التدافع البرغماتي يهدد سير المجلس الجماعي لتيط مليل.

التدافع البرغماتي يهدد سير المجلس الجماعي لتيط مليل.

بقلم: مروان عسالي

يشهد المجلس الجماعي لتيط مليل، التابع للمجال الترابي لإقليم مديونة خلال هذه الأيام، تدافع – عنونته ب: ” البرغماتي” ،وليس السياسي، وستتعرفون سبب هذه العنونة في نهاية هذه المادة – وأطرافه كل من الاستاذ مدير شؤون المجلس، طارق حنان والنائب الأول لرئيس المجلس، رضوان الماخوفي.
وأسباب هذا الخلاف يمكن اختزالها في سببين أساسيين أحدهما ظاهر ،والثاني يحاول البعض اخفاءه عنوة.

السبب الأول “الظاهر” ،هو عبارة عن مزاعم تفيد أن مدير شؤون المجلس يتدخل في كل شيء خارج إطار مهامه.
ولاتباث مدى ضعف هذا المبرر لا يتطلب الأمر سوى النظر في طبيعة العلاقة بين هذين الطرفين قبل اشتعال هذا الصراع، والتي كان يشهد الجميع على أنها جيدة.
وهنا يحق لنا جميعا التساؤل حول ماهي التطورات التي دفعت إلى هذا الوضع؟ واذا كان السبب المعلن عنه حقيقيا؛ لماذا لم يتم الوقوف عنده من قبل؟

بداية نرى أنه من الضروري التطرق إلى بعض الأشياء والوقائع التي شهدها المجلس الجماعي لتيط مليل مؤخرا، أهمها انتشار خبر ” لم تثبت صحته بعد” وهو متداول بشكل كبير داخل الاوساط الحزبية والجمعوية وعموم المواطنين المهتمين بالشأن المحلي، أن رئيس المجلس الجماعي لتيط مليل، الطيب الفشتالي، ليست له رغبة في ترأس المجلس خلال الولاية القادمة بفعل كبر سنه و وضعيته الصحية.

هذا الوضع الذي دفع بعض النواب في السعي وراء خلافته، وأبرزهم النائب الأول رضوان الماخوفي، والنائب الثاني يوسف المسعودي الادريسي، والنائب الثالث محمد البوشفي.

ومما أجج هذا الصراع هو واقعة استقالة النائب الثالث، محمد البوشفي،من مهامه بقطاع التعمير. والذي عللته “سبب الاستقالة” جريدة “كازاوي” في مادة نشرتها بتاريخ ….. … من نفس السنة، على أنها جاءت بعد كثرة الضغوطات التي تعرض لها محمد البوشفي من طرف أعضاء عن منطقة المساعدة للامضاء على رخض عشوائية.

وبعد هذه الواقع أصبحت تروج معلومة مفادها، أن أهل الحل والعقد فقدوا ثقتهم فيه . مما جعلهم يضنون أنه استبعد عن المنافسة.
وعليه، لم يتبقى سوى نائبين من المرجح ترشحهم لمهام رئاسة مجلس الولاية المقبلة حسب المروجين لهذه المعلومة.

ومما لا يخفى عن البيان، أن جل المهتمين بالشأن المحلي يرون في النائب الأول، رضوان الماخوفي، هو المرشح الابرز لهذا المنصب مستقبلا لدرجة ان العديد منه يطلق عليه مصطلح “le favori”.

وفي ظل هذا الوضع، فمن الطبيعي أن المنافس الآخر ( النائب الثاني) لن يقف مكتوف الأيدي. خصوصا وأنه يعلم كل شيء حول المجلس وطبيعة العلاقات داخله وأهم شيء طبيعة العلاقة بين مدير شؤون المجلس، طارق حنان، ورئيس المجلس الجماعي، الطيب الفشتالي، التي تتسم بالثقة. وذلك بسبب المدة الطويلة التي جمعت بينهم داخل المجلس الجماعي وتدخلاته “طارق حنان” الفعالة في حل خلافات الأعضاء.

وحسب ما وردتنا من معلومات، من طرف أعضاء داخل المجلس، فإن السبب المعلن عنه حول هذا الصراع لا يغدوا سوى سبب تظليلي. وأن الأسباب الحقيقية التي دفعت النائب الأول للدخول في هذا الصراع – الذي هو في غنى عنه – مرجح إلى دخول أطراف أخرى دفعت به للاصطدام “الفاهم يفهم”.

وحسب نفس المصدر، فإن هذا الصراع لن يخدم مصلحة الطرفين، بل هو مجرد فخ نصب في طريق النائب الأول لجعله ضعيفا سياسيا مستقبلا ليسهم على مدبر هذا الفخ الحلول مكانه مستقبلا ” رئاسة المجلس”.

وفي الختام، فإن عنونتي لهذه المادة ب “التدافع البرغماتي” وليس السياسي؛ يعزى إلى أن هذا التدافع لن يخدم مصالح المواطن بالمنطقة الذي ينتظر الكثير من هذا المجلس، خصوصا وان مدبريه منحرفين عن الغاية الفضلى للسياسة. وينطبق عليهم قول صاحب الجلالة الملك محمد السادس في إحدى خطبه: ” فممارسات بعض المسؤولين المنتخبين تدفع عددا من المواطنين وخاصة الشباب للعزوف عن الانخراط في العمل السياسي وعن المشاركة في الانتخابات، لأنهم وبكل بساطة لا يثقون في الطبقة السياسة ولأن بعض الفاعلين افسدوا السياسة وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل”.

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed