Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

“تاحريشت”… أكلة أمازيغية من قلب الأطلس تسحر الأذواق وتقاوم نيران الغلاء

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

من أعماق جبال الأطلس وتحديدًامن مناطق آيت بوحدو وشقير، خرجت أكلة “تاحريشت” لتغزو بطقوسها وروائحها الشهية موائد الأمازيغ في إقليم خنيفرة والمناطق المجاورة، قبل أن تتحول إلى رمز تراثي شعبي، يقف جنبًا إلى جنب مع الطنجية المراكشية في الذاكرة الذوقية المغربية.

ارتبطت “تاحريشت” منذ القدم بالمناسبات الكبرى، وعلى رأسها عيد الأضحى، حين تُستخرج أحشاء الأضحية وتُحضّر بعناية، لتصبح طبقًا مميزًا لا يُقاوم. وهي اليوم، في خنيفرة ونواحيها، لم تعد مجرد وجبة تقليدية، بل أصبحت جزءًا من الهوية المحلية، تُطلب بشغف وتُباع بسرعة، خاصة في مواسم الأعياد والعطل.

وصفة من نار… بنكهة الأطلس

تحضّر “تاحريشت” بأسلوب فريد يجمع بين البساطة والإبداع الشعبي، إذ تُلف شرائح من الرئة، الكرشة، الكبد، الشحم وغيرها من مكونات “الضوارة” على قضيب حديدي طويل، ثم تغلف جيدًا بـالمصارن، قبل أن تُشوى ببطء على نار هادئة من الفحم، ما يمنحها نكهة مشوية فريدة تجعل المتذوق يطلب المزيد.

وتُراعى في تحضيرها الشروط الصحية، إذ تتم مراقبة مكوناتها في المجازر من طرف الأطباء البيطريين، وتخضع لمتابعة يومية من طرف مصالح السلامة الغذائية، مما يرفع من ثقة المستهلك في جودة الطبق.

بين الإقبال الشعبي وارتفاع الأسعار

رغم الإقبال الكبير على هذه الأكلة، إلا أن ارتفاع أسعار اللحوم شكل تحديًا حقيقيًا لممتهني هذا الصنف من الأطعمة التقليدية. فقد اضطر عدد منهم إلى التخلي عن المهنة بسبب غلاء المواد الأولية، وصعوبة رفع الأسعار على الزبناء الذين لا تسمح لهم قدرتهم الشرائية بمجاراة الزيادات.

ويؤكد أحد الباعة أن الطلب على “تاحريشت” ما يزال قويًا، بل إن الزبناء يتوافدون في ساعات المسائية الأولى من أجل الحصول على حصتهم، إلا أن الهوامش الربحية الضئيلة والضغط الاقتصادي قد تدفع بهذه الأكلة إلى الاندثار إذا لم يتم دعمها وتنظيم تسويقها بالشكل المناسب.

تراث في حاجة إلى الاعتراف والدعم

ومع أن “تاحريشت” ما تزال حاضرة بقوة في خنيفرة والمناطق الجبلية المجاورة، إلا أن أصواتًا بدأت ترتفع مطالبة بـتثمين هذا التراث الغذائي، عبر تسويقه في مناطق أخرى من المملكة، وتنظيم مهرجانات للتعريف به، بل ودعمه كمنتوج محلي يندرج ضمن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

في النهاية تبقى “تاحريشت” أكثر من مجرد طبق… إنها حكاية نار وذوق وهوية، تستحق الحفظ والترويج، في وقت تُهدد فيه عواصف الغلاء والأزمات الاقتصادية العديد من جوانب تراثنا اللامادي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

26 سنة من القيادة الحكيمة: إنجازات تاريخية ومسيرة تنموية متجددة في عهد الملك محمد السادس

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

بمناسبة مرور اكثر من ربع قرن على تولي جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية، يقف المغاربة اليوم بفخر واعتزاز أمام سجل حافل بالإنجازات التاريخية والمسيرة التنموية المتجددة التي قادها ملك الشباب نحو مغرب الحداثة والازدهار.

رؤية ملكية طموحة وحكامة رشيدة

منذ اعتلائه العرش سنة 1999، وضع جلالة الملك محمد السادس بصماته بوضوح على خارطة التنمية الوطنية، عبر سلسلة من المشاريع الكبرى والإصلاحات التي أحدثت نقلة نوعية في كل قطاعات الحياة.

شهد المغرب تحولات عميقة بدأت بمبادرة وطنية رائدة لمحاربة الفقر والهشاشة عام 2005، ثم توسعت لتشمل تحديث البنيات التحتية الوطنية من موانئ حديثة كطنجة المتوسط، وشبكات الطرق السيارة و قطار فائق السرعة “البراق”، وصولاً إلى ريادة في مجال الطاقات المتجددة عبر مشروع “نور” الشمسي بورزازات.

هذه الإنجازات عكست حكامة رشيدة ومقاربة استباقية، جعلت المغرب بلدًا متوازنًا، متجذرًا في هويته ومنفتحًا على تحديات المستقبل.

تموقع دولي متميز ومكانة إقليمية رائدة

خلال 26 سنة برهن المغرب بقيادة جلالة الملك على قوته الدبلوماسية وحكمته، مما أكسبه احترام وتقدير أبرز قادة العالم وشركائه الدوليين.

حظي ملف الصحراء المغربية بدعم متزايد من دول كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا و البرتغال، حيث فتحت عشرات الدول قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، ما يمثل اعترافًا عمليًا بسيادة المغرب على كامل ترابه الوطني.

على الصعيد الإفريقي عاد المغرب إلى واجهة المشهد بشراكات تنموية واستراتيجية تعزز مكانته كقوة فاعلة في تحقيق الاستقرار والتنمية.

دعم ثابت للقضايا العربية والإنسانية

لم تغب القضية الفلسطينية عن اهتمام المغرب، الذي ظل داعمًا ثابتًا ومُقدِمًا على تقديم مساعدات ميدانية وإنسانية، خاصة لسكان غزة والقدس، في ظل قيادة جلالة الملك للجنة القدس، مما أكسب المملكة رصيدًا أخلاقيًا واعترافًا دوليًا واسعًا.

قوة عسكرية متطورة ومشاركة دولية متميزة

عزز المغرب من جاهزية قواته المسلحة من خلال اقتناء أحدث المعدات الدفاعية، بينها مروحيات أباتشي، وطائرات مسيرة متقدمة، مع تنظيم مناورات الأسد الإفريقي السنوية، التي تشارك فيها قوى عسكرية عالمية، لتأكيد جاهزية الجيش المغربي كدعامة حيوية للأمن الوطني والإقليمي.

إشعاع رياضي عالمي يوحّد المغاربة

تميز المغرب في المجال الرياضي بتنظيمه المتميز والمستقبلي لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، واستضافته المرتقبة لكأس إفريقيا 2025، بالإضافة إلى الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب كرة القدم بالوصول إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، ما شكّل مصدر فخر وطني يعزز الوحدة ويشجع الأجيال الصاعدة.

مركز طاقي إقليمي وشريك استراتيجي لأوروبا

حقق المغرب مكانة بارزة في مجال الطاقة النظيفة والربط الكهربائي، حيث أثبت دوره الحيوي في تزويد إسبانيا بالكهرباء خلال انقطاع التيار ، وقد نالت هذه المبادرة إشادة رسمية من السلطات الإسبانية، التي اعتبرت المغرب شريكًا لا غنى عنه.

يواصل المغرب العمل على مشاريع استراتيجية كأنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب وأوروبا، ومشروع الربط الكهربائي مع المملكة المتحدة، لتأكيد موقعه كمحور إقليمي وعالمي في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة.

 

خاتمة: المستقبل يبنى اليوم برؤية شابة وإرادة قوية

على مدى 26 عامًا استطاع المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس أن يخط مسارًا تنمويًا قويًا ومتجددًا، يجمع بين التحديث والحفاظ على الثوابت، بين الانفتاح والطموح، مع مواجهة التحديات بثقة وصبر.

عيد العرش المجيد ليس فقط احتفالًا بل هو تأكيد على التزام ملك وشعب بمواصلة البناء لتكون المملكة المغربية نموذجًا للتنمية المستدامة والازدهار في المنطقة والعالم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

افتتاح سوق “الشاوية” بغوتيي: مشروع اجتماعي وتنموي يحتفي بالتاجر الصغير ويواكب احتفالات عيد العرش المجيد

 

مع الحدث / الدار البيضاء 

تحرير ✍️: مجيدة الحيمودي 

في لحظة احتفالية تحمل الكثير من الدلالات الرمزية، وفي تزامن جميل مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، شهد حي غوتيي التابع لمقاطعة سيدي بليوط صباح اليوم، افتتاح السوق النموذجي الجديد “سوق الشاوية”، بحضور رسمي ووازن لعدد من الشخصيات السياسية المحلية.

ترأست حفل الافتتاح السيدة نبيلة الرميلي عمدة جماعة الدار البيضاء الكبرى، إلى جانب السيدة كنزة الشرايبي رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، والسيد محمد الشباك رئيس مقاطعة أنفا، بحضور عدد من المسؤولين المحليين، أطر الجماعة، ممثلي المجتمع المدني، والتجار المستفيدين من هذا المشروع.

ويأتي افتتاح هذا الفضاء التجاري الجديد في إطار استراتيجية تأهيل الأسواق وتنظيم التجارة المحلية، بهدف تعزيز الاقتصاد القريب، وتوفير فضاءات تجارية تليق بكرامة التاجر والمستهلك، وتُحسن من جمالية المشهد الحضري للعاصمة الاقتصادية.

وقد عاين الحاضرون عن قرب فرحة الباعة والتجار الصغار الذين عبّروا عن ارتياحهم الكبير لهذا المشروع، الذي وصفوه بـ”المنقذ” بعد سنوات من المعاناة في ظروف صعبة، وسط العشوائية وغياب المرافق الضرورية.

وأكد عدد منهم أن هذا السوق الجديد يشكّل نقطة تحوّل إيجابية في مسارهم المهني والاجتماعي، ويمنحهم إطارًا منظمًا لممارسة نشاطهم التجاري في ظروف إنسانية، آمنة ومحترمة.

ولم تفُت الباعة الفرصة للتعبير عن امتنانهم العميق للسيدة كنزة الشرايبي رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، التي كانت من أوائل الداعمين لمشروع السوق، حيث حرصت على مواكبة ملفهم عن قرب، والتفاعل مع مطالبهم، والسهر على إخراج المشروع في أفضل حلة ممكنة.

كما وجّهوا عبارات الشكر والتقدير لعمدة المدينة السيدة نبيلة الرميلي، التي تواصل تنزيل رؤية تنموية شاملة لتأهيل الفضاءات العمومية، وإرساء عدالة مجالية تراعي حاجيات جميع الفئات الاجتماعية.

وفي ختام الحفل رفع الباعة والمواطنون أسمى عبارات الامتنان لجميع الفاعلين والمسؤولين المحليين، من سلطات ترابية، وأطر تقنية، ومجالس منتخبة، وكل من ساهم في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، مؤكدين أن هذه الالتفاتة النبيلة أعادت إليهم الأمل والكرامة، ورسخت فيهم الإحساس بالانتماء والثقة في العمل المؤسساتي.

السيدة نبيلة الرميلي أكدت في كلمتها بالمناسبة أن افتتاح “سوق الشاوية” يندرج ضمن رؤية شمولية لجماعة الدار البيضاء تهدف إلى إعادة هيكلة الأسواق التقليدية، وتجديد بنيتها بما يتماشى مع متطلبات العصر، واحترام كرامة التاجر والمستهلك على حد سواء.

أما السيد محمد الشباك رئيس مقاطعة أنفا، فقد أبرز أن هذا السوق سيُسهم في تنظيم الفضاء العام وتخليص الحي من مظاهر العشوائية التي كانت تؤثر سلبًا على جمالية المنطقة.

ويضم “سوق الشاوية” تجهيزات حديثة، ومرافق صحية وتنظيمية، تضمن بيئة عمل مناسبة، تحترم شروط النظافة والسلامة، كما تم توفير تجهيزات خاصة لتسهيل الولوج للأشخاص في وضعية إعاقة، مما يجعل منه نموذجًا رائدًا في إعداد الفضاءات التجارية المحلية.

افتتاح السوق في هذا التوقيت بالذات، تزامنًا مع احتفالات عيد العرش المجيد، يحمل دلالة وطنية عميقة، حيث يُجسد المشروع روح التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على تمكين الفئات الهشة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتحقيق التنمية المتوازنة على مستوى التراب الوطني.

إن “سوق الشاوية” ليس فقط فضاءً للتجارة، بل هو تعبير عملي عن نجاح المقاربة التشاركية وتكامل جهود المنتخبين والسلطات المحلية والمجتمع المدني لخدمة المواطن المغربي، وتجسيد فعلي لمغرب يسير بخطى واثقة نحو الحداثة والكرامة والتنمية.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

نجومية السياسين عرض بلا مضمون 

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر 

 

في المشهد السياسي المغربي يتعاظم حضور الصورة على حساب الفكرة، وتُستبدل المشاريع الحقيقية بالعروض اللفظية والرمزية، وكأن السياسة تحوّلت إلى ساحة استعراض لا ميدان تدبير. المواطن المغربي، الذي أنهكته الوعود المتكررة والإخفاقات المتراكمة، لم يعد يُصدق الخطابات بقدر ما يُقيّم السياسيين بمدى قدرتهم على الإبهار، أو على الأقل، على شغل الفراغ.

 

وسط هذا الواقع نلحظ ظاهرة تزداد وضوحًا: الخروج المتكرر لبعض الوجوه السياسية بتصريحات غريبة، مثيرة للجدل، ولا تخلو من تناقض أو استفزاز، وكأن الهدف لم يعد تصحيح المسار أو شرح المواقف، بل صناعة ضجيج مفتعل يُبقيهم في دائرة الانتباه الجماهيري. هؤلاء لا يقدمون حلولًا، بل يتقنون إثارة “البوز السياسي”، حيث يتحول الجدل إلى أداة ترويج، والمواقف المرتبكة إلى استراتيجية دائمة. وهكذا تُستهلك السياسة في المغرب كما تُستهلك عناوين الإثارة في عالم الإعلام: من أجل الصدى، لا من أجل الصالح العام.

 

الفاعل السياسي يواجه اليوم رهانًا مركبًا: من جهة، تآكل الثقة الشعبية في الأحزاب والمؤسسات التمثيلية، ومن جهة أخرى، ضغط رقمي وإعلامي يفرض عليه الظهور والتفاعل بشكل دائم، حتى وإن كان ذلك بثمن التفاهة أو الخروج عن السياق. في هذا المناخ، صار كثير من السياسيين يركّزون على “ما يبدو” أكثر من “ما هو”، وعلى ما يُقال أكثر مما يُنجز. يُصمّم الخطاب ليروق للكاميرا، لا ليواجه تعقيدات الواقع. والأنكى، أن هذا المنطق بات مألوفًا، بل مقبولًا من طرف شرائح واسعة من الجمهور.

 

والمفارقة أن الجمهور عن وعي أو لا وعي، يُغذي هذه الدينامية. يُصفّق لمن يرفع الشعارات، ويُقصي من يُصارحه بالحقائق. ينجذب للوعود الفورية أكثر من الخطط بعيدة الأمد. ومن ثم، فإن السياسي المغربي يجد نفسه محاصرًا بين رغبة في الإصلاح الحقيقي، وضغوط واقعية تدفعه إلى مجاراة منطق العرض، ولو على حساب مبادئه.

 

في مثل هذا المناخ تصبح الأخلاق عبئًا. من يتشبّث بها قد يُتّهم بالضعف، أو يُقصى باعتباره “غير سياسي بما يكفي”. ومع ذلك، لا يعني هذا أن السياسة يجب أن تكون بلا أخلاق. بل ربما نحتاج إلى إعادة تعريف “الأخلاق السياسية”: أخلاق تنبع من ربط المسؤولية بالنتائج، من الاعتراف بأن الوسيلة قد تكون مؤلمة، لكن الغاية يجب أن تكون في خدمة الناس لا السلطة.

 

ورغم ضجيج المرحلة يبقى التاريخ هو الحكم الأصدق. ما يُنسج من صور، وما يُقال من شعارات، قد يخدع اللحظة، لكنه لا يصمد أمام ذاكرة الشعوب. كم من سياسي لمع نجمه في ظرفية معينة ثم طواه النسيان، لأنه لم يترك غير الصدى؟ وكم من فاعل حقيقي حورب أو همّش، ثم أعاد الزمن له اعتباره لأنه كان صادقًا في زمن المزايدات؟

 

في هذا السياق لا بد من طرح السؤال الجوهري: هل نُريد سياسة تعكس حاجاتنا العميقة، أم سياسة تُلهينا عن خيباتنا؟ هل نريد من يُداوي الواقع، أم من يُزيّنه بالكلمات؟ المعركة ليست فقط بين برامج وخطابات، بل بين قيم يُراد لها أن تُنسى، ومنطق يُراد له أن يسود.

 

وفي ختام هذا التأمل لا نجد أكثر دقة من كلمات نيكولو مكيافيلي، المفكر الذي فهم جوهر السلطة قبل قرون، حين قال:

“الجماهير لا تريد الأخلاق، بل العرض.”

وهو بذلك لا يهاجم الناس، بل يكشف آلية خفية تُعيد إنتاج الرداءة، ما لم نقرر جميعًا كسرها بوعي جديد.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

الصفقات الخفية في محطات الاستراحة.. ضحاياها ركاب الحافلات

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

في فصل الصيف ومع تزايد حركة السفر عبر الحافلات في مختلف أنحاء المغرب، تعود إلى الواجهة إشكالية محطات الاستراحة، خصوصًا تلك الواقعة على الطرق الوطنية الطويلة. ما يُفترض أن يكون استراحة للمسافر من عناء الطريق، يتحوّل في كثير من الأحيان إلى مساحة استغلال، وصفقات خفية بين بعض السائقين وأرباب المطاعم داخل هذه المحطات، على حساب راحة وصحة الركاب.

 

يحكي أحمد عامل سابق في ورش تجهيز الطريق بين ورزازات ومراكش، كيف يتوقف السائق في محطة استراحة محددة حيث يتناول وجبة عشاء فاخرة مع سائقين آخرين في قاعة مغلقة داخل المحطة. في المقابل، ينتظر الركاب في الخارج، بعضهم يجلس على طاولات في الهواء الطلق إذا سمحت ميزانيتهم، لكن كثيرين يكتفون بشراء علب سردين بأسعار مرتفعة مقارنة بأسواق الدكاكين العادية، مضطرين لتحمل هذا العبء الإضافي بعد ساعات طويلة من السفر.

 

التوقفات ليست عشوائية… بل مدروسة

 

هذا النموذج المتكرر في الرحلات الطويلة يكشف عن خلل كبير في منطق التعامل مع المسافرين. فالسائق لا يختار مكان التوقف وفق راحة الركاب أو ظروف الطريق، بل حسب “مصلحة” خاصة يضمن فيها عشاءه المجاني، ومشروباته وسجائره، وربما بقشيشًا إضافيًا، في مقابل “إنزال” العشرات من الركاب الذين يُجبرون على التوقف في مطعم معين، دون أن يكون لهم رأي أو اختيار.

 

الأسوأ من ذلك أن بعض السائقين يتعمّدون تأخير التوقف إلى وقت متأخر، حتى يكون الركاب قد بلغوا درجة من الجوع تجعلهم غير قادرين على التفكير، فينقادون إلى الشراء من أول محل أمامهم، دون التفكير في جودة الطعام أو سلامته، مما يعرّضهم لمخاطر صحية حقيقية.

 

رغم تكرار هذه المشاهد، لا نرى أي تدخل من الجهات المسؤولة، ولا تحرك لحماية صحة وسلامة المسافرين. محطات الاستراحة تحولت إلى نقاط استغلال منظم، والركاب يعانون في صمت. لا فضاءات مجهزة، لا احترام للراحة الجسدية، لا مطاعم تحت المراقبة، ولا حتى مراحيض لائقة في بعض الأحيان.

 

من غير المقبول أن يُعامل المسافر كرقم عابر في معادلة تجارية لا تراعي كرامته ولا صحته. إن تحسين تجربة النقل الطرقي لا يقتصر على نوعية الحافلة أو جودة الطريق، بل يشمل سلسلة الخدمات كلها، وعلى رأسها محطات الاستراحة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة حوادث

نفوق حصان تبوريدة في مشهد مؤثر خلال موسم مديونة يُعيد إلى الواجهة أهمية الرعاية البيطرية

 مع الحدث / مديونة

تحرير ✍️: مجيدة الحيمودي 

خيّم الحزن على فعاليات موسم التبوريدة بجماعة مديونة، بعد نفوق حصان خلال إحدى العروض، في مشهد مؤثر هز مشاعر الحاضرين، وأعاد إلى السطح تساؤلات جدية حول ظروف الرعاية الصحية المقدمة للخيول المشاركة في مثل هذه التظاهرات التراثية.

الحادث المفجع وقع لحظة نهاية السباق، بعد أن أنهى الفارس رفقة حصانه الطلقة الجماعية المعتادة، ليسقط الجواد أرضاً بشكل مفاجئ وسط “المحرك”، فيما كان فارسه لا يزال ممتطياً ظهره. ورغم تدخل بعض الحاضرين والفرسان بسرعة لتقديم المساعدة، فإن الحصان فارق الحياة في الحال، في مشهد صعب لم يتحمّله الكثير من عشاق هذا الفن الشعبي الأصيل.

الفارس الذي بدا في حالة صدمة، حظي بتعاطف واسع من الجمهور وزملائه من فرسان “السربات”، الذين عبّروا عن أسفهم الكبير لفقدان أحد الخيول، التي تُعدّ رفيقة الدرب وأحد رموز هذا التراث العريق.

ويُسلّط هذا الحادث المؤسف الضوء مجدداً على تكرار حالات نفوق الأحصنة خلال المواسم والمهرجانات الشعبية، وهو ما يفرض على الجهات المنظمة، وكذا السلطات المحلية، ضرورة تعزيز شروط الرعاية الطبية البيطرية للخيول، سواء قبل انطلاق الموسم أو خلال أيام التباري والاستعراض، ضماناً لسلامتها وتقديراً لما تبذله من جهد كبير.

ويرى عدد من متتبعي الشأن الثقافي والفني أن حماية الخيول لا تقل أهمية عن الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، باعتبار أن فن التبوريدة لا يمكن أن يستمر دون احترام التوازن بين الاستعراض والجانب الإنساني المتعلق بالحيوان، الذي يعتبر العمود الفقري لهذا الفن.

وتُعد التبوريدة أو “الفنتازيا” من أبرز عناصر التراث الشعبي المغربي، حيث تجمع بين مهارات الفروسية ودقة التنسيق بين أفراد السربة، وتُقدم عروضاً مبهرة تشدّ انتباه الجمهور وتعكس العمق التاريخي لعلاقة الإنسان المغربي بالفرس.

وفي انتظار أن تُستكمل باقي فعاليات موسم مديونة، يبقى الأمل قائماً في أن تكون هذه الحادثة المؤلمة جرس إنذار يُفضي إلى مراجعة شاملة للبروتوكولات المعتمدة في تنظيم هذه المناسبات، وعلى رأسها إلزامية وجود فرق بيطرية ميدانية مجهزة للتدخل السريع، وصيانة كرامة الحيوان ضمن احتفال يهدف أصلاً إلى تكريم تاريخه ومكانته.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

وجدة : مدخل رئيسي لأكبر الأحياء بالمدينة يعاني الإهمال والجماعة تتجاهل معانات المواطنين

مع الحدث/ وجدة

تحرير ✍️: عصام بوسعدة

 

يعتبر حي السمارة بمدينة وجدة ، والذي يضم ثلاث أحياء، من بين أكبر الأحياء وأكثرها كثافة سكانية بمدينة الألفية، حيث يعيش المواطنين سواء الراجلين أو الراكبين بسياراتهم ودراجاتهم العادية والنارية معانات يومية، بسبب عدم إصلاح المدخل الرئيسي للحي، وهو عبارة عن قنطرة مليئة بالحفر بل تكاد تتحول لحفرة كبيرة، إضافة إلى خطورة جوانبها الحديدية المكسورة على سلامة المارة خصوصا الأطفال والشيوخ والنساء.

هذه المعانات تضاف إلى مشاكل المواطنين مع النقل الحضري، حيث يضطر المواطنين لركوب الهوندات والدراجات ثلاثية العجلات ( سوناكو)، بسبب التأخر اليومي لحافلات النقل الحضري ، وسوء خدماتها وردائتها، وكأن هذا الحي كتب عليه التهميش في مختلف الخدمات التي من المفترض أن تقدمها الجماعة في إطار إختصاصاتها المدرجة في القانون التنظيمي للجماعات 113.14.

 

وليس معلوما إن كان رئيس الجماعة يعرف أصلا هذا الحي الذي يضم الآلاف من السكان، أو سبق له زيارته والتعرف عن قرب للمشاكل التي يعانيها المواطنين، فإذا لم تقم جماعة وجدة، بواجباها في إنهاء هذه المشاكل خصوصا المستعجلة، فماهو الدور الذي تقوم به من أجل المواطنين والمصلحة العامة، وأين هي الوعود الإنتخابية ونتائجها على أرض الواقع، مع مرور أربع سنوات على عمر هذا المجلس الجماعي الفاشل في كل شيء.

هي مشاكل لا يمكن أن يعول السادة المواطنين على حلها من قبل هذا المجلس الجماعي الفاشل، وربما سيصبح اللجوء والنداء موجها للسيد والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة آنكاد ، الذي منذ تسلمه لهذا المنصب عرفت المدينة عدة أشغال لتنظيم المدينة وإصلاحات للبنية التحتية والمرافق العمومية ،والتي ننتظر أن تصل لحي السمارة بمدينة وجدة.

 

 

ويبقى السؤال مفتوحا لجميع الأحزاب السياسية، أن تقوم أولا بالحرص الكبير على إختيار منتخبيها، وتحديد معايير الكفاءة والمعرفة السياسية والتواصل مع المواطنين وليس الدبلومات وإدعاءات الخبرة الزائفة ، خصوصا وكلاء اللوائح المفترض أن يتقدموا لرئاسة الجماعة، لكي لا تتكرر معانات المواطنين.

Categories
أخبار 24 ساعة سياسة

توقيف رئيس جماعة بوسكورة بوشعيب طه وإحالته على القضاء الإداري بسبب اختلالات تدبيرية

بوسكورة فيصل باغا

شهدت جماعة بوسكورة التابعة لإقليم النواصر بجهة الدار البيضاء-سطات، تطوراً لافتاً في مسار تدبير الشأن المحلي، وذلك بعد توقيف رئيس الجماعة بوشعيب طه، من طرف عامل الإقليم يوم الجمعة 25 يوليوز 2025، بناءً على معطيات وتقرير رقابي كشف عن وجود اختلالات في التسيير الإداري والمالي.

وحسب مصدر مطلع فإن قرار التوقيف لم يكن ارتجالياً، بل جاء على إثر تقارير تفصيلية أعدتها مصالح الرقابة، سجلت مجموعة من الملاحظات الجوهرية حول تدبير الملفات المحلية، وخاصة ما يتعلق بطرق صرف الميزانية، وتدبير المشاريع التنموية، وكذا احترام القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات.

وأكد مصدر مسؤول لجريدة مع الحدث أن عامل إقليم النواصر تقدم بطلب رسمي إلى المحكمة الإدارية من أجل عزل بوشعيب طه من منصبه، ومن المرتقب أن تبت المحكمة في هذا الطلب يوم الخميس 31 يوليوز الجاري، ما يجعل هذا الملف مفتوحاً على احتمالات متعددة، قانونية وسياسية.

ولم يقتصر القرار التأديبي على رئيس الجماعة وحده، بل طال كذلك عدداً من أعضاء المكتب المسير، في خطوة توصف بأنها تصحيحية ومرتبطة بتكريس مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي ما فتئ الخطاب الرسمي في المغرب يدعو إلى تفعيله كمدخل أساسي لإصلاح الإدارة المحلية.

وفي محاولة للحصول على توضيح من المعني بالأمر، قامت جريدة مع الحدث بالاتصال برئيس جماعة بوسكورة، غير أن هاتفه ظل خارج الخدمة، مما يزيد من غموض الموقف ويطرح تساؤلات حول طبيعة الرد الذي قد يقدمه في حال مثوله أمام القضاء الإداري.

ويُنتظر أن تثير هذه التطورات ردود فعل واسعة، سواء داخل أوساط ساكنة بوسكورة التي تتابع الوضع بكثير من الترقب، أو ضمن الفاعلين السياسيين محلياً وجهوياً، في ظل تصاعد الدعوات لتكريس مزيد من الشفافية والنزاهة في تدبير الشأن العام المحلي.

تبقى الأنظار متجهة إلى جلسة 31 يوليوز، والتي ستحسم في مصير واحد من أبرز المنتخبين المحليين بالمنطقة، وسط أجواء مشحونة بأسئلة الانتظار والمحاسبة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة

تزامنا مع إحتفالات عيد العرش المجيد وزارة الصحة تُطلق دينامية إصلاح كبرى بالمجال الإستشفائي بمدينة تازة

مع الحدث / تازة – الخميس 25 يوليوز 2025

تحرير ✍️: مجيدة الحيمودي

 

في إطار تخليد الذكرى الـ26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، وتفعيلاً للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز وتقريب الخدمات الصحية من المواطنين، قام وزير الصحة والحماية الاجتماعية، البروفيسور خالد آيت الطالب، يوم الخميس 25 يوليوز 2025، بزيارة ميدانية إلى إقليم تازة، همّت تفقد مجموعة من المشاريع الصحية الجارية وإعطاء انطلاقة أخرى جديدة.

وشكلت هذه الزيارة مناسبة للاطلاع على سير الأشغال في المركز الاستشفائي الإقليمي بتازة، الذي يعرف مشروع تأهيل وتوسعة وتحديث كبرى بنياته وتجهيزاته، ضمن رؤية الوزارة لتجويد الخدمات الصحية وتعزيز العرض الصحي العمومي.

وقدّم الوزير خلال هذه الزيارة، معطيات دقيقة حول تطور الخدمات الصحية بالإقليم، وأعطى انطلاقة عدد من المشاريع المرتبطة بتعزيز البنية التحتية الصحية، خاصة ما يتعلق بتوسيع طاقة الاستيعاب، وتهيئة مصالح حيوية داخل المستشفى، كالاستقبال والطوارئ، والولادة، والإنعاش، والجراحة، إضافة إلى تقوية قدرات التشخيص والتكفل العلاجي من خلال اقتناء معدات تقنية حديثة ومتطورة.

وأبرزت المعطيات الرسمية أن المركز الاستشفائي الإقليمي بتازة يُعد من أهم المؤسسات الصحية بالجهة، بطاقة استيعابية تفوق 320 سريرًا، ويخدم ساكنة تقدر بـ560 ألف نسمة. وقد تجاوزت نسبة تقدم الأشغال في عملية التأهيل 70%، في انتظار استكمال باقي العمليات التقنية واللوجستية المرتبطة بالتجهيزات.

كما كشفت وزارة الصحة أن العرض الصحي بالإقليم شهد خلال سنة 2024 تقديم أزيد من 60 ألف خدمة صحية، منها 19,493 عملية جراحية بمختلف التخصصات، بالإضافة إلى استقبال حوالي 395 حالة طبية مستعجلة يوميًا، ومتابعة ما يفوق 120 حالة يوميًا في مصالح الفحوصات الخارجية.

وتندرج هذه المشاريع في إطار التفعيل الميداني لأهداف الورش الملكي الكبير المتعلق بتعميم التغطية الصحية الشاملة وتحقيق العدالة المجالية في الولوج إلى الخدمات الصحية. كما تهدف إلى تخفيف الضغط عن المراكز الجهوية، وتحسين ظروف اشتغال المهنيين، والرفع من جودة التكفل بالمرضى.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وفق المعطيات الرسمية، خصصت استثمارات تفوق 30 مليون درهم لتأهيل وتوسيع المركز الاستشفائي الإقليمي لتازة، منها 16 مليون درهم موجهة لاقتناء تجهيزات طبية حديثة، بهدف الرقي بالخدمات الاستشفائية بالإقليم إلى مستويات عالية من الجودة والفعالية.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن

لجنة الإعلام واللجنة المنظمة لمهرجان إفران الدولي في نسخته السابعة

مع الحدث / إفران

تحرير ✍️: ادريس المجدوب

 

شهدت مدينة إفران انطلاق فعاليات النسخة السابعة من مهرجان إفران الدولي وسط أجواء احتفالية مبهرة وتنظيم محكم، جسّد نجاحًا جديدًا يُحسب للجنة المنظمة ولجنة الإعلام على حدّ سواء، واللتين تستحقان كل الثناء والتقدير.

 

فمنذ اللحظات الأولى للإعداد لهذا الحدث الثقافي والفني البارز، أبانت اللجنة المنظمة عن احترافية عالية وروح جماعية جعلت من مهرجان إفران موعدًا سنويًا ينتظره الجمهور بشغف. لم يكن التنظيم محصورًا في الجانب اللوجستي فقط، بل تعداه إلى الإبداع في البرمجة، الحرص على التنوع الثقافي، وضمان الجودة في كل تفصيلة من تفاصيل المهرجان، ما ساهم في تقديم صورة مشرّفة تعكس مكانة المدينة وتطلعاتها.

 

أما لجنة الإعلام التي يترأسها محمد الخولاني وعبد العزيز الفلاح، فقد أدّت دورًا محوريًا في مواكبة مختلف فقرات المهرجان، وساهمت بشكل لافت في نقل الأجواء عبر تغطيات دقيقة واحترافية، مكنت الجمهور الواسع، داخل المغرب وخارجه، من متابعة الحدث. لقد كانت اللجنة جسرًا فعّالًا بين المهرجان والجمهور، وأثبتت مرة أخرى أن الإعلام شريك أساسي في نجاح كل تظاهرة ثقافية.

 

إنه لحق علينا أن نرفع القبعة لهذه اللجان النشيطة، التي اشتغلت في صمت وبعزيمة، وكان همّها الأول هو إنجاح هذا الحدث الدولي الذي أصبح مفخرة للمدينة وللثقافة المغربية عمومًا.

 

فشكرًا للجنة المنظمة، وشكرًا للجنة الإعلام، على الجهد والتفاني والإخلاص. وبفضل عملكم المتقن، سيبقى مهرجان إفران علامة مضيئة في سماء الفن والثقافة، ومنارة إشعاع حضاري لسنوات قادمة.