Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات طالع متفرقات

بعد سنوات من الانتظار… ساكنة سيدي عثمان مولاي رشيد تستبشر بافتتاح حديقة ALECSO

مع الحدث

بعد أعوام من الترقب، تنفس سكان عمالة سيدي عثمان مولاي رشيد الصعداء بافتتاح

حديقة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” (ALECSO)، التي جاءت لتشكل إضافة نوعية في المشهد الحضري والبيئي للعاصمة الاقتصادية.

هذه المعلمة البيئية الجديدة لم تُنجز فقط لتكون فضاءً أخضر للترفيه، بل لتجسد رؤية شمولية تجعل من الطبيعة، الثقافة، الرياضة والفن ملتقىً واحداً.

مرافق متعددة… توازن بين الترفيه والثقافة

تضم الحديقة فضاءات متنوعة تراعي حاجيات مختلف الفئات العمرية والاهتمامات:

* فضاء الاستراحة ومسار المشي

* فضاء للكرة الحديدية وآخر للشطرنج

* فضاء ألعاب للأطفال ومرافق صحية مجهزة

* فضاء للمطالعة ومكتبة

* ملاعب متعددة الرياضات وملعب كرة المضرب “بادل”

* مسرح في الهواء الطلق وكشك خدماتي

بهذه البنية الغنية، تتحول الحديقة إلى متنفس حقيقي يزاوج بين الراحة البدنية، النشاط الرياضي، الإثراء الثقافي والتفاعل الاجتماعي.

الطبيعة… مسؤولية مشتركة

وسط هذا الفضاء الأخضر، ترتفع رسالة واضحة: “الطبيعة مسؤولية بين أيدينا”.

فالماء، الهواء، الأشجار، والطيور ليست مجرد عناصر جمالية، بل ثروات حياتية يجب صونها للأجيال القادمة. كل شجرة تظلل وتنعش المكان، وكل زهرة أو كائن صغير يساهم في حفظ التوازن البيئي. لذلك تُوجَّه دعوة صريحة للزوار: احترم الطبيعة، لا تترك نفاياتك، ولا تُزعج الكائنات… لأنك حين تحميها فأنت تحمي بيتك الكبير: الأرض.

الري بالمياه المعالجة… خيار بيئي مستدام

في ظل التحديات المائية التي يعرفها المغرب، اعتمدت حديقة ALECSO نظاماً مبتكراً للري يعتمد على المياه العادمة المعالجة القادمة من محطة مديونة.

هذا الحل الذكي يساهم في:

* ترشيد استهلاك المياه الصالحة للشرب

* الحفاظ على الموارد الطبيعية

* ضمان سقي مستدام للمساحات الخضراء وفق معايير صحية دقيقة

غطاء نباتي مدروس بعناية

لم يُترك اختيار النباتات والشجيرات للصدفة، بل تم وفق رؤية علمية دقيقة تراعي:

* حاجتها القليلة للمياه

* قدرتها على تحسين جودة التربة وتثبيتها

* دورها في مقاومة التعرية والتغيرات المناخية

* تعزيز التنوع البيولوجي وتوفير الظل وتقليل تبخر المياه

بهذا التخطيط، لا تحقق الحديقة جمالاً بصرياً فقط، بل تؤدي دوراً بيئياً أساسياً يساهم في تحسين جودة الهواء ودعم صحة الإنسان والكائنات الحية.

فسحة خضراء تنبض بالحياة

إن حديقة ALECSO ليست مجرد فضاء للترفيه، بل مشروع بيئي، ثقافي واجتماعي متكامل، يكرس مكانة الفضاءات الخضراء كقاطرة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بجودة الحياة داخل مدينة الدار البيضاء.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات نازل

دراجات 49cc.. بين مطرقة القانون وغياب الرقابة

حسيك يوسف

في مشهد يتكرر كثيرًا بالمغرب، يجد المواطن نفسه مرة أخرى في موقع الضحية بدل أن يكون محميًا بالقانون. هذه المرة، القضية تتعلق بالدراجات النارية الصغيرة من فئة 49cc، التي اقتناها مواطنون من نقاط بيع مرخّصة، ببطائق رمادية رسمية، وباعتقاد كامل أنها قانونية… لكن المفاجأة كانت صادمة: متابعة هؤلاء بتهمة استعمال مركبات “غير مطابقة للمواصفات”.

المفارقة أن المواطن لم يُدخل أي تعديل أو تغيير على دراجته، بل اقتناها كما هي من السوق، ومع ذلك وجد نفسه متّهَمًا وكأنه خارج عن القانون. فكيف يعقل أن تُباع دراجات في محلات مرخّصة، وبوثائق رسمية مختومة، ثم يُعاقَب المشتري بدل محاسبة من أدخلها إلى السوق؟

المسؤولية الموزعة.. والمواطن الحلقة الأضعف

الحقيقة أن المسؤولية مشتركة:

المستوردون الذين جلبوا دراجات لا تحترم المعايير.

إدارة الجمارك التي سمحت بولوجها دون تدقيق كافٍ.

السلطات الوصية التي منحت التراخيص التجارية لنقاط البيع.

مراكز الفحص التقني التي لم تكشف عن الاختلالات.

وبين كل هذه الحلقات، يبقى المواطن المغربي هو الأضعف، يدفع الثمن من جيبه وسمعته، ويتحوّل من “مستهلك حسن النية” إلى “مخالف للقانون”.

أين الشجاعة للاعتراف بالخطأ؟

اليوم، وبعد أن انفجرت هذه القضية، على السلطات الوصية أن تتحلّى بالشجاعة الكاملة، وتعترف بالتقصير في حماية المستهلك المغربي، وتقدّم اعتذارًا رسميًا للمواطنين الذين تعرضوا للظلم. كما يجب أن يُفتح تحقيق وطني شامل يحدد المسؤوليات، ويُحاسب كل من سمح بمرور هذه الدراجات المخالفة إلى السوق المغربي، مع تحميل المستوردين كامل المسؤولية عن التلاعب بالمواصفات والوثائق.

حماية المستهلك أولوية لا تُؤجَّل إن أكبر درس من هذه القضية هو أن المستهلك المغربي بحاجة إلى حماية حقيقية، لا شعارات. حماية تبدأ من التشدد في المراقبة عند الاستيراد، مرورًا بصرامة أكبر مع الباعة، وصولًا إلى تقوية دور جمعيات حماية المستهلك في فضح هذه التجاوزات والدفاع عن حقوق المواطنين.

القانون يجب أن يُطبَّق على الجميع، لكن العدالة تقتضي أن يُحاسب الفاعل الحقيقي، لا أن يُترك المواطن الشريف ضحية لمنظومة رقابية متهاونة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات حوادث

سطات: حريق بدار الضيافة بمكارطو يكشف اختلالات خطيرة في تدبير ممتلكات الجماعة

سطات – بقلم: عماد وحيدال

اندلع صباح يوم الثلاثاء 19 غشت 2025، حوالي الساعة الحادية عشرة، حريق مهول داخل دار الضيافة التابعة لجماعة مكارطو، والواقعة بمحاذاة مكاتب الإدارة الجماعية. النيران التهمت كل محتويات المبنى، وسط حالة من الذعر بين الموظفين الذين اضطروا إلى مغادرة المكاتب خوفًا من انتشار ألسنة اللهب إلى باقي المرافق المجاورة.

التدخل السريع لعناصر الدرك الملكي والقائد والوقاية المدنية مكن من السيطرة على الحريق بعد مجهودات مضنية، فيما تم تحرير محاضر رسمية لمعاينة الحادث، بحضور رئيس المجلس الجماعي.

غير أن الحادث سرعان ما تحول إلى قضية رأي عام محلي، بعدما تبيّن أن دار الضيافة كانت مستغلة كسكن عائلي من طرف أحد أقارب رئيس الجماعة، في خرق واضح للقانون الذي يمنع استغلال المرافق الجماعية لأغراض شخصية إلا بقرار رسمي من المجلس وبترخيص من السلطات الوصية.

هذا المعطى أثار الكثير من علامات الاستفهام حول التدبير العشوائي لممتلكات الجماعة، وحول غياب الرقابة والمحاسبة. ويرى متتبعون أن الاستغلال غير المشروع للمرفق العمومي قد يكون ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تفاقم خسائر الحريق، ما يجعل المسؤولية السياسية والقانونية ملقاة على عاتق رئيس المجلس ومن معه.

ساكنة مكارطو طالبت بفتح تحقيق شفاف يقوده عامل إقليم سطات المعروف بنزاهته وصرامته، مع تدخل النيابة العامة لإطلاق مسطرة قضائية تُحدد المسؤوليات وتُرتب الجزاءات.

الحريق الذي شبّ في دار الضيافة بمكارطو لم يكن مجرد حادث عرضي، بل جرس إنذار قوي يكشف عمق الاختلالات التي تنخر تدبير ممتلكات الجماعات الترابية. وهو مناسبة لإعادة التأكيد على أن ربط المسؤولية بالمحاسبة لم يعد شعارًا للاستهلاك، بل ضرورة لحماية المال العام وضمان خدمة المواطن بدل استغلال المرافق العمومية لأغراض شخصية. فهل يكون هذا الحادث بداية لمرحلة جديدة يسود فيها الانضباط والشفافية، أم سيُطوى الملف كما طُويت غيره من الملفات؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

مولاي عبدالله… جريمة تهز الضمير وتكشف هشاشتنا

فاطمة الحارك

اغتصاب طفل جماعيًا في موسم مولاي عبدالله ليس مجرد حدث عابر بل هو زلزال أخلاقي يكشف إلى أي حد صرنا نعيش في مجتمع هش وعاجز عن حماية أضعف أفراده. ما وقع لا يمكن أن يُختزل في عنوان صحفي مثير أو بلاغ رسمي لأنه يعرّي حقيقة أشد خطورة الطفل في المغرب يظل الحلقة الأضعف معرضًا للعنف والإهمال مكشوفًا أمام ذئاب بشرية لا تجد من يردعها ولا من يمنعها من تحويل جسد صغير إلى ساحة جريمة.

الطفل الذي وقع ضحية لهذه الجريمة لم يُسلب منه جسده فقط بل سُرقت طفولته من جذورها الصدمة التي يعيشها داخله لن تزول مع مرور الأيام، بل ستترسخ في أعماقه لتصبح خوفًا مزمنًا وارتباكًا في الثقة بالآخرين وانفصالًا عن العالم من حوله. المجتمع قد يرى أن العدالة ستأخذ مجراها وأن المذنبين سيعاقبون لكن هيهات ثم هيهات الحقيقة هي أن الأثر الأعمق والأخطر هو الجرح النفسي الذي لا يظهر للعيان لكنه يحكم على الطفل بحياة مختلفة تمامًا، حياة محاصرة بالخوف والانعزال في كل نظرة وفي كل صوت.

الفضيحة الأكبر هي ما يحدث بعد الجريمة. بدل أن يجد الطفل من يضمد جرحه النفسي ويحتويه، يجد نفسه في مواجهة سلسلة من الاستجوابات التي تنهش ذاكرته من جديد. يسألونه مرارا وتكرارا في مركز الشرطة ومرة أخرى في فضول الإعلام وكل مرة يُجبر على استرجاع تفاصيل مأساة لم يستوعبها أصلًا. هكذا يتحول التحقيق إلى اغتصاب ثانٍ ولكن هذه المرة على مستوى النفس، إذ يضطر الطفل إلى مواجهة صدمته مرارًا دون حماية أو حضن يخفف عنه. هنا يبرز سؤال مرير هل نحن نبحث عن الحقيقة أم نعيد إنتاج الجريمة بطرق مختلفة؟

المسؤولية ثقيلة ومتشابكة، تبدأ من غياب رؤية مؤسساتية واضحة لكيفية التعامل مع ضحايا الاعتداءات الجنسية من الأطفال. في مجتمعات أخرى يُجرى استجواب واحد بحضور مختصين نفسيين ويتم تسجيله ليُستعمل أمام القضاء، حماية للطفل من إعادة فتح الجرح. أما في واقعنا فالطفل يُجرجر بين المكاتب والوجوه الباردة ويعامل كأنه مجرد أداة إثبات، بينما إنسانيته وطفولته تُركت خلف الأبواب. أجهزة الأمن تحتاج إلى تكوين خاص يجعلها تدرك أن الطفل ليس شاهدًا عاديًا بل ضحية هشة تتطلب مقاربة مختلفة. القضاء بدوره لا يمكن أن ينظر إلى الأمر من زاوية الأدلة وحدها بل عليه أن يدمج البعد النفسي في إجراءاته. المنظومة الصحية غائبة تقريبًا عن التدخل السريع وكأن الصحة النفسية ليست جزءًا من العدالة والإنصاف. الإعلام يلهث أحيانًا وراء الإثارة فيجعل من المأساة مادة استهلاكية بدل أن يحترم خصوصية الضحية ويحمي كرامته. أما المجتمع فإنه يكتفي بالفرجة أو يلوذ بالصمت أو يختبئ وراء التبريرات.

ما وقع في مولاي عبدالله ليس جريمة معزولة بل رسالة فاضحة تقول إننا نعيش وسط فراغ تربوي وأخلاقي ومؤسساتي، وإن الطفولة في بلادنا بلا حماية حقيقية. المأساة لا تقف عند لحظة الاغتصاب، بل تمتد إلى ما بعده حيث يعيش الضحية في عزلة وصمت محاطًا بوصم اجتماعي يضاعف من محنته، في الوقت الذي يفترض أن يجد فيه حضنًا يحميه ودعمًا يعيد له شيئًا من الأمان.

هذه الجريمة كشفت هشاشتنا أكثر مما كشفت وحشية المعتدين. لقد كشفت أننا لا نملك تصورًا متكاملًا لحماية الطفولة، وأننا نترك الجرح النفسي يتفاقم حتى يتحول إلى عبء جماعي. الطفل الذي لا يجد من يحتويه بعد صدمة بهذا الحجم قد يكبر محاصرًا بالانكسار، وقد يتحول ألمه المكبوت إلى عنف ضد نفسه أو ضد الآخرين. عندها تصبح الجريمة حلقة متواصلة يعاد إنتاجها جيلاً بعد جيل.

السكوت في مثل هذه القضايا ليس حيادًا بل تواطؤًا، والتأجيل ليس انتظارًا بل مشاركة غير مباشرة في صناعة الضحايا. ما وقع في مولاي عبدالله هو جرس إنذار عنيف يقول إننا بحاجة إلى إعادة التفكير جذريًا في مفهوم حماية الطفل وفي إدماج الصحة النفسية في صلب السياسات العمومية، لأن الطفل لا يطلب عدالة قانونية فقط بل يطلب إنقاذًا لروحه قبل أن تُنهك تمامًا .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات

اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي.. تحية للمبدعين بعدساتهم

حسيك يوسف

يحتفل العالم في 19 غشت من كل سنة بـ اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي، مناسبة لتكريم كل المصورين الذين يوثقون تفاصيل الحياة بعدساتهم، ويجعلون من الصورة لغة كونية تتجاوز الحدود واللغات. فالمصور ليس مجرد ناقل للواقع، بل هو فنان يمنح اللحظة حياةً أبدية ويحول المشاهد العابرة إلى ذاكرة إنسانية خالدة.

وفي هذا السياق، يحق لنا أن نفتخر بالمصورين المغاربة الذين استطاعوا أن يتركوا بصمتهم على الساحة العالمية، بفضل إبداعهم وتميزهم. من بين هؤلاء يبرز اسم الفوتوغرافي المغربي حسن الصياد، الذي حمل عدسته في جولة إلى بلدان إفريقيا، ليس فقط لتوثيق لحظات فنية وإنسانية، بل لنشر ثقافة الصورة والتصوير الفوتوغرافي في القارة، إلى جانب بعض منتسبي جمعية مغرب الصورة. هذه المبادرات تعكس الدور الريادي للمصور المغربي في جعل الكاميرا أداة للحوار الثقافي والتبادل الفني.

إن الصور التي يلتقطها المصورون المغاربة لم تعد مجرد مشاهد، بل أصبحت رسائل فنية وإنسانية، تنقل للعالم جمال المغرب، تنوعه الثقافي، وغنى تراثه، وفي نفس الوقت تفتح نوافذ جديدة للتواصل مع الشعوب الأخرى.

وفي هذا اليوم المميز، نتوجه بأحر التهاني إلى جميع المصورين عبر العالم، وبالأخص المصورين المغاربة، الذين يثبتون يومًا بعد يوم أن الصورة أصدق من الكلام، وأعمق من أي وصف. دمتم متألقين ومبدعين بعدساتكم، وكل عام وأنتم تصنعون من اللحظة فناً خالداً.

شكر خاص

وبهذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نتقدم بوافر الشكر والتقدير إلى مصوري جريدة “مع الحدث” m3aalhadet الذين بصورهم المميزة ساهموا في توثيق الأحداث وإبراز الجمال في التفاصيل، سواء خلال هذه السنة أو السنوات الماضية. فكل لقطة كانت بصمة إبداعية تستحق التنويه.

ومن بين هؤلاء نذكر:

وحيد التجاني

حسن الصياد

منير ياسين

رشيد لروي

منير المباشي

بوشعيب مصليح

حمزة غوري

عبد المجيد مقبول

زكرياء موفق

سارة بوخلال

عادل حصار

سعيد رامي

إبراهيم جديد

يونس كوكبي

حسيك يوسف

أشرف مهيب

بشرى مبكير

مجيدة الحيمودي

نبيل بوسباع

احضي اندور

هشام بانور

رشيد كداح

عبد الجبار الحرشي

إدريس المجذوب

إبراهيم أفندي

عماد واحيدال

لكم منا كل الامتنان والاعتزاز، فقد صنعتم بالعدسة ما يعجز عنه القلم أحياناً.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

ابتسام لشكر وإشكالية الحرية: نحو إعادة صياغة التوازن بين حق التعبير واحترام المقدسات

بقلم: حسام بوزكارن

في خضم الجدل المحتدم الذي أثارته قضية ابتسام لشكر، وما تلاها من مواقف متباينة وردود فعل متضاربة، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في مفهوم حرية التعبير وحدودها، خاصة عندما تتقاطع مع المقدسات الدينية والثوابت الاجتماعية. فما حدث ليس مجرد قضية فردية معزولة، بل هو نافذة تكشف عن أزمة مفاهيمية عميقة تعيشها مجتمعاتنا في تعاملها مع مبدأ الحرية، والذي بات يفهم أحيانا بطريقة مشوهة ومنحرفة عن مساره الطبيعي.

إن الحرية، بمعناها الفلسفي والقانوني، ليست انفلاتا من كل قيد أو ضابط، وإنما هي ممارسة واعية ومسؤولة للحقوق والواجبات في إطار النظام الاجتماعي والأخلاقي السائد. وعندما نتحدث عن حرية التعبير تحديدا، فإننا نشير إلى حق الإنسان في إبداء رأيه والتعبير عن أفكاره ومعتقداته، شريطة ألا يتجاوز ذلك حدود الاحترام المتبادل ولا يمس بحقوق الآخرين أو يستفز مشاعرهم الدينية العميقة. لكن ما شهدناه في قضية ابتسام لشكر يكشف عن فهم مغلوط للحرية، حيث تم الخلط بين حق التعبير عن الرأي وبين الإساءة المباشرة والصريحة للذات الإلهية. فثمة فرق جوهري بين من يعبر عن موقف نقدي مدروس، وبين من يعمد إلى استخدام عبارات مسيئة وصادمة لا تحمل أي بعد فكري، بل تهدف فقط إلى الاستفزاز والإثارة.

في الرد على المقاربة التبريرية للأستاذ أحمد عصيد

يطرح الأستاذ أحمد عصيد في مقاله مقاربة تحليلية تحاول تفسير ظاهرة السخرية من الأديان باعتبارها رد فعل طبيعي على الاستبداد الديني والقهر الاجتماعي. وبينما أقدر الجهد التحليلي الذي بذله الأستاذ أحمد عصيد، إلا أنني أختلف معه في عدة نقاط جوهرية.

أولا، إن ربط الإساءة للمقدسات بالرغبة في التحرر من القهر يشكل تبسيطا مخلا لقضية معقدة. فالحرية الحقيقية لا تبنى على أنقاض احترام الآخرين ومعتقداتهم، بل تنمو في بيئة من التسامح المتبادل والحوار البناء. كما أن اعتبار الدين نظاما قهريا بالضرورة يتجاهل البعد الروحي والوجداني العميق الذي يمثله الإيمان لمليارات البشر حول العالم.

ثانيا، إن القول بأن السخرية من المقدسات طبيعة بشرية لا يبرر ممارستها أو يجعلها مقبولة قانونيا وأخلاقيا. فكثير من السلوكيات قد تكون طبيعية من منظور نفسي أو اجتماعي، لكن هذا لا يعفيها من الخضوع للضوابط القانونية والأخلاقية التي تحكم المجتمع.

ثالثا، وهو الأهم، فإن محاولة تفسير كل نقد أو اعتراض على ازدراء الأديان بالهشاشة أو الخوف من التغيير تمثل مغالطة فكرية واضحة. فالدفاع عن المقدسات ليس نابعا من ضعف أو هشاشة، بل من قناعة راسخة بضرورة الحفاظ على التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة التي تشكل الهوية الجماعية للأمة.

الرد على موقف النقيب عبد الرحيم الجامعي

من جهة أخرى، نجد في موقف النقيب عبد الرحيم الجامعي مقاربة أخرى تستحق النقاش والتحليل. فبينما نحترم حق النقيب عبد الرحيم الجامعي في إبداء رأيه، إلا أن رسالته تحمل في طياتها عدة مغالطات قانونية ومنطقية. فعندما يدعو النقيب عبد الرحيم إلى اعتبار الإساءة للذات الإلهية مجرد رأي أو خلاف فكري، فإنه يخلط بين مستويات مختلفة من التعبير. فالرأي، بمعناه القانوني والفلسفي، هو موقف فكري قابل للجدل والحوار، أما السب والشتم المباشر فهو اعتداء صريح لا يحمل أي قيمة فكرية أو ثقافية. كما أن محاولة إدراج مفكرين عظام كابن رشد وابن سينا في سياق التبرير لهذا النوع من الإساءات يمثل تشويها لتراثهم وفكرهم. فهؤلاء الأعلام، رغم جرأتهم الفكرية واجتهاداتهم الفلسفية، لم يتجاوزوا قط حدود الاحترام في تعاملهم مع المقدسات، بل كان نقدهم ينطلق من داخل الإطار الديني نفسه وبمنهجية علمية رصينة. وأما ادعاء النقيب بأن موقف السيد الرميد يشكل تحريضا، فهو ادعاء لا يستند إلى أساس قانوني سليم. فالتبليغ عن أفعال يعتبرها القانون جرائم هو حق وواجب مواطني، وليس تحريضا. والسيد الرميد، بحكم خبرته القانونية وموقعه كمواطن غيور على ثوابت الأمة، كان محقا في موقفه وفي دعوته للجهات المختصة لأخذ الإجراءات اللازمة.

إن الموقف الذي اتخذه السيد مصطفى الرميد في هذه القضية يستحق التقدير والتأييد من عدة زوايا. فهو موقف ينطلق من فهم عميق لطبيعة التوازن المطلوب بين الحقوق والواجبات، وبين حرية الفرد ومسؤوليته تجاه المجتمع الذي ينتمي إليه. من الناحية القانونية، فإنه محق تماما في التمييز بين حرية الرأي والاعتقاد من جهة، وبين الإساءة المباشرة للمقدسات من جهة أخرى. فالقانون المغربي، شأنه شأن معظم القوانين في العالم، يحمي حرية التعبير ولكن ضمن حدود واضحة لا تسمح بالإساءة للأديان أو استفزاز المشاعر الدينية للمواطنين. من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، فإن موقفه يعكس فهما لطبيعة النسيج الاجتماعي المغربي، الذي يقوم على قيم دينية وثقافية راسخة. والحفاظ على هذا النسيج ليس رجعية أو تخلفا كما يحلو للبعض وصفه، بل هو ضرورة حضارية لضمان الاستقرار والتماسك الاجتماعي. إن رده على النقيب الجامعي كان في غاية الدقة والوضوح القانوني، خاصة عندما أشار إلى أن القانون المغربي لا يسمح بالانتصاب للحق المدني في مثل هذه القضايا إلا للمتضرر مباشرة.

المواثيق الدولية

إن من أخطر المغالطات الشائعة في هذا النقاش هو الادعاء بأن حرية التعبير حق مطلق لا يخضع لأي قيود. وهذا الادعاء يتناقض تماما مع النصوص الصريحة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإن نص في المادتين 18 و19 على حرية التفكير والضمير والدين وحرية الرأي والتعبير، إلا أنه أكد في المادة 29 على أن الفرد يخضع في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون لضمان احترام حقوق الآخرين وحرياتهم، ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي. كما أن المادة 18 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، التي صادق عليها المغرب، تنص صراحة على أنه لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده إلا للقيود التي يفرضها القانون والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم.

وللتأكيد على أن موقفي ليس منطلقا من تعصب ديني أو انغلاق فكري، فإنني أجد في الاجتهاد القضائي الأوروبي المعاصر ما يؤكد صحة هذا التوجه. فقد قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قضية المسماة E.S ضد النمسا بأن الإدانة الجنائية لسيدة نمساوية أساءت للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تشكل انتهاكا لحقها في حرية التعبير. وقد أسست المحكمة قرارها على أن تصريحات هذه السيدة تجاوزت الحدود المسموح بها للنقاش الموضوعي، ولم تساهم في نقاش عام مفيد، وكانت موجهة أساسا للنيل من مكانة النبي الدينية، ولم تكن نقدا أكاديميا أو تاريخيا. كما اعتبرت المحكمة أن هذه التصريحات قادرة على إثارة التحيز وتهديد السلام الديني داخل المجتمع.

وقد كان هذا القرار بإجماع قضاة المحكمة، مؤسسا على مبدأ أن حرية التعبير محمية لكنها ليست مطلقة، وأن المجتمعات الديمقراطية ملزمة باحترام المشاعر الدينية والحفاظ على السلام الديني. هذا في المجتمع النمساوي، فما بالنا بالمجتمع المغربي الذي يقوم أساسا على قيم دينية راسخة ويعتبر الإسلام دينا للدولة بموجب الدستور؟

نماذج دولية في حماية المقدسات

إن التجربة الدولية زاخرة بالنماذج التي تؤكد أن حماية المقدسات الدينية من الازدراء ليس تخلفا أو رجعية، بل هو موقف حضاري تتبناه حتى أعرق الديمقراطيات في العالم.

ففي ألمانيا، ينص القانون الجنائي في المادة 166 على معاقبة كل من يسب محتويات المعتقد الديني أو النظرة الفلسفية للحياة بطريقة قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم العام. وقد طبقت المحاكم الألمانية هذا النص في عدة قضايا، بما في ذلك قضايا تتعلق بالإساءة للإسلام والمسيحية على حد سواء.

وفي بريطانيا، رغم كونها مهد الديمقراطية الحديثة، فإن قانون جرائم الكراهية الدينية لعام 2006 يجرم كل تعبير يهدف إلى إثارة الكراهية ضد الأشخاص على أساس انتمائهم الديني. وقد شهدت المحاكم البريطانية عدة قضايا طبقت فيها هذا القانون بصرامة.

أما في فرنسا، فرغم شعاراتها حول العلمانية وحرية التعبير، إلا أن القانون الفرنسي يجرم التحقير العلني للأديان في ظروف معينة، خاصة عندما يؤدي إلى الإخلال بالنظام العام أو إثارة الكراهية ضد جماعات دينية.

هذه النماذج تؤكد أن الموازنة بين حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية ليست قضية خاصة بالمجتمعات المتخلفة أو غير الديمقراطية، بل هي إشكالية عالمية تتعامل معها جميع الدول وفق ظروفها الثقافية والاجتماعية الخاصة.

 

الأزمة المفاهيمية

إن المتتبع للجدل الدائر حول قضية ابتسام لشكر يلاحظ وجود أزمة مفاهيمية عميقة تكمن في جذور هذه الإشكالية. فقد بات مفهوم الحرية مشتتا ومشوها في أذهان كثير من الناس، خاصة الشباب، الذين تأثروا بموجة العولمة الثقافية والإعلامية دون أن يكتسبوا الأدوات النقدية اللازمة للتعامل مع هذا التدفق المعلوماتي الهائل. فالحرية، كما فهمتها الفلسفة السياسية والقانونية عبر التاريخ، ليست انفلاتا من كل قيد، بل هي ممارسة واعية للاختيار ضمن إطار من الضوابط والمسؤوليات. والحرية الحقيقية لا تتناقض مع الالتزام الأخلاقي والديني، بل تتكامل معه في منظومة متوازنة تحقق خير الفرد والمجتمع معا.

لكن ما نشهده اليوم هو تشويه لهذا المفهوم النبيل، حيث باتت الحرية في أذهان البعض تعني حق الفرد في فعل ما يشاء دون اعتبار لتأثير ذلك على الآخرين أو على النسيج الاجتماعي العام. وهذا المفهوم المنحرف للحرية هو الذي يقف خلف كثير من الممارسات الهدامة التي نشهدها اليوم.

المسؤولية المجتمعية: دور المثقفين والإعلاميين

في هذا السياق، تبرز مسؤولية خاصة على عاتق المثقفين والإعلاميين والأكاديميين في تصحيح هذا المفهوم المشوه للحرية وإعادة تأسيسه على أسس سليمة. فالمطلوب ليس التخلي عن مبدأ الحرية، بل إعادة فهمه وتأطيره بطريقة تحقق التوازن بين حقوق الأفراد وواجباتهم تجاه المجتمع. وهذا يتطلب جهدا تربويا وثقافيا طويل المدى، يبدأ من المناهج التعليمية ويمتد إلى وسائل الإعلام والمنابر الثقافية المختلفة. فالشباب الذي يقع في مثل هذه الأخطاء ليس بالضرورة شابا منحرفا أو كافرا، بل قد يكون مجرد ضحية لتشويه مفاهيمي تعرض له عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المحتوى الإعلامي المستورد.

إن قضية ابتسام لشكر، رغم خصوصيتها الفردية، تطرح أسئلة جوهرية حول طبيعة التوازن المطلوب بين الحرية والمسؤولية في مجتمعاتنا المعاصرة. وهي أسئلة لا يمكن الإجابة عنها بتبسيط مخل أو بمواقف متطرفة في أي اتجاه.

المطلوب هو إعادة صياغة مفهوم الحرية بطريقة تحقق التوازن بين حق الفرد في التعبير عن رأيه وبين واجبه في احترام مشاعر الآخرين ومقدساتهم. والمطلوب أيضا هو تطوير خطاب ثقافي وتربوي قادر على مواجهة موجات التشويه المفاهيمي التي تتعرض لها مجتمعاتنا. فإن الحرية الحقيقية لا تبنى على أنقاض احترام الآخرين، بل تنمو في بيئة من التسامح المتبادل والحوار البناء. وهذا هو الطريق الوحيد لبناء مجتمعات متقدمة وديمقراطية تحترم حقوق الإنسان دون أن تتخلى عن قيمها وثوابتها الأساسية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن مجتمع

رحيل الفنان الكوميدي حسن السعادي.. ابتسامة لن تُنسى

حسيك يوسف

غيب الموت الفنان الكوميدي حسن السعادي، خريج المعهد البلدي للتنشيط الثقافي والمسرحي بشارع فرنسا، الذي تتلمذ على يد رواد المسرح المغربي، أمثال محمد سعيد عفيفي وبوشعيب الطالعي.

الراحل بصم الساحة الفنية المغربية بأعمال راقية ومميزة، سواء في التلفزيون أو فوق خشبة المسرح أو في عروض “الوان مان شو”. كان حاضرًا دومًا بموهبته الهادئة، وأسلوبه المحترم، وشخصيته المليئة بالثقة والإبداع. وقد شارك إلى جانب كبار الفنانين والفكاهيين، ليؤكد مكانته كأحد الوجوه البارزة التي أضفت على المشهد الفني طابعًا خاصًا.

عرف حسن السعادي بدماثة أخلاقه واحترامه للآخر، وبابتسامة صافية كانت عنوانًا لمسيرته. ورغم صراعه الطويل مع المرض الخبيث، ظل صامدًا وشامخًا، يواجه الألم في صمت، ويمنح الحياة معنى إضافيًا من خلال عطائه الفني والإنساني.

رحل السعادي جسدًا، لكنه سيبقى حاضرًا بما تركه من أعمال وبصمات فنية، وبابتسامة لا تُمحى من ذاكرة جمهوره ومحبيه.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

وعود السلطات لدوار بيه بعين السبع بالدار البيضاء تتحول إلى وهم ساكنة دواوير أولاد ابن عمر ببوسكورة

فيصل باغا

 

تشهد ساكنة دواوير عشوائية بمنطقة أولاد ابن عمر التابعة لجماعة بوسكورة بإقليم النواصر وضعًا مأساويًا بعد تعرض منازلهم للهدم، حيث تظل الوعود التي قدمتها السلطات المحلية لهم مجرد شعارات لم تُترجم على أرض الواقع.

في دوار بيه بعين السبع بالدار البيضاء، كانت السلطات قد وعدت السكان بتوفير حلول سكنية ملائمة بعد عمليات الهدم، إلا أن هذا الوعد لم يتحقق، ما جعل الساكنة تواجه معاناة يومية حقيقية. ورغم الانتظارات، ما تزال الأسر تعاني من التشرد والانتقال من مكان إلى آخر، في ظل غياب حلول جذرية.

الساكنة في دواوير أولاد ابن عمر الدحامنة بجماعة بوسكورة تعيش نفس المعاناة، بل تفاقمت مع اقتراب الدخول المدرسي. حيث يعاني الأطفال خصوصًا من صعوبات كبيرة، ناتجة عن تشرد أسرهم وقلة الإمكانيات. فقلة وجود الإعداديات والمدارس الابتدائية في المنطقة تزيد من العبء على الأهالي، الذين يجدون أنفسهم أمام تحديات كبرى لضمان التحاق أبنائهم بالتعليم في ظروف لائقة.

هذا الوضع يطرح تساؤلات عديدة حول جدية تدخل السلطات المحلية في توفير حلول فعالة ومستدامة للساكنة، خصوصًا مع اقتراب موسم الدراسة، حيث يصبح التمدرس حقًا أساسيًا لا ينبغي أن يُحرم منه أي طفل.

مطالب الساكنة اليوم واضحة: توفير سكن كريم، توفير بنية مدرسية قريبة ومؤهلة لاستقبال الأطفال، وتنفيذ الوعود التي قدمتها الجهات المسؤولة منذ فترة طويلة.

في انتظار ذلك، يبقى مصير هؤلاء السكان وأطفالهم معلقًا بين الوعود والواقع المرير، في انتظار تحرك فعلي يُعيد لهم كرامتهم ويضمن مستقبل أبنائهم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

أيت عميرة.. قضية “لوفيس” بين حكم قضائي وتماسك سياسي

فؤاد الطاهري

وثائق مثيرة تكشف “إفلات أباطرة” من العقاب.. “لوفيس” يرد على قرار عزله بتفاصيل صادمة أصدر المجلس الجماعي لأيت عميرة، بإقليم اشتوكة آيت باها، بياناً تضامنياً مع نائبه الأول للرئيس، لحسن أقديم الملقب بـ”لوفيس”، وذلك عقب الحكم الابتدائي الصادر عن المحكمة الإدارية بأكادير، يوم 13 غشت الجاري، والقاضي بتجريده من عضوية المجلس الجماعي والمجلسين الإقليمي والجهوي.

وجاء في البيان، الذي وقّعه رئيس المجلس، أن الأغلبية المسيرة تشهد على التزام النائب “لوفيس” بمبادئ العمل الجماعي واحترامه للقانون، مؤكدة أنه مارس مهامه بنزاهة ومسؤولية، دون أن تُسجل عليه أي خروقات أو تجاوزات.

وأكدت الأغلبية أن هذا الموقف يأتي انسجاماً مع روح التضامن بين مكونات المجلس، داعية إلى تمتين الجبهة الداخلية في مواجهة ما اعتبرته “تحديات غير متوقعة” تمس الاستقرار السياسي للجماعة.

ويُشار إلى أن الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية يبقى ابتدائياً وقابلاً للاستئناف، في انتظار ما ستسفر عنه المراحل المقبلة من المسطرة القضائية.

Categories
أخبار 24 ساعة أنشطة ملكية الواجهة جهات

بتعليمات ملكية.. المغرب يرسل دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى غزة

حسيك يوسف

أعلن المغرب، الاثنين، عن إرسال دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان قطاع غزة، وذلك بتعليمات مباشرة من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

وتشمل هذه المبادرة الملكية حوالي 100 طن من المواد الغذائية الأساسية والأدوية، مع تركيز خاص على احتياجات الأطفال والرضع، في ظل الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يعيشها القطاع.

وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فقد حرص الملك محمد السادس على أن يتم نقل هذه المساعدات جوًا، لضمان وصولها بشكل عاجل ومباشر إلى المستفيدين، بعيدًا عن أي عراقيل لوجستية.

وتأتي هذه الخطوة لتعزيز المبادرات الإنسانية السابقة، حيث كان المغرب قد أرسل نهاية يوليوز الماضي مساعدات تجاوزت 180 طنًا من الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية ووسائل الإيواء.

وتجسد هذه الالتفاتات الملكية المتواصلة التزام المغرب الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، وترجمة مواقفه السياسية إلى دعم عملي يخفف من معاناة المدنيين ويعزز صمودهم في وجه التحديات اليومية.