(هاذي فهامتي ) عدد: (16) 02/09/2022 “بعض تداعيات الأزمة الروسية الاوكرانية على أوروبا”
بقلم فريد حفيض الدين.
ستة أشهر على اندلاع الازمة الروسية الاوكرانية، ولا أمل في نهايتها على الأقل قبل نهاية السنة. ظن البعض، أن غزو روسيا لاوكرانيا سيكون خاطفا وسريعا بالنظر للتفوق الحربي والعسكري الروسي مقارنة بقوة الجارة أوكرانيا.
ما أطال الأزمة في نظري هو وقوف امريكا، وأوروبا، وحلف الناتو بجانب أوكرانيا، ومدها بعتاد حربي، من قبيل صواريخ مضادة للطائرات، وغواصات، ودبابات، من دون تدخل عسكري، وبالطبع من دون جيوش على ساحة الحرب.
ومع اتساع رقعة المعارك وصمود أوكرانيا، بدأت أوروبا وخاصة ألمانيا وفرنسا تفكران في ازمة الغاز الروسي الذي يهدد بوتين بقطع امداداته وهو ما نفذه البارحة.
إذا فصل خريف صعب من دون الغاز الروسي على معظم دول الإتحاد الأوروبي. وفي محاولة للتخفيف من حدة أزمة الغاز، اقترحت المفوضية الأوروبية على أعضاء الإتحاد الأوروبي، العمل على خفض استهلاكهم للطاقة بنسبة 20 في المائة. هنا ظهر عدم التوافق بين دول الإتحاد على هذا المقترح. ما يظهر جليا أن عند الأزمات يتفكك التحام وتآزر دول الإتحاد في ما بينها، كما كان عليه الحال خلال أزمة كورونا، وعملت دول أوروبا بمبدأ
” كلها إنش على كبالتو ” أي انا ومن بعدي الطوفان.
في المقابل هناك أمريكا،والتي لا تبدي اهتماما لأزمة الغاز لانها من الدول المصدرة له، وهي فرصة لزيادة إنتاجه وبيعه لأوروبا أكبر المتضررين من الأزمة..
وأظن أن أمريكا تعمل على إطالة أمد الأزمة، لأنها تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.
أمريكا تتعمد إنهاك روسيا عسكريا واقتصاديا، حتى لا يتسنى لها الاصطفاف مع الصين في حلف واحد.
أمريكا تريد إضعاف حتى حلفائها الأوروبيين، حتى تظل حاجتهم إليها أيام السلم والحرب.
أمريكا في حاجة دائمة لحروب عبر العالم، حتى تستمر الصناعة الحربية التي تدر على خزينتها ملايير الدولارات كل سنة.
أمريكا ما يهمها أولا أمنها ورفاهية شعبها، ثانيا أمن إسرائيل وليدهب الباقي إلى الجحيم….
هاذي فهامتي!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق