بقلم:عماد وحيدال
منذ عقود، شهدت مدينة ابن أحمد تحولات مهمة بفضل جهود شخصيات مخلصة ساهمت في تطوير بنيتها التحتية وتحسين ظروف عيش سكانها. لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الفعال الذي لعبه الرؤساء السابقون، سواء من قضى نحبه أو من لا يزال ينتظر، في تحقيق إنجازات حقيقية جعلت المدينة تخطو نحو الحداثة.
لقد كان لجهود السلطات المحلية والمنتخبين أثر واضح في إنقاذ المدينة من الكوارث، كما حدث بعد فيضان سنة 1994، حيث تم بناء الواد وسط المدينة لحماية المنازل والأحياء المجاورة. كما لا ننسى بناء مؤسسات تعليمية مثل ثانوية باجة وابن مالك، واستقطاب مراكز تكوين مهني كان لها دور كبير في تكوين شباب المنطقة.
المرحوم الحاج احمد امهال، أحد أبرز هؤلاء الرؤساء، وضع بصمته في ربط المدينة بشبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي، وتوسيع شبكة الإنارة العمومية، إضافة إلى إصلاح الإدارة الجماعية وضبط تسييرها بما يخدم المواطن. لكن رغم هذه الإنجازات، تعرضت المشاريع التنموية للعرقلة، في مشهد يتكرر مع كل مجلس جديد.
منذ تولي المرحوم عبد اللطيف ميرداس، مرورًا بعبد القادر العسولي، ومحمد الحراري، وتوقيف سعيد لكحل، وصولًا إلى المجلس الحالي الذي يعمل بدون رئيس رسمي، تطرح تساؤلات جدية حول الأسباب الحقيقية وراء هذه العرقلة المستمرة. هل هي صراعات سياسية ومصالح شخصية تعطل مسار الإصلاح؟ أم أن هناك جهات خفية تتعمد إبقاء المدينة على هامش التنمية؟
الأدهى من ذلك، أن أبناء المدينة، الذين كان آباؤهم من المشاركين في المقاومة وجيش التحرير، يقفون اليوم متفرجين على واقع مدينتهم المتعثر. لماذا لم يعد لهم دور في المطالبة بحقوقهم المشروعة والمساهمة في نهضة مدينتهم؟ هل اعتادوا على الإقصاء، أم أنهم فقدوا الأمل في التغيير؟
إن مستقبل ابن أحمد لا يجب أن يكون رهينة للصراعات والتجاذبات السياسية. المدينة بحاجة إلى إرادة حقيقية تضع مصلحتها فوق كل اعتبار، وإلى مواطنين فاعلين يدافعون عن حقوقهم في التنمية والتقدم. وحده الوعي الجماعي والضغط المدني كفيلان بوضع حد لهذا الجمود، وإعادة عجلة الإصلاح إلى مسارها الصحيح. فهل ستشهد المدينة يومًا نهضة حقيقية، أم أنها ستظل عالقة بين ماضٍ مجيد ومستقبل مجهول؟
تعليقات ( 0 )