اسبانيا بين المطرقة و السندان
أشرف مهيب
منذ ظهور الأزمة الصحية العالمية وإسبانيا تتخذ قرارات خاطئة وغير مسؤولة غيرت حالها وسارت بها إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأكثر من ذالك الدبلوماسية فقد أصبحت الأسوء في أوروبا فبعد إندلاع الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا باستقبالها لزعيم جبهة البوليساريو المدعو “ابراهيم غالي” بدعوى اسباب صحية الشيء الذي استنكره المغرب من الجارة الشمالية باعتباره طعن ومساس بالوحدة الثرابية للمملكة خصوصاً بعد إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة فهذا الإعتراف زاد من قوة المغرب في ملف الصحراء والوحدة الترابية دوليا
وقد لقي هذا الاعتراف ترحيبا كبير من دول مختلفة في ملف قضية الصحراء المغربية لكن للأسف مدريد كان موقفها سلبيا ويشمله غموض كبير رغم أن مواقف المملكة كانت واضحة في الوقوف إلى جانب إسبانيا في قضية انفصال كتلونيا ورفضها بشكل قاطع الانفصال عن الإقليم الإسباني كل هذا وأكثر من المواقف التي تحسب للرباط تجاه مدريد في التصدي للهجرة السرية ومحاربة تجار المخدرات كما أنها الشريك التجاري الأول.
بدأ التوتر بين البلدين رغم تحذيرات الرباط لمدريد بأن هذه القرارات والمواقف ستزيد من الأزمة الدبلوماسية بين البلدين
في 18 مايو استدعى المغرب سفيرته باسبانيا مما دفع فرنسا للدخول على الخط في محاولات لتخفيف حدة التوتر المتصاعد بين البلدين كما إعتبرت الأحزاب الممثلة بالبرلمان المغربي أن مواقف إسبانيا أدت إلى زعزعة الثقة وأخلت بالاحترام المتبادل بين البلدين
كل هذا دفع الدبلوماسية المغربية لاتخاذ مجموعة من القرارات من بينها تعليق عملية مرحبا 2021 مع إسبانيا للعالم التاني على التوالي الأمر الذي يؤتر اقتصاديا عليها حيث كان القرار واضحا بعدم فتح أي معبر بحري مع إسبانيا وخصوصاً معابر سبتة ومليلية المحتلتين لاستقبال المغاربة القانطين بالخارج لتشل للسنة الثانية على التوالي بعد أزمة فيروس كورونا العام الماضي والموجة السيئة التي طالت إسبانيا دون مرور من موانئ ألمير يا وفالنسيا والجزيرة الخضراء وبالتالي فأن خسارتها من العائدات الجمركية وتجارية تقدر بملايين اليورو
أما فيما يخص عودة المغاربة القاطنين بالخارج فالمغرب وبفضل التعليمات الملكية فتح خطوط جوية وبحرية مع مجموعة من الموانئ في إيطاليا و فرنسا ومؤخرا البرتغال شملت تخفيض في الأسعار ذهابا وإيابا للأسر للاستفادة أكبر عدد من المهاجرين للعودة إلى أرض الوطن
كل هذه القرارات الأخيرة ستؤتر سلبا على الاقتصاد الإسباني وسيمتد تأتيرها إلى الاستراتيجية الإسبانية وتعاملها مستقبلا مع المملكة المغربية
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق