أصدر الباحث والكاتب المسرحي أنوار حساني مؤلفًا جديدًا بعنوان “هندسة الإضاءة المسرحية – مقاربة تطبيقية”، عملٌ يثري المكتبة العربية والمغربية بمرجع فني وتقني يعمّق الفهم الجمالي للإضاءة ودورها الحيوي في البناء المسرحي.
ويأتي هذا الإصدار بعد سلسلة من الأعمال التي بصمت المسار الإبداعي للمؤلف، منها “مراحل إنجاز عمل مسرحي”، و”نص الماضي فات”، و”نص رحلة 2015″، التي لاقت اهتمامًا واسعًا داخل الأوساط الفنية والأكاديمية.
في هذا الكتاب، يبحر أنوار حساني عبر تاريخ الإضاءة المسرحية منذ فجر الحضارات، متتبعًا تطورها من الإضاءة الطبيعية في المعابد الفرعونية، إلى التقنيات الحديثة في العصور الإليزابيثية وما بعدها، مبرزًا كيف تحولت الإضاءة من عنصر مكمل إلى فاعل درامي وجمالي يضبط الإيقاع البصري ويثري اللغة التعبيرية للعروض.
ويتناول الكتاب الجانب التطبيقي للإضاءة، عبر عرضٍ تفصيلي لأنواع الكشافات وأسمائها ووظائفها، والملحقات المصاحبة لها من أغطية ومخفتات وأبراج وكابلات ولوحات تحكم، مع التركيز على دلالات الألوان ومخططات الإضاءة ودورها في توجيه الإحساس البصري للمُشاهد.
وقد احتضن معهد محمد زفزاف يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 حفل تقديم هذا العمل المميز، بحضور ثلة من الطلبة والفنانين والمهتمين بالمجال المسرحي، حيث قدم الدكتور محمد ركانة قراءة نقدية في الكتاب، مشيدًا بعمقه العلمي وراهنيته التقنية.
وأكد أنوار حساني في كلمته بالمناسبة أن هذا العمل جاء “ليُعيد الاعتبار للإضاءة المسرحية كفنٍّ له لغته الخاصة، يسهم في تشكيل الدراما البصرية وبناء المعنى فوق الخشبة”، مضيفًا أن هدفه هو تطوير الحس التقني لدى الممارسين والطلبة، وجعل الإضاءة أداة تفكير لا مجرد وسيلة إضاءة.
بهذا الإصدار، يواصل أنوار حساني رسم مسار بحثي متميز في المجال المسرحي المغربي والعربي، مزاوجًا بين العمق الأكاديمي والتجربة الميدانية، ليقدّم مرجعًا يُنتظر أن يكون معتمدًا في تكوين الأجيال الجديدة من المسرحيين والتقنيين.
وقال أنوار حساني في ختام كلمته: “أتمنى أن يروق هذا العمل القراء، وأن يسهم في إثراء النقاش حول أهمية الإضاءة كعنصر درامي وجمالي أساسي في العرض المسرحي”، في إشارة إلى إيمانه بأن الضوء ليس تفصيلاً، بل روح المسرح نفسه.
تعليقات ( 0 )