أطلقت إجراءات الحجر التي تفرضها جائحة كورونا العنان لخيال مُحبي الفن الصديق للبيئة؛ الساعين إلى إرساء مفاهيم الاستدامة عبر الفنون المٌعاد تدويرها، من هذا المنطلق لفتت مبادرة الفنانة الأمريكية ماريا ريدنج، « Recycled Landscapes أي مناظر طبيعية معاد تدويرها» الأنظار منذ أطلقتها في العام الماضي؛ إذ تسعى ماريا لنشر ثقافة الوعي البيئي من خلال تحويل نفايات زائري الحدائق و الشواطيء العامة إلى قطع فنية محاكية للبيئة؛ بهدف مجابهة أثار التلوث البيئي والحد من مخاطر انبعاثات النفايات على كوكبنا.
تجوب ماريا العديد من بلدان العالم وتقطع مسافات كبيرة سيرًا على الأقدام بعدد من الولايات الأمريكية لتنتصر للطبيعة؛ إذ تجمع الأحذية والملابس البالية وأغطية وزجاجات المشروبات الغازية و نظارات الغوص وغيرها من النفايات المُلقاه بالحدائق والشواطىء العامة، لتضفي عليها لمساتها الساحرة، عبر رطوش الإكليريك التي تحولها إلى قطع فنية مُحاكية للطبيعة التي تركت بها، حتى لٌقبت في الأوساط الأمريكية، بـ« مجنونة النفايات».
بدأ مشوار ماريا لتوظيف الفن لخدمة البيئة عقب رحلة غوص أجرتها في الأرجنتين في العام 2018، بعدما كادت نفايات ممرات وشواطيء الأرجنتين أن تفسد عليها رحلتها، وهو ما دفعها لمحاربة قبح النفايات عبر الفنون، أما آخر مجموعاتها الفنية للعام 2021 فأعارتها اسم «Worn Landscapes أي مناظر طبيعية رثة » نظرًا لأن هذه المجموعة الفنية معتمدة بشكل كلي على الملابس البالية كالجينز والقبعات وأقنعة الغطس التي جمعتها من الممرات والشواطيء على مدار العام الماضي.
وبالإضافة إلى القيمة الفنية التي تقدمها ماريا ريدينج، تلقي فنونها الصديقة للبيئة الضوء على مسؤوليتنا المتمعية تجاه الحفاظ على البيئة.
Share this content:
إرسال التعليق