أمينة الخبيزي: صوت واعد من تاونات يتألق في سماء الإبداع والتجويد

تاونات بقلم محي الدين البكوشي 

في قلب إعدادية “2 مارس” بعين كداح، مديرية تاونات، تبرز موهبة مغربية استثنائية، هي الشابة أمينة الخبيزي، التي لم تتجاوز بعد عامها السادس عشر، ولكنها استطاعت أن تحقق حضورًا متميزًا في الساحة الأدبية والدينية، بما يجمع بين روح القرآن الكريم وجمال الكلمة.

طالبة في السنة الثالثة إعدادي، حائزة على أكثر من مائتين من الشهادات التقديرية في مجالات متعددة، تسلط الضوء على مسيرة استثنائية في عالم الإبداع والتميّز. فقد تمكّنت أمينة من تحقيق المركز الأول في مسابقة التجويد الدولية التي نظّمها المركز الدولي للتدريب All4one ضمن فعالية “مجلس الصوت طفل العربي”. إن هذا الإنجاز البارز يبرهن على قوة التزامها، وموهبتها الفريدة في فنون التلاوة وحسن الأداء.

ورغم هذا التتويج المتميز، يعد هذا الإنجاز مجرد فصل من رحلة حافلة بالاجتهاد والعمل الدؤوب. أمينة ليست مجرد متفوقة في مجال التجويد، بل هي أيضًا كاتبة مبدعة تتقن الشعر والقصص القصيرة والمقولات. وتجد في اللغة متنفسًا داخليًا يعبر عن مشاعرها وتطلعات جيلها، حيث تقول: “أكتب لأن الكلمات تسكنني، ولأن الورق هو المرآة التي أرى فيها ذاتي بوضوح.”

في أوقات فراغها، تكرس أمينة جهدها للقراءة والاطلاع على أعمال عظماء الشعراء، وتشارك بفعالية في الورش الأدبية التي تساهم في تطوير أسلوبها الأدبي وتغذية خيالها. من بين المصادر التي تستلهم منها أفكارها نجد شعراء مثل محمود درويش وفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون. الكتب بالنسبة لها هي نافذة واسعة تفتح أمامها عوالم جديدة، تعزز من معرفتها وتنمي وعيها.

وعلى الرغم من التحديات الدراسية والاجتماعية، تؤمن أمينة بأن الإبداع لا يولد في الرفاهية، بل في المعاناة والتحدي. وفي هذا الصدد، توجه رسالة إلى المواهب الشابة تقول فيها: “لا تخافوا من التعبير عن أنفسكم، فكل تجربة تُنضج الحرف، والثقة تأتي بالممارسة.”

في عصرنا هذا، الذي تزداد فيه الحاجة إلى القدوات الشابة، تثبت أمينة الخبيزي أن التميز لا يتطلب سنوات طويلة من العمل، بل يكفي شغف حقيقي وروح لا تعرف المستحيل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)