#عابدين الرزكي
#طانطان
مع الأسف في الأسابيع الأخيرة، شهدت مدن طاطا وطانطان والوطية وقائع مؤلمة من الاعتداءات التي استهدفت الأطفال، ما يثير قلقا عميقا ويضعنا أمام مأزق إنساني وقانوني يستوجب تحركاً فوريا وجادا.
هذه الجرائم ليست مجرد حالات فردية، بل هي جزء من ظاهرة متفشية تعكس هشاشة منظومة الحماية فالعنف الجنسي ضد الطفل هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وجرح عميق في كرامة الطفولة التي يجب أن تكون محمية ومعززة في كل المجتمعات.
واليوم إن استمرار هذه الظاهرة يعني أن هناك خللاً كبيراً في آليات الوقاية والمراقبة، إلى جانب غياب ثقافة توعية كافية في المجتمع حول هذه القضايا الحساسة. وهذا ما يدعو لجهات المعنية إلى توفير حماية نفسية وقانونية فعالة للضحايا وأسرهم.
وفي هذا السياق، تواصلت بشكل مباشر مع أسرة الطفلة ضحية اعتداء طاطا، وأتابع الملف عن كثب بتكليف من المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، وسأقوم بتقديم تقرير مفصل حول القضية للمكتب التنفيذي، يتضمن المعطيات المتوفرة والتوصيات اللازمة لمواكبة هذا الملف بكل مسؤولية وفعالية حيث أن المتهم لايزال متابع في حالة سراح.
واليوم، أصبح من الضروري أن ننزل إلى الميدان ونضاعف جهودنا في التوعية بهذه المخاطر، ونعزز طرق التبليغ عنها، لأننا جميعاً نتحمل المسؤولية في مواجهة هذه الأحداث وحماية أطفالنا من كل أشكال العنف.
ولا يقتصر الأمر على الجهات الرسمية فقط، بل يجب على المجتمع المدني أن يلعب دوراً محورياً في التوعية، الرصد، والضغط من أجل تنفيذ الإجراءات اللازمة لمنع مثل هذه الانتهاكات. فبناء مجتمع يحترم حقوق الطفل ويكفل حمايته من العنف والاستغلال مسؤولية جماعية لا يمكن التهاون فيها.
كما لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه الجرائم التي تمس أعمق أركان المجتمع، وعلينا أن نعمل جميعا من أجل تحقيق العدالة، دعم الضحايا، وتوفير بيئة آمنة لأطفالنا، لأن حماية الطفولة هي الأساس الذي يبنى عليه مستقبل المغرب الحقيقي.
نورالدين اشطم : عضو المكتب التنفيذي لرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان منسقها بجهة كلميم واد نون
تعليقات ( 0 )