Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء جهات مجتمع

إقبال قياسي على موسم مولاي عبد الله أمغار: 83 ألف و500 متفرج في ليلة استثنائية وفد إماراتي ورياضي يكتشفان الإرث الفني للفروسية التقليدية

تصوير حسن الصياد

شهد موسم مولاي عبد الله أمغار، يوم السبت، حدثا استثنائيا جمع بين الإبداع الفني، والحضور الدبلوماسي، وبريق النجوم الوطنية، مؤكدا مكانته كمنارة للتراث المغربي.

ففي ثاني أيام الموسم، بلغ عدد الحضور في السهرة الفنية 83 ألفا و500 متفرج، في رقم قياسي عكس الزخم الثقافي لهذه الدورة. وقد عاش الجمهور على إيقاع عروض مبهرة أحياها نجوم الأغنية الشعبية المغربية، ويتعلق الأمر بكل من مصطفى الجديدي، ومحسن الجديدي، ونبيل تبتول الأيوبي، وختمها صلاح الدين المجدولي، وسط أجواء من التفاعل والحماس.

وعلى الصعيد الدولي، حظي الموسم بزيارة وفد رسمي إماراتي مكون من 18 صحافيا ومصورا، في إشارة واضحة إلى جاذبية الحدث خارج الحدود. كما خطفت الأنظار الحارسة الدولية خديجة الرميشي، رفقة إحدى زميلاتها من المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم، وسط تصفيق وتشجيع الجماهير.

التقاليد الأصيلة كان لها حضورها المميز، من خلال العرض الكبير لسربات “التبوريدة” القادمة خصيصا من تاونات، فيما أضفى الفنان الشعبي محمد عطير حيوية خاصة على فقرات الأمسية، معززا البعد الثقافي لهذا الموعد السنوي.

بفضل هذا الإقبال الجماهيري الاستثنائي، يثبت موسم مولاي عبد الله أمغار مكانته كمنصة رائدة، تمزج بين عمق الموروث الأصيل ونفس الإبداع المعاصر، وتعكس قدرته على توحيد مختلف الأجيال تحت راية هوية وطنية نابضة بالحياة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

موسم مولاي عبد الله يحتفي بالقرآن والسماع والتصوف في برنامج ديني غني ومتنوع

حسن الصياد

السبت 9 غشت 2025 – مولاي عبد الله أمغار

في إطار فعاليات موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار لسنة 2025، أعد المجلس العلمي المحلي للجديدة والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية برنامجا دينيا وثقافيا وعلميا غنيا ومتنوعا، يزاوج بين النفحات الروحية والتأطير الديني، ويعكس البعد الحضاري والديني لموسم مولاي عبد الله العريق.

وسيعرف البرنامج، الذي امتد من الخميس 7 غشت إلى السبت 16 غشت 2025، تنظيم قراءات قرآنية جماعية، ودروسا دينية يؤطرها نخبة من العلماء والواعظات، وندوات علمية رصينة تناقش مواضيع التصوف السني وأثره في تقويم السلوك، وكذا الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للمواسم، إلى جانب محاضرات تؤرخ للرباطات والزوايا العلمية التاريخية بالإقليم، كرباط تيط.

وانطلقت الأنشطة الدينية بقراءة سلك من كتاب الله العزيز بمسجد مولاي عبد الله، تلتها أمداح نبوية مغربية وترديد اسم “اللطيف”، في مشهد يجمع بين الذكر الجماعي والوجدان الشعبي المغربي.

ويواصل البرنامج زخمه خلال أيام الأسبوع الموالي، من خلال دروس دينية موجهة للرجال والنساء، وإحياء ليالي السماع والمديح بالمنصة الرسمية، إلى جانب توزيع الهبة الملكية وتكريم بعض القيمين الدينيين من كبار السن، اعترافا بعطاءاتهم في خدمة المساجد والتعليم العتيق.

ويشكل يوم الإثنين 11 غشت محطة بارزة، حيث يعلن الافتتاح الرسمي للأنشطة الدينية، متبوعا بندوة علمية يؤطرها ثلة من العلماء في موضوع التصوف السني، وهو ما يعكس توجها نحو إحياء القيم الروحية السامية وربطها بالسلوك المجتمعي المعاصر.

كما يخصص البرنامج حيزا هاما للنساء والأطفال عبر دروس دينية خاصة، وخيمة تواصلية ومسابقات تحسيسية، بإشراف مرشدين ومرشدات من خلية المرأة، في خطوة تروم إشراك مختلف الفئات في تجليات الموسم الروحية والتربوية.

ولتعزيز التوعية الدينية، وكباقي الدورات السابقة، يوزع المجلس العلمي العدد الجديد من كتيب “ومضات دينية” على زوار الموسم، إلى جانب توفير استشارات دينية للمغاربة المقيمين بالخارج، ضمن فضاء مفتوح طيلة أيام الموسم يشرف عليه أعضاء وخلية المجلس.

ومن خلال هذا الغنى الروحي والعلمي، يؤكد موسم مولاي عبد الله مكانته الراسخة ضمن أعرق التظاهرات الدينية بالمغرب، إذ لا يقتصر على مظاهر الفرجة التراثية كالفروسية والتبوريدة، بل يفتح آفاقا رحبة للتزود بالمعرفة الدينية، واستحضار القيم الروحية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

من العدالة إلى الاستغلال… كيف تحولت إعادة الإيواء إلى صفقة مربحة على حساب المواطن؟

حسيك يوسف

في سنوات ليست بعيدة، كان هدم المساكن العشوائية يرافقه حل منصف يحفظ كرامة المواطن، ويمنحه فرصة حقيقية لبداية جديدة. الدولة كانت تمنح بقعًا أرضية R+3 بمساحة تتراوح بين 80 و100 متر، تُوزَّع في نفس المنطقة أو قريبًا منها، وتُقسَّم بين أسرتين لبناء منزل محترم، مع إمكانية الاستفادة من محل تجاري أو الدخول في شراكة مع مقاول للبناء. والأهم، لم يكن أي هدم يتم قبل تسليم السكن البديل.

اليوم تغيّر كل شيء… التعويض أصبح شقة سكن اقتصادي خارج المدار الحضري، على بُعد كيلومترات من وسط المدينة، وفي كثير من الحالات يُطلب من الأسرة دفع 12 مليون سنتيم للحصول عليها.

المفارقة الصادمة أن الدولة تدعم السكن الاقتصادي بثلاثة مستويات:

دعم يصل إلى 10 ملايين سنتيم للسكن الاقتصادي الذي لا يتجاوز 30 مليونًا.

  • ودعم بـ 7 ملايين سنتيم للسكن الذي يتجاوز هذا السعر.

لكن أصحاب البراكات المهدّمة يجدون أنفسهم مضطرين لدفع 12 مليونًا، رغم أن أغلبهم يملكون تيترًا قانونيًا ومحفظًا لمساحة قد تصل إلى 600 متر مربع، وفي مواقع استراتيجية بوسط المدينة. هذه الأراضي تساوي في السوق أكثر من 12 ألف درهم للمتر الواحد، أي أن قيمتها الإجمالية قد تتجاوز 600 مليون سنتيم، ومع ذلك يتم إقصاء أصحابها من حقهم الطبيعي، وتعويضهم ببرطمة اقتصادية خارج المدينة.

الأدهى أن براكـة واحدة قد تأوي 3 عائلات أو أكثر، ومع ذلك لا تحصل كل عائلة إلا على شقة واحدة مع دفع مبلغ إضافي، وكأنها تشتري حقها من جديد.

هذا ليس “إعادة إيواء”… هذا بيع مقنَّع لحقوق الناس، وصفقة عقارية رابحة على حساب المواطن، وامتصاص لقيمة أراضٍ ثمينة مقابل تعويض لا يرقى حتى إلى الحد الأدنى من العدالة.

العدالة الحقيقية كانت واضحة: حل يضمن الكرامة، يحافظ على موقع السكن، ويمنح فرصة للتملك والبناء. ما يحدث اليوم هو هدم، إبعاد، ودفع الناس نحو الهامش… والسكوت عنه مشاركة في الظلم.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء رياضة

تسجيل 122 سربة بموسم مولاي عبد الله منها ثلاث سربات نساء الموسم يستقطب أزيد من ألفي فرس في أكبر ملتقى للفروسية التقليدية بالمغرب

حسن الصياد

شهد موسم مولاي عبد الله أمغار، في نسخته الحالية، مشاركة واسعة لفرق الفروسية التقليدية، حيث بلغ عدد السربات المسجلة في تظاهرة “التبوريدة” 122 سربة، من بينها 119 سربة للفرسان الرجال و3 سربات نسائية، في حضور لافت يؤكد الحضور المتنامي للمرأة في هذا الموروث الثقافي الأصيل.

وقد وصل عدد الخيول المشاركة إلى حوالي 2065 فرسا، قدمت من مختلف جهات وأقاليم المملكة، لتجسد لوحات فنية مبهرة تمزج بين المهارة في التحكم بالفرس ودقة الانسجام بين أفراد السربة الواحدة، وسط أهازيج جماهيرية غفيرة تتابع بشغف كبير عروض “التبوريدة”، حيث تتعالى طلقات البارود متناسقة في لحظة واحدة، ويجسد الفرسان والخيالة براعتهم في الانسجام والمهارة.

وتعكس هذه الأرقام الزخم الذي بات يميز موسم مولاي عبد الله أمغار، باعتباره أحد أكبر المواعيد الوطنية المخصصة للفروسية التقليدية، وفضاء سنويا يجمع بين البعد الديني والاحتفالي والتراثي، ويشكل منصة للتعريف بفن “التبوريدة” كرمز من رموز الهوية المغربية.

وأوضح سعيد غيث رئيس الاتحاد الإقليمي لفن التبوريدة بالجديدة، أن هذه الأرقام تعكس حجم الإقبال الكبير على المشاركة، مشيرا أن عملية الإحصاء شملت جميع السربات المسجلة رسميا، وتم الحرص على توثيق كل المعطيات بدقة، سواء على مستوى عدد الفرسان أو الخيول، بما يضمن تنظيما محكما للعروض وتوزيعا عادلا لمواقيت المشاركة. مضيفا أنه من أجل ضمان سلامة الخيول وصون صحتها خلال أيام الموسم، تم تنظيم مداومة يومية للأطباء البيطريين في فضاء الفروسية، مع توفير الأدوية والمستلزمات البيطرية الضرورية للتدخل الفوري عند الحاجة، وذلك في إطار حرص المنظمين على احترام معايير الرفق بالحيوان وضمان أداء العروض في أفضل الظروف.

ويحافظ موسم مولاي عبد الله أمغار على مكانته كموعد سنوي بارز، يستقطب عشاق الفروسية التقليدية من داخل المغرب وخارجه، ويجعل من “التبوريدة” علامة مميزة تعكس أصالة الهوية المغربية وعمق ارتباطها بالفرس كرمز للشجاعة والنخوة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة

دوار الشلوح ببوسكورة… شباب في مواجهة المخدرات ونداء عاجل للتدخل

بقلم مول الحكمة

يشهد دوار الشلوح، ضواحي بوسكورة، وضعًا مقلقًا مع انتشار المخدرات وعلى رأسها مادة “البوفا” القاتلة، التي تغزو عقول الشباب وتدفعهم نحو الإدمان والانهيار. غياب الرقابة الصارمة وجرأة المروجين جعلت من المنطقة بؤرة لتجارة السموم، وسط غياب بدائل ترفيهية أو ثقافية أو رياضية.

الساكنة، التي تعيش قلقًا متزايدًا على أبنائها، توجه نداءً مفتوحًا إلى السيد القائد الجهوي للدرك الملكي، مطالبةً بتكثيف الحملات الأمنية وتجفيف منابع هذه الآفة، حمايةً لأرواح الشباب ومستقبل المنطقة.

دوار الشلوح يحتاج إلى تدخل عاجل يعيد الأمل ويوقف نزيف الإدمان قبل فوات الأوان.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة

فاطمة الزهراء عكيف تتوج بطلة إفريقيا في الفريستايل للمرة الثانية وتتأهل إلى كأس العالم 2025

حسيك يوسف

حققت البطلة المغربية فاطمة الزهراء عكيف إنجازًا جديدًا بتتويجها بلقب بطلة إفريقيا في رياضة الفريستايل لسنة 2025، وذلك للمرة الثانية في مسارها الرياضي، بعد أن أحرزت اللقب أول مرة سنة 2020.

وعادت عكيف إلى المنافسات الإفريقية بعد غياب دام خمس سنوات، لتؤكد أنها ما تزال في قمة عطائها، حيث تمكنت من حسم اللقب عن جدارة واستحقاق، ما منحها بطاقة التأهل رسميًا إلى بطولة كأس العالم 2025.

وأعربت البطلة عن سعادتها بهذا التتويج، معتبرة إياه شرفًا كبيرًا لتمثيل المغرب في المحافل العالمية، موجهة شكرها لكل من ساندها ودعمها طوال مسيرتها.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ جهات حوادث

وفاة راعٍ جرفته سيول وادي أوريكا نواحي مراكش

حسيك يوسف

تسببت الفيضانات القوية التي شهدتها منطقة أوكيمدن، بإقليم الحوز، ليلة أمس، في مصرع راعٍ بعدما جرفته مياه وادي أوريكا.

السلطات المحلية باشرت عمليات بحث فور الإبلاغ عن الحادث، ليتم العثور على جثة الضحية صباح اليوم الخميس بمنطقة “أكنس نوانسة”، على بُعد نحو أربعة كيلومترات من مكان انجرافه.

وتعيد هذه المأساة إلى الواجهة هشاشة المناطق الجبلية أمام الفيضانات المفاجئة، وما تطرحه من تحديات في غياب بنية تحتية قادرة على الحد من آثارها المدمرة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

هل يُحاسب أعوان السلطة في رمل هلال ببوسكورة؟ والأسر المتضررة تنتظر الإنصاف

بقلم: الحاج مول الحكمة

لا تزال تداعيات عملية هدم منازل عدد من الأسر بملحقة رمل هلال بجماعة بوسكورة تثير الكثير من الجدل، وسط تساؤلات ملحة حول دور أعوان السلطة المحلية في تفشي البناء العشوائي، ومسؤوليتهم المحتملة في غض الطرف عن المخالفات التي راكمت هذه الأزمة.

الساكنة المتضررة، التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في العراء، تطالب بفتح تحقيق نزيه وشامل يسلط الضوء على التجاوزات المحتملة، خاصة وأن أعوان السلطة هم الحلقة الأولى في منظومة المراقبة الميدانية، وكان من المفترض أن يكونوا حائط صد أمام أي خروقات عمرانية.

في المقابل، تلتزم الجهات المسؤولة الصمت إلى حدود الساعة، دون توضيحات بشأن مصير المحاسبة أو آليات إنصاف الأسر المتضررة، ما يزيد من حالة الترقب والتوتر داخل المجتمع المحلي.

ويبقى السؤال مطروحًا بقوة: هل تتحمل السلطات مسؤوليتها في محاسبة المتورطين؟ وهل سيتم جبر ضرر الأسر التي فقدت منازلها؟ الرأي العام في بوسكورة يترقب الأجوبة، والأمل لا يزال معلقًا على قرارات قد تُنصف من طحنتهم العشوائية والتواطؤ.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

مهرجان أم الربيع بخنيفرة: استحضار حي لتراث “أسون” – من حماية القطيع إلى احتضان الهوية ضمن المهرجان الثقافي

مع الحدث لحسن المرابطي

يمثل مهرجان أم الربيع في إقليم خنيفرة (المغرب) محطة سنوية لا تُحتفى فيها بموسم الطبيعة المتجددة فحسب، بل تُستعاد فيها ذاكرة ترحال عميقة. فمن خلال تأثيثه بـالخيام الأمازيغية التقليدية واستحضار نمط الحياة البدوية لمجتمع أيت اسگوگو الأمازيغية، ينسج المهرجان جسراً رمزياً بين زمنين: ماضي الترحال الجماعي في جبال الأطلس وخاصة منطقة فزاز (الأطلس المتوسط)، وحاضر الاستقرار الذي يعيشه سكان المنطقة اليوم. وتأتي إضافة تنظيم “أسون” (المجموعات الرحل) وهندسة المخيم الدائري لتكشف عن طبقة أنثروبولوجية غنية، تُضفي عمقاً استثنائياً على هذا الاستحضار.

♦️ الزمان والمكان: رحلة موسمية تحولت إلى احتفال ثقافي

▪️ السياق التاريخي (الماضي): مع حلول فصلَي الربيع والخريف، كانت مجموعات الرحل الأمازيغية في منطقة فزاز (وهي جزء من المجال الثقافي الأطلسي المتوسطي) تُنظّم رحلات جماعية موسومة ب”أسون”. كانت الرحلة تتم غالبا عبر البغال كوسيلة نقل أساسية، متجهة صوب “أدرار” (المرتفعات الجبلية) بحثاً عن مراعي صيفية أو “أزاغار” (السهول) لقضاء الشتاء. الهدف كان اقتصادي-معيشي بحت: تأمين الكلأ والماء للمواشي.

▪️ السياق المعاصر (الحاضر): يعتبر المهرجان الأول من نوعه بجماعة أم الربيع، المتاخم لهذه المناطق التاريخية للترحال، احتفاءً بنهر أم الربيع ومنبعه. تحولت الرحلة البدوية من ضرورة بقاء إلى ذاكرة تُستحضر في فضاء احتفالي ثقافي.

♦️ هندسة “أسون”: الدائرة.. حكمة دفاعية وتضامن اجتماعي

كان تنظيم المخيم في الماضي يعكس فلسفة حياة متكاملة:

⏺️ التراتبية المكانية الذكية: تُنصب الخيام بشكل دائري متلاصق، تحيط بـساحة مركزية شاسعة.

⏺️ الوظيفة الحيوية:

▪️ حصانة جماعية: الشكل الدائري يشكل جداراً بشرياً ومادياً يصعب اختراقه، ويوفر رؤية شاملة 360 درجة لرصد الأخطار (هجمات “الأغيار” – القبائل المتنافسة – أو الوحوش المفترسة).

▪️ حماية القلب النابض: توضع زريبات المواشي وحظائر البهائم داخل هذه الساحة المركزية المحصنة. هذا التصميم يؤكد القيمة المحورية للمواشي كمصدر للغذاء (حليب، لحم)، المواد الخام (صوف، جلد)، والنقل (البغال). حمايتها كانت حماية للبقاء.

▪️ فضاء الحياة المشتركة: الساحة لم تكن للبهائم فقط، بل كانت مكاناً لـ:

▪️ اجتماعات القبيلة واتخاذ القرارات.

▪️ المقايضة والأسواق الصغيرة.

▪️ الاحتفالات والطقوس الاجتماعية.

▪️ رمزية عميقة: هذا التنظيم كان تجسيداً مادياً لقيم التضامن الجماعي (“أسون”) والتكافل والحكمة في التكيف مع البيئة والتهديدات.

 

♦️ استحضار “أسون” في المهرجان: تحول الوظيفة.. بقاء الرمز

يُعاد إنتاج هذه الهندسة التراثية في مهرجان أم الربيع، ولكن بطبقة دلالية جديدة:

⏺️ استمرارية الشكل: تُنصب الخيام التقليدية بشكل دائري حول ساحة مركزية واسعة، مستحضرةً الذاكرة البصرية والتنظيمية لـ”أسون”.

⏺️ تحول الوظيفة:

▪️ من حماية المواشي إلى استضافة الزوار: لم تعد الخيام تحمي الأغنام من الذئاب، بل أصبحت فضاءات استقبال دافئة للزوار والسياح، توفر لهم مكاناً للمشاهدة والراحة، وكأنها تحميهم (رمزياً) من الغربة وتذوب الفوارق بينهم.

▪️ من زريبات مواشي إلى مسرح ثقافي: الساحة المركزية لم تعد تضم المواشي، بل تحولت إلى “أغورا” ثقافية، مسرح مفتوح يحتضن:

▪️ العروض الفنية (أحيدوس، إزلان، تامديازت، موسيقى أمازيغية).

▪️ الألعاب التقليدية (“تاكورت”، “شيرا”، “بايسثاي سثانوت”، إيسكور.. ألعاب القوة مثل: “حجّط”، “تاموغزيلت”).

▪️ سرد الحكايات الشعبية والأمثال.

▪️ معارض الحرف التقليدية.

▪️ أي أنها تحولت من مركز الاقتصاد الرعوي إلى قلب الإشعاع الثقافي والهوياتي.

⏺️ الرمزية الجديدة: هذا التحول يرمز إلى:

▪️ البراعة في التكيف: قدرة الثقافة الأمازيغية على الحفاظ على رموزها مع إعطائها دلالات جديدة تلائم العصر.

▪️ تحول مصادر القيمة: من حماية الثروة الحيوانية (المادية) إلى حماية وصون الثروة الثقافية والرمزية (الهوية، التراث).

▪️ الأمن الثقافي: الدائرة لم تعد تحمي من اعتداءات مادية، بل أصبحت فضاءً رمزياً يُحصّن الهوية من النسيان والاندماج، ويوفر شعوراً بالألفة والانتماء للزوار.

 

♦️ الجسر الرمزي: من الترحال بالبغال والجمال والحمير، إلى الاستقرار.. حوار الأزمنة

يستكمل المهرجان حواره بين الماضي والحاضر عبر مقارنات صارخة:

▪️ وسائل النقل: استحضار الترحال عبر البغال (بطئه، مشقته، ارتباطه بتضاريس وعرة) مقابل نقل المنقولات بالشاحنات اليوم (سرعتها، قدرتها، ربطها بشبكة طرقية). يسلط الضوء على سرعة التطور التكنولوجي وتغير مفهوم الزمن والمسافة.

▪️ نمط العيش: استحضار حياة الترحال (حرية وانفتاح لكن مع تقشف وخطر دائم) مقابل حياة الاستقرار (أمان وخدمات لكن مع تحديات التحضر والاغتراب عن الطبيعة). يدفع للتأمل في إيجابيات وسلبيات كلا النمطين وقيمة مكتسبات الحاضر مع الحنين لقيم الماضي (التضامن، الصبر، الارتباط العضوي بالأرض).

 

♦️ أخيرا دائرة نصب الخيام توحد الزمنين

مهرجان أم الربيع بخنيفرة، من خلال استحضاره التفصيلي لتنظيم “أسون” وهندسة المخيم الدائري، لا يقدم مجرد مشهد تراثي. إنه يُجسّد فلسفة حياة كاملة – قائمة على التضامن الجماعي (“أسون”)، الحكمة الدفاعية (الشكل الدائري)، ومركزية المقدرات المشتركة (المواشي سابقاً، الثقافة والهوية اليوم). تحول الوظيفة – من حماية القطيع إلى احتضان العروض ومن استراتيجية بقاء إلى احتفال ثقافي – هو دليل على حيوية التراث وقدرته على التجدّد. الشكل الدائري والساحة المركزية، كرموز مادية، تصبح جسراً يربط حكمة الأجداد في التكيف مع بيئة قاسية والتنظيم الاجتماعي الذكي، مع وعي الأبناء بأهمية الهوية وضرورة الحفاظ عليها في عالم متغير. وهكذا، يصبح المهرجان أكثر من احتفال؛ إنه إعادة بناء حية للذاكرة المكانية والاجتماعية، ودرس عميق في كيف يمكن للماضي، باستعاراته الرمزية القوية، أن يثري الحاضر ويُعزز الانتماء. الدائرة التي كانت تحمي الأغنام أصبحت اليوم تحصن الهوية، مؤكدة أن قيم التضامن والحماية الجماعية تظل الدعامة الأبدية لاستمرار المجتمعات.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات نازل

دوار طيبي بمنطقة سيدي معروف أولاد حدو غياب البنية التحتية وتفاقم الاكتظاظ السكني

فيصل باغا

يشهد دوار طيبي الواقع في منطقة سيدي معروف أولاد حدو أزمة حقيقية تتمثل في غياب البنية التحتية الأساسية وتفاقم مشكلة الاكتظاظ السكني، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة حياة سكان الدوار ويزيد من معاناتهم اليومية.

تعاني المنطقة من نقص حاد في خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي، حيث تعجز الشبكات المتوفرة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان الدوار بسبب النمو السكاني السريع. هذا النقص يعرض السكان لمشاكل صحية وبيئية عديدة، ويزيد من صعوبة توفير حياة كريمة للعائلات.

بالإضافة إلى ذلك، يشهد دوار الطيبي اكتظاظًا سكنيًا ملحوظًا نتيجة الزيادة المستمرة في عدد السكان وعدم وجود تنظيم عمراني واضح. غالبية المنازل مبنية بشكل عشوائي، مما يؤدي إلى تضييق المساحات العامة وشوارع ضيقة لا تتناسب مع حجم السكان، ويعرقل حركة المرور ويحد من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

ويشير العديد من السكان إلى أن غياب التخطيط الحضري والبنية التحتية المناسبة يزيد من تفاقم المشاكل اليومية، خاصة فيما يتعلق بالصحة والتعليم والنقل. كما يؤثر هذا الوضع على الأطفال والنساء وكبار السن بشكل خاص، الذين يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الضرورية.

وتبقى مطالب السكان محورية، حيث يطالبون السلطات المحلية والجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لوضع خطة تطوير شاملة تشمل تحسين البنية التحتية، تنظيم الفضاءات السكنية، وتوفير الخدمات الأساسية لضمان حياة كريمة وسليمة لسكان دوار الطيبي.

إن معالجة هذه الإشكاليات ليس فقط حقًا للسكان، بل هو خطوة أساسية نحو تعزيز التنمية المستدامة للمدينة ككل، وتقليل الفوارق بين مختلف أحيائها.