جاري التحميل الآن

الاختصاصي خالد أقزة: يشرح مفهوم مصطلح الأمل في المستقبل باعتباره طريق أساسي لأي مشاكل نفسية.


متابعة .عزالدين بلبلاج.

الصحةُ حالةُ العافيةِ التامة المتكاملة جسدياً ونفسياً واجتماعياً ، وليست مجرد غياب المرض أو العجز، الصحة النفسية جزء لا يتجزّأ من الصحة؛ وبالفعل، لا تكتمل الصحة بدون الصحة النفسية. وفي هذا الصدد ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أنّ “الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز”. ومن أهمّ آثار هذا التعريف أنّ شرح الصحة النفسية يتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية. يذهب بعض المؤلفين إلى أنَّ الصحة ذات مفهوم شمولي يضم مجموعة من الأبعاد المحيطية والاجتماعية والبيئية ، ويجب أخذ كل واحد منها بعين الاعتبار وتتآثر هذه الأبعاد فيما بينها مؤثرة على بعضها بعضاً.إن الصحة النفسية هي حالة دائمة نسبيا من الشعور بان كل شئ على ما يرام يرافق ذلك الشعور بالسعادة مع الذات والآخرين والشعور بالرضا والطمأنينة والأمن والسلام والاقبال على الحياة مع شعور بالنشاط والقوة والعافية مما يسهم بنوع من التوافق النفسي والاجتماعي ووجود علاقات اجتماعية راضية ومرضية . كما أن الصحة النفسية هي حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه. إن العلاقة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية عميقة وأساسية، حيث يكفي أن نعرف أن هنالك ما يزيد على ثلاثين مرضا عضويا يسببها سوء الحالة النفسية.

التفاؤل هو:”ميل الإنسان لتوقع أشياء جيدة سوف تحصل في المستقبل”، فهو بالتالي عبارة عن موقف عقلي يتخذه الإنسان، وهو يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية له، فضلًا عن أنه وسيلة يتمكن من خلال هذا الإنسان.

حسب جامعة هارفارد وفي دراسة أجريت على 309 مريضًا في منتصف العمر تبيّن أن الأشخاص المتفائلين أقل عرضة للإصابةبالأمراض النفسية مثل الكآبة والقلق والتوتر من المتشائمين، كما ويكون هذا الشخص في أغلب الأحيان أكثر نجاحًا في حياته، فيتفاعل بشكل كبير مع الناس المحيطين به، كما ويستطيع التكيف مع الصعوبات الحياتية التي تواجهه، فلو أصيب الإنسان المتفائل بأي مرض من الأمراض المزمنة نجده أكثر تقبلًا للواقع، على عكس الشخص المتشائم، لذلك فالشخص الناجح والمقبل على الحياة يميل إلى التمسك بالتفاؤل والأمل، فهما يمثلان عنصران أساسيان في تكوينه النفسي.

يقول الدكتور “خالد أقزة” مدير مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بأنه في أغلب الأحيان الشخص المتفائل والمتمسك بالأمل، نجده يعتمد على هاتين الصفتين في علاقته بغيره من الأشخاص، فيتمتع بعلاقات اجتماعية كثيرة وناجحة في ذات الوقت، وغالبًا ما تكون تلك العلاقة ممتدة لسنوات طويلة، لذا فإنّ المتفائل هو الشخص الأكثر قدرة على خلق العديد والكثير من العلاقات الاجتماعية الناجحة بالآخرين، وعندما تواجهه أية مشكلة في حياته فإنه يعتمد على تلك العلاقات في تلقي الدعم والمساندة له.

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك