Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة

بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع.. الأسود يطيحون بالبحرين وديا

ابراهيم الزوين 

عدسة رشيد لروي

حقق المنتخب الوطني المغربي فوزا صعبا على نظيره البحريني بهدف دون رد، في المباراة الودية التي جمعتهما مساء اليوم على أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

وجاء هدف اللقاء الوحيد في الأنفاس الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عن طريق المدافع جواد الياميق، الذي فكّ صمود الدفاع البحريني بعد أداء دفاعي منظم للضيوف طوال شوطي المباراة.

ورغم السيطرة الميدانية لأسود الأطلس، فإن محاولاتهم المتكررة اصطدمت بتألق الحارس البحريني وصلابة الخط الخلفي، قبل أن ينجح الياميق في حسم النتيجة لصالح المنتخب الوطني.

ويعد هذا الفوز خطوة إيجابية في تحضيرات المنتخب المغربي للاستحقاقات المقبلة، خاصة نهائيات كأس إفريقيا، المقررة بالمغرب ما بين دجنبر ويناير القادمين، علما ان العناصر الوطنية، ستواجه يوم 14 اكتوبر الحالي منتخب الكونغو في ختام تصفيات المونديال.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة بلاغ

الشرطة بالدار البيضاء توقف مروّج مخدرات متلبساً بحيازة أكثر من 6000 قرص مخدر

مع الحدث

تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء يوم الخميس 9 أكتوبر، من توقيف شخص يشتبه في تورطه في قضية حيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية.

وجرى توقيف المشتبه به في أحد أحياء المدينة أثناء تلبسه بحيازة وترويج المخدرات، حيث أسفرت عملية التفتيش في منزله عن العثور بحوزته على 6150 قرصاً طبياً مخدراً من نوع ريفوتريل.

وكشفت عملية التنقيط في قاعدة بيانات الأمن الوطني أن المشتبه به يشكل موضوع أربع مذكرات بحث صادرة عن مصالح الشرطة القضائية بالدار البيضاء والمحمدية وطنجة، للاشتباه في تورطه في قضايا مماثلة تتعلق بترويج المخدرات.

وقد تم إخضاع المشتبه به للحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي والكشف عن جميع الأفعال المنسوبة له.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

حورية باشيخ.. “بنت زمور” التي اقتحمت عالم الفضاء من قلب الصحراء

بقلم سيداتي بيدا

من رمال السمارة الهادئة، وتحت سماء تزدان بالشهب والنيازك، خرجت حورية باشيخ، تلميذة لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة، لتصنع لنفسها، ولمدينتها، ولوطنها، مجدًا علميًا ساطعًا في الفضاء العربي. “بنت زمور”، كما يلقّبها أهل الجنوب، فجّرت مفاجأة علمية من العيار الثقيل بعد أن اختير مشروعها ضمن أفضل 10 مشاريع عربية في مسابقة “الفضاء مِدّاك” التي نظّمتها وكالة الفضاء السعودية بمشاركة أزيد من 80 ألف طالب وطالبة من مختلف الدول العربية.

في زمن يُقاس فيه التقدّم بالإبداع والابتكار، قدّمت حورية مشروعًا مدهشًا بعنوان: “زراعة النباتات في بيئة الفضاء”، حيث اقترحت تجربة زراعة بذور العدس في ظروف تحاكي الجاذبية الصغرى. فكرة تبدو خيالية للبعض، لكنها نابعة من عقل طموح، يرى أن تأمين الغذاء في الفضاء ضرورة ملحّة لنجاح مهمات الاستكشاف البشري للكواكب الأخرى.

هذا التتويج العربي لم يكن مفاجئًا لمن يعرف شغف حورية بالعلوم. فقد نشأت في بيت يُؤمن بالعلم، تحت إشراف والدها مولود باشيخ، مؤسس جمعية “هدايا السماء للشهب والنيازك”، والتي تُعد من المنارات العلمية النادرة في الجنوب المغربي. داخل هذه الجمعية، تشبّعت حورية بحب الفلك والبحث والاكتشاف، وبدأت رحلتها نحو النجوم من مختبرات بسيطة، لكنها غنية بالحلم والإرادة.

واليوم، تقف هذه التلميذة الصحراوية شامخة في سماء التميّز، بعدما أصبح مشروعها مؤهلاً للتنفيذ الفعلي على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) ضمن مهمة AXIOM MISSION AX4، ليحمل اسم المغرب عاليًا في رحاب الكون الفسيح.

إن حورية باشيخ ليست مجرد تلميذة متفوقة، بل رمزٌ حيّ لقدرة أبناء الصحراء على اقتحام ميادين العلوم الكبرى، وتأكيدٌ أن الذكاء والابتكار لا يعرفان حدودًا جغرافية. من السمارة إلى الفضاء، قصة حورية تُلهم جيلاً كاملاً من الفتيات والفتيان بأن الحلم حين يُزرع في أرض العزيمة.. يُثمر في مدارات النجوم.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ جهات

احتجاجات في أبواب مراكش الضحى :الساكنة ترفض فتح مقهى شيشة وسط حي سكني

براهيم افندي

عبّر سكان تجزئة أبواب مراكش الضحى ،وتحديدا القاطنون بالشطر الخامس، عن رفضهم القاطع لفتح مقهى لتدخين “الشيشة” في الطابقين التحت أرضيين من إحدى الإقامات السكنية، معتبرين أن هذا المشروع يشكل مصدر إزعاج وخطر اجتماعي داخل حي يفترض أن يكون آمنا وهادئا.

وفي هذا السياق، رفعت الساكنة عريضة احتجاجية موقعة من 130 مواطنة ومواطن إلى كل من السيد والي جهة مراكش آسفي ووالي أمن مراكش، تطالب من خلالها بالتدخل العاجل لوقف هذا المشروع قبل انطلاقه الفعلي.

ووفقًا لما جاء في العريضة، فإن المشروع يثير قلقًا بالغًا لدى الأسر، نظرا لما قد يترتب عنه من إزعاج مستمر، واختلال في الأمن العام، ومخاطر على الأطفال والمراهقين القاطنين بالمكان، بالإضافة إلى التخوف من تحول المقهى إلى بؤرة لسلوكيات دخيلة على طبيعة الحي السكني.

وأكد السكان أن الطابع العائلي للمنطقة لا يتماشى إطلاقا مع هذا النوع من الأنشطة الترفيهية، التي غالبا ما تشهد ازدحامًا، صخبًا، وأحيانًا شجارات، ناهيك عن الأثر النفسي السلبي الذي قد يخلفه مثل هذا المحيط على الأطفال، خاصة أولئك الذين يمرون بشكل يومي من أمام المقهى في طريقهم إلى المؤسسات التعليمية.

كما دعت العريضة السلطات المختصة إلى إعمال القانون والحرص على احترام الضوابط التنظيمية المتعلقة بفتح واستغلال الفضاءات التجارية، خاصة داخل الأحياء السكنية، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار لحق السكان في بيئة سليمة وآمنة.

وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة انتشار “مقاهي الشيشة” في مناطق سكنية أصبحت محط استياء متزايد من طرف المواطنين في عدد من المدن المغربية، وهو ما يضع المسؤولين أمام تحديات كبرى تتعلق بترتيب الأولويات بين الاستثمار من جهة، وضمان السلم الاجتماعي من جهة ثانية.

ويبقى أمل ساكنة الشطر الخامس من “أبواب مراكش” معلقًا على استجابة السلطات لهذه المطالب، في انتظار قرارات تترجم روح المسؤولية وتراعي المصلحة العامة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة

سيطرة عقيمة وشوط بلا أهداف

ابراهيم الزوين

وبعدسة رشيد لروي

أنهى المنتخب الوطني المغربي الشوط الأول من مباراته الودية أمام نظيره البحريني بنتيجة التعادل السلبي (0-0).

ورغم السيطرة المطلقة لـ”أسود الأطلس” على مجريات اللعب، فإن رفاق حكيم زياش فشلوا في ترجمة تفوقهم إلى أهداف، بعدما اصطدموا بدفاع بحريني منظم وحارس متألق.

وجرت المباراة على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تحت قيادة الحكم التونسي صادق السالمي، وشهدت عدة محاولات مغربية لم تكلل بالنجاح بسبب التسرع وقلة النجاعة الهجومية.

ومن المنتظر أن يبحث المنتخب المغربي في الجولة الثانية عن حلول هجومية أكثر فعالية لكسر التكتل الدفاعي للمنتخب البحريني وتحقيق الانتصار أمام جماهيره.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

المدير الإقليمي للتعاون الوطني ورئيس قسم العمل الاجتماعي يُعطيان الانطلاقة الرسمية لعملية تشخيص الإعاقة والاضطرابات النمائية بإقليم النواصر

فيصل باغا

في خطوة رائدة نحو تعزيز الإدماج الاجتماعي وتحسين جودة الخدمات الموجهة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، أشرف كل من المدير الإقليمي للتعاون الوطني بإقليم النواصر ورئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم، صباح اليوم، على إعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية تشخيص الإعاقة والاضطرابات النمائية داخل المؤسسات التعليمية العمومية على مستوى الإقليم.

هذه المبادرة النوعية تندرج في إطار تنزيل السياسة الوطنية المندمجة للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، التي تهدف إلى ضمان تكافؤ الفرص وتمكين هذه الفئة من حقها الكامل في التعليم والرعاية الصحية والمواكبة النفسية والتربوية. وتهدف العملية إلى تشخيص الحالات التي تعاني من إعاقات مختلفة أو اضطرابات في النمو، من أجل تحديد احتياجاتها الخاصة وتوفير الدعم والمواكبة الضروريين لتحسين ظروف تمدرسها وحياتها اليومية.

وفي هذا السياق، أكد المسؤولان في كلمتيهما خلال حفل الانطلاق أن هذه العملية تأتي في سياق تنفيذ التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وضمان الولوج المنصف إلى الخدمات العمومية، خصوصًا لفائدة الفئات الهشة والأشخاص في وضعية إعاقة.

كما أشادا بالدينامية القوية التي تشهدها هذه المبادرة، بفضل التعاون الوثيق بين السلطات المحلية، والمصالح الخارجية، والأطر التربوية، وجمعيات المجتمع المدني، التي انخرطت بكل مسؤولية في إنجاح هذا الورش الإنساني والاجتماعي الهام.

وستمكن هذه الحملة، التي ستغطي مجموع تراب الإقليم، من إعداد قاعدة بيانات دقيقة حول وضعية الإعاقة في المؤسسات التعليمية، ما سيساهم في توجيه التدخلات المستقبلية على أسس علمية وميدانية، وتنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين لتحقيق الأهداف المسطرة في مجال الإدماج المدرسي والاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة.

وقد لقيت هذه المبادرة إشادة كبيرة من طرف الأطر التربوية والفاعلين الجمعويين، الذين اعتبروها خطوة عملية نحو مدرسة دامجة ومجتمع متضامن، يعترف بحقوق جميع أفراده دون تمييز.

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة الواجهة جهات

الدكتور عبد الهادي تواتي جلاب.. رجل السنة في الصحة البصرية للمرة الرابعة

حسيك يوسف

تم اختيار الدكتور عبد الهادي تواتي جلاب رجل السنة في الصحة البصرية للمرة الرابعة على التوالي، تكريماً لمسيرته المتميزة وإسهاماته الرائدة في تطوير هذا المجال داخل المغرب وخارجه.

ويُعتبر الدكتور عبد الهادي تواتي جلاب الأول على الصعيدين الوطني والإفريقي، ومن بين الأفضل عالمياً في مجال العيون التعويضية الاصطناعية، بفضل إتقانه لأحدث التقنيات المعتمدة في هذا التخصص داخل المركز الدولي للعيون الاصطناعية ثلاثية الأبعاد (3D)، الذي يُعد من أبرز المراكز المتخصصة في هذا المجال.

هذا التتويج المستحق يُجسد اعترافاً بجهوده العلمية والإنسانية، وبمساره الحافل بالابتكار والعطاء، حيث ساهم في إعادة الأمل والبسمة لعدد كبير من المرضى عبر تقنيات حديثة تجمع بين الدقة الطبية والجمالية العالية.

من خلال عمله الدؤوب وتفانيه، رسّخ عبد الهادي تواتي جلاب مكانته كأحد رواد الصحة البصرية في إفريقيا والعالم، وكرمز من رموز الكفاءة المغربية التي ترفع اسم الوطن في المحافل الدولية.

Categories
أخبار 24 ساعة أنشطة ملكية الواجهة بلاغ طالع

الملك محمد السادس يعين فؤاد شفيقي أميناً عاماً للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي

مع الحدث

تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بتعيين فؤاد شفيقي أميناً عاماً للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، خلفاً لعزيز قيشوح.

ويأتي هذا التعيين في سياق العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لقطاع التربية والتكوين، باعتباره ركيزة أساسية للنهوض بالتنمية وتكافؤ الفرص، واستمراراً في مسار إصلاح المدرسة المغربية وتحسين جودة التعليم والبحث العلمي.

وقد عبّر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي عن شكره وامتنانه لعزيز قيشوح على الجهود الكبيرة التي بذلها خلال فترة توليه مهامه، وما قدّمه من إسهامات في تطوير أداء المجلس ودعم برامجه ومشاريعه.

كما هنأ المجلس فؤاد شفيقي على نيل الثقة المولوية السامية، متمنياً له التوفيق في مهامه الجديدة، خدمةً لقضايا التعليم والبحث العلمي، ومواصلةً لمسار الإصلاح الذي يضع المتعلم في صلب الاهتمام.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ

شكاية كيدية تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان بسطات تثير قلق الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان

عابدين الرزكي

عبّر المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عن قلقه الشديد إزاء ما وصفه بشكاية كيدية تقدم بها قائد قيادة انخيلة الخزازرة بدائرة ابن أحمد الشمالية (عمالة إقليم سطات) ضد عدد من النشطاء الحقوقيين، على رأسهم المناضلان محمد علالي وهشام أودادس، متهماً إياهم بحملة تشهيرية على موقع فيسبوك.

وأكدت الرابطة في بلاغها أن الشكاية مبنية على وقائع وهمية ومزاعم خيالية، وترمي إلى استهداف العمل الحقوقي المستقل وجرّ المناضلين إلى متاهات المتابعات القضائية، معتبرة ذلك مسًّا بحرية التعبير وحق التنظيم المكفولين دستورياً.

وأوضحت الهيئة أن النشطاء المستهدفين يشتغلون على ملفات حساسة تتعلق بالأراضي السلالية، والخروقات البيئية والإدارية، ولوبي المقالع الحجرية، وتتبع الشأن العام المحلي، مما يجعلهم عرضة لضغوط ومحاولات للتضييق.

وأعلنت الرابطة عن خطوات تصعيدية تشمل توجيه شكايات إلى وزير الداخلية ورئيس النيابة العامة، وتنظيم قافلة تضامنية ميدانية نحو المنطقة، مع التلويح باللجوء إلى الآليات الوطنية والدولية للدفاع عن النشطاء.

وختم البلاغ بتأكيد الرئيس الوطني إدريس السدراوي تمسّك الرابطة بالدفاع السلمي والقانوني عن الحقوق والحريات، ورفضها لكل أشكال الانتقام من المدافعين عن حقوق الإنسان.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

إسقاط الحكومة في المغرب: دروس من التاريخ وآليات دستورية معاصرة

ابراهيم جديد

صحفي و باحث في العلوم السياسية

يُعدّ موضوع صلاحيات الملك في إسقاط الحكومة من أبرز القضايا التي شغلت النقاش السياسي والقانوني في المغرب لعقود طويلة، لما له من ارتباط مباشر بطبيعة النظام الدستوري وتوازن السلط داخل الدولة. ولتكوين فهم أعمق لهذه المسألة، من المفيد العودة إلى بعض التجارب التاريخية واستحضار الآليات الدستورية المعاصرة التي تنظّم العلاقة بين الملك والحكومة.

 

تجربة تاريخية: إسقاط حكومة عبد الله إبراهيم (1960)

يُعتبر إسقاط حكومة عبد الله إبراهيم سنة 1960 محطة مفصلية في التاريخ السياسي المغربي الحديث. فقد تشكّلت هذه الحكومة في دجنبر 1958 وسط آمال كبيرة في تحقيق إصلاحات عميقة، غير أن الخلافات الداخلية داخل حزب الاستقلال، إلى جانب الصراعات السياسية بين النخب آنذاك، سرّعت من انهيارها.

وفي 20 ماي 1960، قرر الملك محمد الخامس إقالة الحكومة وتكليف ولي العهد آنذاك، الأمير الحسن بن محمد، بتولي رئاسة الحكومة، في خطوة أنهت مرحلة سياسية دقيقة وافتتحت أخرى جديدة.

تُبرز هذه الواقعة أن الملكية في المغرب، خلال تلك الفترة، كانت تمارس السلطة التنفيذية بيد قوية، تعكس طبيعة المرحلة ما قبل الدستورية، حين لم تكن آليات توزيع السلط قد ترسخت بعد.

 

ملتمس الرقابة البرلماني: آلية دستورية محدودة الفعالية

يُعد ملتمس الرقابة الوسيلة الدستورية الأساسية لإسقاط الحكومة من قبل البرلمان المغربي. وينص الدستور على أن هذا الملتمس يُقدم من قِبل خُمس أعضاء مجلس النواب، ولا يُعتمد إلا إذا حظي بتصويت الأغلبية المطلقة.

ورغم وجود هذه الآلية، إلا أن اللجوء إليها ظل نادراً بسبب صعوبة تحقيق الإجماع البرلماني في ظل توازنات سياسية معقدة، وأيضاً لتجنب زعزعة الاستقرار الحكومي.

فعلى سبيل المثال، حاولت بعض أحزاب المعارضة سنة 1990 تقديم ملتمس رقابة ضد الحكومة، لكن المحاولة فشلت لعدم تحقق الأغلبية المطلوبة. كما أن الدستور يمنع تقديم ملتمس جديد خلال سنة من رفض سابق، وهو ما يعزز من استقرار الجهاز التنفيذي.

 

الدور غير المباشر للملك في إنهاء مهام الحكومة

لا يمنح الدستور المغربي للملك صلاحية إقالة الحكومة بشكل مباشر، باستثناء الحالات التي يُعفى فيها بعض أعضائها بناءً على طلب من رئيس الحكومة، أو عندما يقدم هذا الأخير استقالته، وهو ما يؤدي إلى استقالة الحكومة برمتها.

غير أن الفصل 51 من الدستور يمنح الملك حق حلّ البرلمان، وهو إجراء يؤدي ضمنياً إلى استقالة الحكومة، مما يجعل من هذه الصلاحية أداة غير مباشرة يمكن للملك من خلالها إنهاء مهام الحكومة إذا دعت الضرورة السياسية لذلك.

هذا التوازن يعكس خصوصية النظام الملكي البرلماني المغربي، الذي يُبقي الملك ضامناً لاستقرار الدولة، دون المساس بمبدأ المسؤولية السياسية للحكومة أمام البرلمان.

 

تحولات النظام السياسي المغربي بعد دستور 2011

منذ اعتماد دستور 2011، شهد النظام السياسي المغربي تحوّلاً نوعياً في توزيع السلط، حيث جرى تعزيز صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان في مقابل تقليص التدخلات المباشرة للمؤسسة الملكية في العمل التنفيذي.

وأصبحت القرارات الملكية ذات طابع تأطيري أو رمزي في أغلب الأحيان، بما يكرّس التوجه نحو الديمقراطية البرلمانية. ومع ذلك، يظل للملك دور محوري كحَكَم وضامن لاستمرارية الدولة، خاصة في حالات الأزمات السياسية الكبرى أو تعثّر عمل المؤسسات المنتخبة.

 

خلاصة

تُظهر التجربة المغربية أن إسقاط الحكومة لم يعد فعلاً سيادياً مطلقاً بيد الملك كما كان في ستينيات القرن الماضي، بل أصبح محكوماً بآليات دستورية دقيقة تُوازن بين الاستقرار السياسي والمساءلة الديمقراطية.

إن الدستور المغربي الحديث يجسّد انتقالاً تدريجياً من نظام مركزي في السلطة إلى نموذج برلماني متوازن، يُعزز مشاركة المؤسسات السياسية ويُكرّس مفهوم الملكية الدستورية الضامن

ة للاستقرار والديمقراطية.