثم طلبة حفظ القرآن الذين يضطرون إلى الهجرة خارج بلادهم لإتمام دراساتهم الاسلامية والعلوم الشرعية.
ويذكر أن الحسين الأيوبي، ابن منطقة تقليت، على مشارف منابع أم الربيع، إقليم خنيفرة، قد تربى على تسلق المرتفعات والانخراط في العمل الجمعوي المهتم بالمناطق الجبلية والثقافة السياحية، وسجل الكثير من المغامرات داخل الوطن و خارجه، و بعد تمكنه من وصول قمم وطنية لا تقل عن جبل توبقال، و نجاحه في التربع عام 2019 على قمة جبل كليمنجارو kilimanjaro كأعلى قمة بإفريقيا، أخذ يحلم بتسلق أعلى قمة عالمية، حيث عقد العزم على شد الرحال نحو بلاد النيبال Népal الأسيوية، رفقة مجموعة من المغامرين يتقدمهم عادل الطيب.
Share this content:
إرسال التعليق