المغرب ورؤية الهلال: نموذج علمي في تحديد المناسبات الدينية

بقلم: عماد وحيدال

تتجدد كل عام النقاشات حول كيفية تحديد بداية الأشهر الهجرية، خاصة شهر رمضان، حيث أعلنت المغرب أن أول أيامه سيكون يوم الأحد، بينما بدأت دول أخرى في الصيام يوم السبت. أثار هذا التباين ردود أفعال واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبر بعض النقاد أن المغرب في عزلة عن نظيره العربي.

ومع ذلك، فإن المغرب يعتمد على منهج علمي بحت في رصد الهلال، والذي يتجاوز الاعتبارات السياسية أو العقائدية. يمتلك المغرب أكثر من 270 نقطة مراقبة، حيث تتولى لجان متخصصة تضم قضاة وعدول وعناصر من الجيش مراقبة الهلال بدقة. تُرسل التقارير إلى وزارة الأوقاف لتتخذ القرار المناسب بناءً على الأدلة العلمية.

تعتبر منهجية المغرب من الأكثر دقة في العالم الإسلامي، وقد أثبتت صحة قراراتها في عدة مناسبات، حتى عندما أعلنت دول أخرى بدء رمضان سابقًا دون رؤية واضحة. يكشف هذا الالتزام العلمي أن المغرب ليس خارجًا عن الإجماع، بل يسعى لتقديم نموذج يحتذى به في عالم يتغير باستمرار. في نهاية المطاف، يعكس هذا التوجه تعزيز قيم الدقة والموضوعية في الدين الإسلامي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)