Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات طالع

مأساة غميشيو.. شاب ضحية الاضطراب النفسي والعنف الجماعي

فاطمة الحراك

في منطقة اسمها “غميشيو” تلك المنطقة التي لم تكن لتُذكر لولا ما وقع فيها، اهتز الناس على وقع حادثة مأساوية ستبقى في الذاكرة طويلاً. شاب في مقتبل العمر خرج من الدنيا بطريقة لم يكن أحد يتوقعها، خرج مسلوب الكرامة، مجرداً من آخر ما يحمي إنسانيته، وهو ملقى على الأرض يتألم، محاطاً بنظرات لم تعرف معنى الرحمة في لحظة كان فيها في أمسّ الحاجة إليها. لم يكن مجرد شاب تائه في نزاع عابر، بل كان ضحية سلسلة من الأخطاء المتراكمة، ضحية عائلة لم تستطع أن تحميه من ضغوط الواقع، وضحية مجتمع لم يتعلم بعد أن الاضطراب النفسي ليس وصمة عار بل نداء استغاثة.
ولد في عائلة ميسورة قضى سنوات في قطر، وحين عاد إلى المغرب عاد محملاً بأحلام جديدة وأمل في بداية مختلفة، لكن الأقدار كانت تخبئ له مساراً آخر. أحب فتاة من الحي، أحبها بصدق ربما، وكان يراها ملاذاً لروحه المرهقة لكن حبّه اصطدم برفض أبيها الذي لم ير فيه شريكاً مناسباً لابنته. هذا الرفض لم يكن مجرد قرار عائلي بل تحوّل إلى سلسلة من الإهانات والضغوط التي قصمت ظهره، جعلته يعيش صراعاً داخلياً كل يوم، وبدلاً من أن يُفهم أو يُحتوى أصبح موضع سخرية وتشهير، فتفاقمت أزمته حتى ظهرت عليه علامات الانكسار النفسي.
لم يجد الشاب من يمدّ له يداً، لم يجد من يقرأ في عينيه طلب النجدة، لم يجد من يقول له إن الأمر لا يستحق أن ينهار بسببه. ترك وحيداً في مواجهة نفسه، وأصبحت سلوكياته مضطربة وتصرفاته غير مألوفة فكان محط أنظار الحي كله ينظرون إليه بعين الريبة لا بعين الرحمة. في كل مرة كان ينفجر فيها غضبه، كان المجتمع من حوله يتعامل معه باعتباره تهديداً يجب التخلص منه، لا إنساناً مريضاً يستحق العلاج. وشيئاً فشيئاً أصبح نزاعه مع الناس أكثر عنفاً، حتى وصل اليوم الذي انفجرت فيه المأساة.
دخل في شجار جديد مع بعض السكان، شجار كان يمكن أن ينتهي بكلمة أو تدخل حكيم، لكنه خرج عن السيطرة وتحول إلى مشهد لا يليق بإنسان. هجم عليه مجموعة من الرجال، أسقطوه أرضاً، جردوه من ملابسه، أوسعوه ضرباً حتى فقد قدرته على المقاومة. كان ممدداً على الأرض عارياً إلا من الألم، تحيط به عيون تتفرج، بعضها قاسٍ وبعضها مرتبك وبعضها صامت كأنه لا يريد أن يرى. لحظات قصيرة لكنها ثقيلة، لحظات كانت كفيلة بأن تسلب حياته وتنهي كل شيء. لم تصل الإسعاف في الوقت المناسب، ولم تمتد يد لتوقف النزيف، وفارق الحياة وحيداً مهزوماً أمام أنظار الجميع.
انتشرت صورته سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وصار جسده الملقى أرضاً شاهداً على قسوة لا يمكن تبريرها. كثيرون رأوا في الصورة مرآة لانهيار قيمنا، كيف يمكن لمجتمع أن يترك شاباً في تلك الحالة دون أن يتدخل أحد لينقذه؟ كيف تحوّل الغضب إلى انتقام والانتقام إلى موت؟ كيف غابت فكرة القانون والرحمة والإنسانية لتحل مكانها الفوضى والعنف الجماعي؟ لم يكن الأمر مجرد شجار، بل كان تعبيراً صريحاً عن أزمة أعمق تعيشها مجتمعاتنا أزمة ثقة في المؤسسات، وأزمة جهل بالصحة النفسية، وأزمة قيم تنهار أمام أعيننا
هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها لكنها من أكثرها صدمة، لأنها تكشف عن حجم الهوة بين الفرد والمجتمع. الشاب كان في حاجة إلى علاج نفسي، إلى احتواء، إلى كلمة طيبة، لكنه لم يجد سوى الرفض والعنف. في المقابل، المجتمع لم يجد في تصرفاته إلا ذريعة لتطبيق ما يشبه العدالة الفردية، تلك العدالة التي لا تعترف بحقوق ولا تراعي قوانين، بل تكتفي بأن تحاكم وتنفذ الحكم في لحظة غضب. والنتيجة كانت حياة انتهت ووصمة ستبقى تلاحق الجميع.
من منظور قانوني، ما حدث يدخل في خانة القتل الناتج عن العنف المفضي إلى الموت، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بشدة، لكن السؤال الأعمق هو هل يكفي العقاب بعد أن وقعت الكارثة؟ هل يكفي أن نحاكم بعض الأفراد ونترك الأسباب الحقيقية تتكرر؟ إن العدالة الحقيقية ليست فقط في سجن الجناة، بل في إعادة بناء منظومة مجتمعية تحمي الأفراد قبل أن يصلوا إلى حافة الانهيار وفي بناء وعي جماعي يجعلنا نمد يدنا للمريض لا أن نرفعها عليه.
المأساة في غميشيو ليست قصة شاب واحد، بل قصة مجتمع بأكمله. مجتمع يرفض أن يرى في الاضطراب النفسي مرضاً، مجتمع يرفض الإصغاء إلى صرخات الاستغاثة، مجتمع لا يثق بمؤسساته فيلجأ إلى العنف ليحل مشاكله بنفسه. هذه هي الأزمة التي يجب أن نواجهها بصدق، لأن تكرارها يعني أننا لم نتعلم شيئاً، وأن الضحايا سيتكاثرون كلما تجاهلنا الحقيقة.
لقد رحل الشاب وترك وراءه أسئلة موجعة: ماذا لو وجد من يحتويه؟ ماذا لو تم التعامل معه بعقلانية لا بعنف؟ ماذا لو تدخل القانون في وقت مبكر؟ كل هذه الأسئلة لن تعيد له حياته لكنها قد تنقذ آخرين من المصير نفسه. إن موته يجب أن يكون رسالة لنا جميعاً، رسالة تقول إننا بحاجة إلى إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع الضعفاء والمضطربين، وأننا بحاجة إلى أن نجعل القانون والمؤسسات أقوى من نزوات الغضب الجماعي.
إن ما جرى في غميشيو ليس قدراً، بل نتيجة خيارات وسكوت طويل على أخطاء متكررة. ولو أردنا أن يكون لرحيله معنى، فعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا كمجتمع، وأن نتعلم أن الإنسان لا يُعاقَب على أزمته، بل يُحتوى ويُعالج ويُمنح فرصة ثانية. فالرحمة لا تُقاس بالشعارات بل بالمواقف، والمجتمع الذي لا يحمي أضعف أفراده محكوم عليه بأن يعيد المأساة مراراً fatima ELharak

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة

رجل الأعمال سعيد عبيبة رئيسا جديدا لنادي انبعاث وفاء سيدي مومن لرفع الأثقال

ابراهيم الزوين

عقد نادي انبعاث وفاء سيدي مومن لرفع الأثقال جمعه العام العادي، الذي تحوّل إلى جمع عام غير عادي عقب تقديم الرئيس أيوب الشهناوي استقالته، حيث تم انتخاب رجل الأعمال سعيد عبيبة رئيسا جديدا للنادي بالإجماع.

وأكد الرئيس الجديد في كلمته عقب انتخابه، أن من أولوياته تحسين ظروف إعداد وتأطير الرباعين، من خلال إصلاح القاعة الرياضية وتجهيزها بأحدث المعدات، بما يساهم في تطوير مستواهم وتأهيلهم للتنافس على الألقاب وطنيا وعربيا وإفريقيا.

كما عبّر عبيبة عن استعداده لدعم نادي القدس سيدي مومن، أحد أعرق الأندية الوطنية في هذه الرياضة، بهدف الحفاظ على مكانته كأحد أبرز خزانات المنتخبات الوطنية.

وفي خطوة طموحة، وعد رئيس النادي بتنظيم أول جائزة كبرى في رياضة رفع الأثقال على الصعيد الوطني، مقررا تخصيص منح مالية مهمة للمتوجين، على أن تقام هذه التظاهرة في شهر أكتوبر المقبل.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة

إعادة تأهيل منتزه الأليسكو.. خطوة جديدة في مسار تنمية سيدي عثمان

حسيك يوسف

بمناسبة احتفالات المغرب بعيد الشباب المجيد، قام السيد محمد حدادي، رئيس مجلس مقاطعة سيدي عثمان، رفقة عدد من أعضاء المجلس، بزيارة ميدانية إلى منتزه الأليسكو بعد استكمال أشغال إعادة تأهيله.

هذا الفضاء الأخضر، الذي يندرج ضمن حدائق القرب، بات يشكل متنفساً حقيقياً لساكنة سيدي عثمان والأحياء المجاورة، إذ يوفّر مساحات خضراء مفتوحة وفضاءات للترفيه والرياضة تناسب مختلف الفئات العمرية، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى أماكن عمومية تتيح للأسر والشباب قضاء أوقات فراغهم في بيئة صحية وآمنة.

إعادة الاعتبار لمنتزه الأليسكو لا تمثل مجرد عملية تجميلية، بل تندرج ضمن رؤية أشمل لمجلس المقاطعة، تروم تحسين جودة الحياة بالمنطقة عبر توفير فضاءات صديقة للبيئة، وتشجيع الأنشطة الرياضية والثقافية. ويأتي هذا المشروع في سياق مجهودات متواصلة لتقوية البنية التحتية المحلية وتعزيز التنمية الحضرية بسيدي عثمان.

وقد لقيت هذه الخطوة ترحيبًا من طرف عدد من سكان المنطقة، الذين اعتبروا أن المنتزه بعد تأهيله أصبح أكثر ملاءمة لاحتياجات الأسر والأطفال، ويمثل قيمة مضافة للحي. في المقابل، يظل الرهان الأكبر هو ضمان صيانة هذه الفضاءات واستدامتها، بما يسمح بتحقيق أهدافها على المدى الطويل.

إعادة تأهيل المنتزهات والحدائق العمومية يترجم إدراك السلطات المحلية لأهمية البعد البيئي والاجتماعي في التخطيط الحضري، غير أن التنمية الشاملة تتطلب مواصلة الجهود على مستويات متعددة، خاصة ما يتعلق بتأهيل البنية التحتية الطرقية، دعم المرافق الاجتماعية، وتوفير فرص للأنشطة الاقتصادية والثقافية.

وبين إشادة الساكنة بإنجاز منتزه الأليسكو وتطلعاتها إلى مشاريع إضافية ويُعتبر منتزه الأليسكو واحداً من بين الإنجازات التي شهدتها مقاطعة سيدي عثمان، حيث تندرج هذه المشاريع المنجزة ضمن طليعة المبادرات الرائدة على صعيد مدينة الدار البيضاء.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

النقل عبر التطبيقات بين صراع الأغلبية والمعارضة… والمواطن هو الخاسر الأكبر

حسيك يوسف

تعيش الساحة السياسية المغربية هذه الأيام على وقع أزمة جديدة بين مكوّنات الأغلبية والمعارضة، بعد قرار رئيس الحكومة عزيز أخنوش تكليف و وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، الاستقلالي عبد الصمد قيوح، بمهمة مراقبة الدراجات النارية.

ورغم أن هذا القرار يدخل في إطار ضبط الفوضى المرورية، إلا أنّه فجّر جدلاً واسعًا أعاد إلى الواجهة سؤال الجرأة السياسية في مواجهة الملفات الحقيقية التي تهمّ حياة المواطنين.

غياب الجرأة في تقنين النقل عبر التطبيقات

ففي الوقت الذي تنشغل فيه الأغلبية والمعارضة بتبادل الاتهامات وتسجيل النقاط السياسية استعدادًا للانتخابات التشريعية المقبلة، ما زال ملف النقل عبر التطبيقات الذكية (Uber، yango، InDriver وغيرها) يراوح مكانه. هذا القطاع أصبح أمرًا واقعًا في كبريات المدن المغربية، حيث يلجأ إليه المواطنون يوميًا، لكنه يظل خارج أي إطار قانوني منظم.

غياب التقنين فتح الباب أمام “شرع اليد”، حيث يعتبر سائقو الطاكسيات هذه التطبيقات تهديدًا مباشراً لمورد رزقهم، فتتكرر مشاهد الاعتداءات والتكسير والمطاردات.

تطاحنات انتخابية ضيقة بدل إصلاح شامل

المؤسف أن النقاش السياسي لا يتجه نحو صياغة قانون عصري ينظم القطاع، بل ينحصر في صراعات ظرفية تعكس اقتراب العد التنازلي للاستحقاقات البرلمانية. فبدل أن تتوحد الجهود لإخراج إطار قانوني واضح يضمن المنافسة الشريفة ويحمي السائقين والمستعملين والاقتصاد الوطني، تنغمس الأحزاب في تجاذبات هدفها تسجيل المكاسب الانتخابية لا غير.

كلفة اقتصادية واجتماعية

الفوضى الحالية لا تؤثر فقط على السلم الاجتماعي، بل تستنزف كذلك خزينة الدولة. فالمداخيل الضريبية المحتملة من تنظيم هذا القطاع تضيع على الدولة، بينما المستفيد الأكبر هم شركات التطبيقات الدولية والعاملون بشكل غير مهيكل. في المقابل، يجد المواطن نفسه أمام خدمة غير مضمونة، وغياب تام للحماية القانونية سواء في حالة الحوادث أو الخلافات.

متى تتحقق الجرأة السياسية؟

القضية أكبر من مجرد صراع بين الأغلبية والمعارضة، بل تتعلق بقدرة الفاعل السياسي المغربي على مواجهة التحديات الحقيقية التي تهم حياة المواطن. المطلوب ليس فقط مراقبة الدراجات النارية، بل إخراج قانون شامل للنقل عبر التطبيقات يوازن بين مصالح مختلف الأطراف، ويضع حدًا لعالم الفوضى والعنف الذي أصبح يهدد الأمن الاجتماعي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

استقلاليون يستهجنون ركوب الحزب الذي يقود الحكومة على انجازات حزب حليف بالاغلبية

براهيم افندي

استغربت مصادراستقلالية قيادية لماوصفته ب”التوظيف السياسوي””لدوريةالوكالة الوطنية للسلامة الطرقية والتي خلقت جدلا واسعا بعد الشروع في تنزيلها على ارض الواقع،بعدما عمد برلمانيو ومنتخبو حزب التجمع للاحرار الذي يقود الحكومة الى ترويج اخبار عبروسائل،التواصل الاجتماعي تدعي بان عزيز اخنوش تدخل بحكم اختصاصاته كرئيس للحكومةوامر وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، بتعليق القرار ومنح مهلة سنة كاملة أمام المواطنين المالكين لهذا النوع من الدراجات النارية، بغية ملائمتها مع الشروط التنقية المعمول بها.

وأعتبرت مصادرنا بان هذه الضجة الاعلامية التي قادها الذباب الالكتروني لحزب الحمامة” حملة مخدومة،”تهدف الى حصرحزب الاستقلال الحليف الاستراتيجي للاغلبية الحكومية الحاكمة،في الزاوية الضيقة،من اجل كسب نقاط سياسيةلاعادة وهج الحزب عشية الدخول السياسي،

وبحسب البرلماني محمد ادموسى عضوالفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب،في تصريحه للجريدة” فقرار تعليق الحملة المذكورة ،كان خلاصة لاجتماعات ماراطونية،وقرارا خالصا لوزيرالنقل واللوجستيك مع اللجنة الوطنية المكلفة بالسلامة الطرقية،والتي اسفرت عن صدوربلاغ رسمي من الوزارة تم تعميميه على وسائل الاعلام الوطنية في حينه،وقبل وقوع اي اتصال لرئيس الحكومة مع الوزيرالمعني والوصي على قطاع النقل. مشيدا في ذات الوقت بماوصفة بالقرار الحكيم الذي تجاوب ايجابيا مع انشغالات ومطالب شرائح اجتماعية واسعة من المغربي”

ويرى المهتمون بالشان الوطني بأن هذا “الركوب السياسي”على اختصاصات وقرارات وزارة ذات اختصاصات دستورية من شانه ان يخلق توترات داخل الحكومة خاصة بين حزب التجمع الوطني للأحرار وبين حزب الاستقلال الذي ينتمي له وزير النقل اللوجستيك ويؤثر على تماسكها السياسي، خاصة في ظل رؤية العديد من المراقبين أن ادعاء تدخل أخنوش في تعليق الحملة الأمنية،لم يكن موفقا كما رسم له من قبل.

وما يُعزز هذا الرأي، هو أن السنة الأخيرة من كل ولاية حكومية، تعرف نوعا من عدم انسجام الرؤى بين مكونات الأغلبية بسبب قرب استحقاقات الانتخابية ورغبة كل مكون في تغليب كفته على الآخر.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

البشير… جثة الطفولة فوق ركام الإنسانية

بقلم عبدالباقي البوجمعاوي

البشير… الطفولة التي اغتُصِبت باسم صمت العالم حين نقرأ تفاصيل ما جرى في موسم مولاي عبد الله أمغار، نشعر أنّ الأمر يتجاوز حدود حادثة جنائية، ويتجاوز حدود المغرب، بل يتجاوز حدود كل وطن، نحن أمام مرآة عارية للعالم، مرآة بلا رتوش ولا أقنعة، طفل صغير، هش، يتيم، لم يطلب من الحياة شيئاً سوى أن تتركه يلعب مثل باقي الأطفال، يجد نفسه محاطاً بذئاب بشرية داخل خيمة، يتحول جسده الصغير إلى ميدان عبث جماعي، وكأنّ الطفولة لم تعد إلا مادة للاستهلاك مثل أي سلعة في سوق مفتوح، ما وقع للبشير ليس مجرد اغتصاب جسدي، بل هو اغتصاب لمعنى الطفولة نفسه، الطفولة التي كانت دائماً رمزاً للنقاء والبراءة، صارت اليوم رمزاً للانتهاك والنهش، البشير ليس فرداً واحداً، إنه علامة على موت مرحلة كاملة من الإنسانية، حين يُغتصب طفل، فإنّ العالم بأسره يُعلن إفلاسه الأخلاقي، هذه ليست مبالغة أدبية، بل حقيقة قاسية: لا يوجد جدارٌ أكثر قداسة من جسد طفل، وحين يُهدم، تنهار معه كل المعاني الأخرى، لكي نفهم ما جرى، يجب أن نعود إلى الجذور، الطفولة في مجتمعاتنا – كما في مجتمعات العالم – لم تعد محمية، الفقر، الهشاشة، غياب الحماية النفسية، ثقافة الصمت، كلها عوامل تفتح الباب أمام الذئاب، في الشوارع، في المدارس، في المواسم، في البيوت أحياناً، يتحول الطفل إلى أضعف حلقة في سلسلة العنف الاجتماعي، ليس الأمر وليد لحظة، بل نتيجة تراكمات طويلة: سنوات من إهمال التربية، من تهميش الهشاشة، من تقبّل العنف كجزء من الحياة اليومية، الأدهى من الجريمة ذاتها هو الصمت الذي يحيط بها، المجتمع الذي يصرخ يومين أو ثلاثة على مواقع التواصل ثم يعود إلى حياته العادية، الناس الذين يتداولون اسم البشير وكأنهم يتفرجون على عرض جديد، ثم يتركونه يغرق في وحدته، لا أحد يسأل: كيف سيعيش هذا الطفل بعد الآن؟ أي مستقبل يمكن أن ينتظره؟ كيف سيتعامل مع ذاكرة جسد مثقوب بالألم؟ المجتمع هنا ليس حامياً بل شاهداً صامتاً، يكتفي بالفرجة، ما حدث للبشير ليس خاصاً بالمغرب، هو نسخة صغيرة لما يحدث في كل مكان، في المخيمات السورية يُباع الأطفال مقابل لقمة خبز، في شوارع مانيلا أو بانكوك، يُعرضون للسياح كما تُعرض البضائع، في أوروبا، شبكات منظمة تبيع صورهم وأجسادهم على الأنترنت المظلم، وفي إفريقيا يُجندون لحمل السلاح قبل أن يتعلموا القراءة، العالم كله خيمة واحدة، مثل خيمة مولاي عبد الله، يجتمع فيها الكبار لينهشوا الصغار، أمام كل هذا، ما الذي يبقى من الإنسانية؟ القوانين تُسنّ، المؤسسات تُنشأ، الجمعيات تُصدر بيانات، لكن الجريمة تتكرر دائماً، ما معنى أن نكرر الشعارات إذا كان الطفل لا يزال يُغتصب في الأزقة والخيام؟ كل خطابٍ عن الحماية يفقد معناه أمام دموع البشير، هنا نصل إلى العبث: كل ما بنته البشرية من حضارات وقوانين يتهاوى أمام صرخة طفل صغير لم يستطع أحد أن يحميه، البشير لن ينسى، سيكبر وجسده يحمل آثاراً لا تُرى بالعين، لكنها أخطر من الجروح الظاهرة، سيعيش مع خوف دائم، مع ارتباك داخلي، مع ذاكرة مشوّهة للثقة والآخرين، إن لم يجد من يرافقه بصدق، فإنه سيحمل داخله قنبلة موقوتة قد تنفجر في شكل انطواء قاتل أو عنف مضاد، وهنا تكمن الكارثة: اغتصاب طفل لا يدمّر فرداً واحداً فقط، بل يزرع بذور خراب في المستقبل، لأن ضحية اليوم قد تتحوّل إلى جرح نازف في المجتمع غداً، في النهاية، البشير ليس مجرد طفل مغربي، إنه رمز للطفولة العالمية المسلوبة، كل طفل يُغتصب في أي مكان هو البشير، وكل مجتمع يصمت هو شريك في الجريمة، القضية ليست محلية بل كونية: الإنسانية كلها تشهد على اغتصاب نفسها، نحن لسنا سوى ممثلين في مسرح عبثي، حيث الكبار ينهشون الصغار ثم يتحدثون عن الأخلاق والقيم، قد يتوهم البعض أنّ هذه مجرد أزمة عابرة، لكن الحقيقة أن ما وقع للبشير هو علامة على أن العالم يأكل أبناءه، هذه ليست استعارة شعرية، بل واقع يومي: الإنسانية فقدت قدرتها على حماية نفسها، وصارت تأكل لحمها الحيّ، في هذه اللحظة، لم يعد هناك ما يُسمى بالبراءة، ولا ما يُسمى بالقداسة، نحن نعيش في زمن بلا ملاذ، بلا حصون، بلا براءة، البشير ليس ضحية موسمية، بل هو إعلان نهائي عن أنّ هذا العالم انتهى منذ زمن، وأنّ كل ما تبقى هو فراغ كبير يبتلع الطفولة، الواحد تلو الآخر، طفل البشير ليس مجرد اسم، بل جرح مفتوح في قلب كل إنسان قادر على الشعور، صرخة تزلزل الضمير، دمعة تتجمد في العيون، وآخر ما تبقى من أمل يتشبث به، ولكن حتى هذا الأمل بات على وشك الانهيار، وما لم نسمع هذا الصرخة ولن نتصرف على أساسها، فإن البراءة ستُدفن إلى الأبد، وستستمر الوحشية بصنع أجيال جديدة من الأطفال الضحايا، وسنجد أنفسنا أمام عالم يبتلع أبناءه، واحداً تلو الآخر، أمام صمتنا ولامبالاتنا، نكون شركاء في اغتصاب ما تبقى من الإنسانية، وكل دمعة لم تُمسك وكل صرخة لم تُسمع هي وصمة على قلبنا نحن الذين نعيش ونتنفس بينما الطفولة تُذبح، وكل لحظة صمت منّا هي رصاصة أخرى في جسد البشير، في جسد كل طفل بريء، والخاتمة الوحشية تقول: إن لم نتوقف عن الصمت، فإننا سنصبح نحن الضحايا التاليين، ليس فقط أجسادنا، بل روحنا وضميرنا وكل ما تبقى من إنسانيتنا، وسنجد أنفسنا غارقين في بحر من الدم والعار لا يرحم، وسنكتشف أنّ العالم الذي أكل البشير سيأكلنا جميعاً بلا استثناء.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

ندوة فلاحية بمهرجان سيدي العنبر: رشيد نصري يقود حواراً مباشراً بين الفلاحين والخبراء حول زراعة الزيتون

إعداد وتقديم: عماد وحيدال سطات

في إطار فعاليات مهرجان سيدي العنبر للتبوريدة بجماعة بني خلوق، احتضنت قاعة الندوات لقاءً فلاحياً متميزاً من تنظيم السيد رشيد نصري، رئيس جماعة سيدي بومهدي، بشراكة مع الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء–سطات، خُصص لمناقشة المسار التقني لغرس وصيانة أشجار الزيتون.

الندوة، التي أطرها المهندس الفلاحي وليد العماري، شهدت حضوراً مكثفاً للفلاحين، وبرز خلالها الدور المباشر للسيد رشيد نصري في تيسير النقاش وإشراك الفلاحين في طرح أسئلتهم العملية. فقد أكد نصري، في كلمته الافتتاحية، أن هذا اللقاء ليس مجرد عرض نظري، بل خطوة عملية لتمكين الفلاحين من تقنيات جديدة وملموسة تعزز من مردودية الأراضي الزراعية بالمنطقة.

النقاش تناول مجموعة من المحاور العملية المرتبطة بتهيئة الحفر، التخطيط للتشجير، اختيار الاتجاه المناسب للغرس، وأهمية المياه المطرية في تقوية الشجيرات. كما طرح الفلاحون أسئلة دقيقة حول الزرع المباشر، طرق السقي، التقليم، ومكافحة الأمراض، ليتدخل نصري بدور الوسيط، موجهاً الحوار بين الفلاحين والخبير، بما يضمن أن تكون الأجوبة واضحة وقابلة للتنفيذ.

وفي خطوة عملية تعكس التزامه بمواكبة الفلاحين، أعلن السيد رشيد نصري وضع هكتارين من الأراضي رهن إشارة الفلاحين، لتجريب تقنية الزرع المباشر للزيتون تحت إشراف الخبراء، مؤكداً أن الجماعة ستظل سنداً وشريكاً للفلاح في رحلته نحو تحديث طرق الإنتاج.

وقد عبر المشاركون عن ارتياحهم الكبير لهذه المبادرة التي ربطت بين التراث الثقافي للتبوريدة والرهانات التنموية للفلاحة، مشيدين بالقيادة الميدانية لرشيد نصري وحرصه على الاستماع المباشر لانشغالاتهم.

هكذا جسدت الندوة الفلاحية بمهرجان سيدي العنبر صورة حية لقيادة محلية تؤمن بأن الفلاحة هي مستقبل المنطقة. بفضل مبادرة السيد رشيد نصري، لم يبق النقاش حبيس القاعات، بل تحول إلى مشروع عملي يضع الفلاح في صلب الاهتمام، ويعكس رؤية واضحة لربط الثقافة بالتنمية المستدامة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

سكان قربة زاوية سيدي عيد النبي يرفعون عريضة إلى عامل إقليم طاطا

ابراهيم الزوين

وجه سكان قربة سيدي عيد النبي بجماعة الوكوم، إلى جانب عدد من الفاعلين الاقتصاديين والنشطاء المدنيين والمهتمين بالشأن البيئي والسياحي بمنطقة أريقي، عريضة إلى عامل إقليم طاطا، في إطار النقاش الدائر حول بلورة نموذج تنموي ترابي مندمج للإقليم.

وطالب الموقعون على العريضة عامل الإقليم بإيلاء أهمية خاصة لمطلبين يعتبران أساسيين لدفع مؤشرات التنمية المستدامة بالإقليم، ويتعلق الأمر بـ:

1. التعجيل بتعبيد الطريق الجهوية رقم 703 الرابطة بين جماعة فم زكيد بإقليم طاطا وجماعة تاكونيت بإقليم زاكورة.

2. الإسراع بإخراج المشروع المندمج لإحياء بحيرة أريقي باعتبارها قلب المنتزه الوطني لأريقي وفضاءً بيئيا وسياحيا واعدا.

ويرى الموقعون أن تحقيق هذين المطلبين سيشكل رافعة تنموية مهمة للمنطقة، من خلال تحسين البنية التحتية وتعزيز المؤهلات السياحية والبيئية للإقليم.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

خيمة الابداع …من تنظيم جمعية الساقية الحمراء للتنمية والمحافظة على البيئة موازنة مع مهرجان الوطية الصيفي النسخة الرابعة عشر

طانطان عابدين الرزكي 

شكلت خيمة الشعر التي أقيمت مساء أمس الخميس في إطار فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان الوطية الصيفي تحت شعار ليلة السمر الإبداعي : موسيقى .شعر وتشكيل ”، (بمنتجع اطلنتيك الوطية )

– خيمة الشعر هاته أو كما سموها خيمة الابداع ضمن فعاليات المهرجان وذلك بمشاركة الشعراء الحسانيين تحت الاغاني الحسانية الموريتانية من اداء الفنانة كمبانة منت علي وركان رفقة الشاعر والاديب الداهي همد فال والضيف الشرف هي دولة مورتانيا الشقيقية ، وهي مناسبة للاحتفاء بالشعر الحساني والموروث الثقافي الشعبي لدولةموريتانيا. وعرفت مشاركة أزيد من 12 شاعرا ممثلين لجميع المدن الجنوبية و في ليلة تخللتها لوحات فنية من الشعر الحساني المورتاني ” .

واشتمل برنامج الخيمة الشعرية، أيضا، على وصلات فنية قدمتها فرقة الفنانة الموريتانية كمبانة منت علي وركان وفي على أنغام وإيقاعات آلات خاصة بالغناء والطرب الحساني، تغنت فيها بمدح النبي المصطفى عليه السلام وحب الوطن والعادات والتقاليد الصحراوية المغربية.

وتضمن برنامج هذه الخيمة التي حضرها، كاتب عمالة إقليم طانطان، والأعيان والمنتخبون، أيضا، وصلات فنية قدمها الفنان والشاعر ” لحبيب لفقير ” على إيقاع نغام آلته “تدنيت” تفاعل معها الجمهور الحاضر بحرارة.

وحضي الشاعر القادم من مورتانيا الأديب المامي بتكريم خاص

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة جهات

مأساة بمدينة إيموزار كندر.. مصرع شرطي مرور في حادث طعن مأساوي

مع الحدث: إيموزار كندر

شهدت مدينة إيموزار كندر، مساء اليوم الخميس21غشت 2025، حادثًا مأساويًا بعد أن فقد شرطي مرور حياته إثر تعرضه لطعنة قاتلة بسلاح أبيض أثناء مزاولته لمهامه.

 

وحسب معطيات محلية، فقد تلقى الشرطي طعنة غادرة على مستوى الصدر بواسطة سكين ، وهو ما تسبب في إصابته بجروح بليغة لم تمهله طويلًا ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بها.

المصالح الأمنية تمكنت في وقت وجيز من توقيف المشتبه فيه، الذي يُرجح أنه يعاني اضطرابات عقلية، حيث جرى وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، قصد تعميق البحث والكشف عن كافة ملابسات وظروف هذه الجريمة البشعة.

إلى ذلك، تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، وذلك لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.