الذكاء الجماعي يجعل من جماعة مراكش نموذجا وطنيا وجب الاقتداء به.
مع الحدث مراكش.
بعين الباحث و الخبرة في مجالات تنموية و معرفة رصينة بطرق خلق نماذج للتغيير تتبعنا منتدى التشخيص التشاركي المخصص لوضع برنامج عمل جماعة مراكش و شاركت بنشاط و تفاعل كبيرين في ورشاته طيلة ثلاثة أيام.
تحليلي لهذا النشاط الضخم سيتم عبر ثلاث مداخل مهمة هي:
المدخل الاول يكمن في كون منتخب اليوم وجد نفسه مضطرا لسماع نوع جديد و طريقة عمل جديدة تتطلب منه اكتساب مبادئ جديدة و غير تقليدية. كان عليه مقارعة أفكاره بأفكار المواطنات و المواطنين و جمعيات المجتمع المدني و أرباب المقاولات و أساتذة الجامعات و المراكز الفكرية و مكاتب الدراسات. لقد لاحظنا كيف أن عددا من المتخبات و المنتخبين كانوا في تمرين حقيقي و محك محوره الجواب عن السؤال التالي: ” ما الذي أملكه كمنتخب من كفاءة و خبرة و حلول مبتكرة و طرق تدبير بحكامة عالية لأدلي به خدمة لجماعتي؟
سؤال سيفتح الطريق أمام سؤال آخر موضوعي و هو هل يمكن اليوم لأي شخص أن يتقدم لممارسة تدبير الشأن العام و الانتداب الانتخابي؟؟
الجواب قطعا هو لا. من الان فصاعدا لم يعد ممكنا ممارسة لعبة الاختباء في لوائح انتخابية غير ذات مصداقية و سيعود الحسم تدريجيا لمؤهلات أخرى و امكانات للمترشحات و المترشحين تفرضها طبيعة العالم الذي نحن مقبلين عليه. عالم الأوترنيت عوض الأنترنيت، الرقمي اللامادي عوض المادي، التدبير بالأثر و الحكامة عوض التدبير بالصدف و العشوائية، التخطيط الاستشرافي عوض تدبير الوضع القائم، الكفاءة عوض الارتزاق، و أخيرا قيادة التغيير عوض التدبير الوظيفي الروتيني.
المدخل الثاني هو مدخل يخص طبيعة القائد، قائد المجلس الجماعي أو أي مجلس منتخب. لقد اتضح بالملموس أن قائدة جماعة مراكش تمثل جيلا جديدا من الوطنيات و الوطنيين الأكفاء الذين يضعون للعلم و الكفاءة و للخبرة مكانة في تدبيرهم اليومي للجماعة. و هنا تجدر الإشارة لنوعين من القيادة مورسا من قبل رئيسة مجلس جماعة مراكش:
القيادة المنظومية Le leadership systémique و مفادها اشراك الجميع مع الجميع و لأجل الجميع. حيث بنت برنامجها بطريقة تمتاز بالالتقائية و الاشراك و الاستدخال l’inclusion. إن هذا النوع من القيادة المتطور هو تعبير عميق عن الإيمان بقيمة أن اي فرد يمكنه أن يكون هو الحل لتنمية مجاله الترابي و مجموع الحلول و الافكار هو ذكاء جماعي و جمعي لا يمكن أن يرسب أمام التحديات و الأزمات.
النوع الثاني هو القيادة بالوازع الأخلاقي Le leadership éthique. تجلى ذلك في طريقة اعادة انتشار الموظفين الجماعيين و توزيع بعضهم حسب ما تتطلبه المهام المنوطة بالجماعة و ترقية الاكفاء منهم و توليتهم على مسؤوليات ليست بالهينة هذا من جهة و من جهة ثانية زجر و محاسبة كل من يسيء للمسؤولية و من لا يحكمه هاجس قيمي اثناء قيامه بمهامه. هذه قيادة بالقيم.
المدخل الثالث و الأخير سيتجلى في مخرجات كل ما سبق و جودته التي ستكون عالية لا محالة. المنتخب و الجمعوي و الخبير و المقاول و الباحث و المواطن المتتبع سيجدون أنفسهم يتماهون مع مقترحات مشاريع مندمجة سيتضمنها برنامج العمل المستقبلي لا محالة بطريقة أو بأخرى.
المغرب على اعتلالاته يسير في الطريق الصحيح و يضع لكل مرحلة ما يناسبها و هذا وجب التنويه به و الاشادة به و التعريف به لننشر ثقافة بديلة و مختلفة لتدبير المجالس المنتخبة. آن الاوان ليصبح الهم هو خدمة مصالح المواطنين و المواطنات و الوطن بصفة عامة و ليس مصالح البعض دون البعض.
السياسة أخلاق و علم و كفاءة و خبرة و ليس نتيجة لعب قمار مبني على الصدف.
الدكتور إسماعيل شعوف
نائب رئيس مجلس مقاطعة مراكش المدينة
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق