مع الحدث
المتابعة✍️: ذ سيداتي بيدا
تتسلل الشكوك أحيانًا إلى صدور الزوجين، فتبدأ رحلة البحث عن أدلة تبرر المخاوف، وفي كثير من الأحيان يكون تفتيش هاتف الزوج أو الزوجة أحد أساليب التعبير عن هذه الهواجس. لكن هل تعلم أن هذه الممارسة قد تكون أسرع طريق نحو الطلاق والانفصال؟
في آية قرآنية كريمة جاء فيها:
*”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءِ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسْؤكُمْ”* (سورة المائدة، الآية 101)،
يقدم الله تعالى تحذيرًا واضحًا من التطفل والتدخل المفرط في خصوصيات الآخرين، وهو درس ثمين ينطبق بوضوح على العلاقات الزوجية.
إنّ التفتيش المستمر في هواتف الزوج أو الزوجة، ومحاولة البحث عن أدق التفاصيل والرسائل، لا يعزز العلاقة، بل على العكس، يزرع بذور الشك والفتن بين الطرفين. هذه السلوكيات تؤدي عادة إلى تدهور الثقة والاحترام، وهما الركيزتان الأساسيتان لأي علاقة زوجية ناجحة.
الفضول الزائد والشكوك التي تسيطر على بعض الأزواج تدفعهم إلى المراقبة الدائمة، وكأنهم يبحثون عن مبرر لكل سوء ظن لديهم، وهذا الاستمرار في تفتيش الخصوصيات يجهد العلاقة أكثر مما ينفعها، وقد يؤدي إلى الانفصال حتى قبل معرفة الحقيقة.
نجاح الزواج لا يقوم على التجسس أو المراقبة، ولكن على الثقة المتبادلة، والاحترام الكامل لخصوصيات الطرف الآخر. فالطمأنينة الزوجية لا تبنى على خوف أو شكوك، بل على صدق الحوار، والشفافية في التعبير عن المشاعر بما يحفظ كرامة كل طرف.
الأفضل من البحث المستمر عن الأخطاء في الهاتف والرسائل، هو بناء جسر من الصراحة والثقة والحوار المفتوح. إذا كان هناك مشكلة أو شكوك، فالكلام الصريح يعد مفتاح الحل، وبدء الحوار برؤية مشتركة بدلاً من المراقبة المستمرة.
التدخل المفرط في خصوصيات الشريك، وخصوصًا تفتيش الهاتف، ليس فقط يُضعف روابط الزواج، بل قد يفسد القلوب على نحو يصعب إصلاحه، لذا فإن الثقة والصراحة خير من جاسوسية تزعزع استقرار الحياة الزوجي
تعليقات ( 0 )