الصحراء المغربية… حلم المسيرة الخصراء وروح الوطن - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

الصحراء المغربية… حلم المسيرة الخصراء وروح الوطن

IMG-20251028-WA0010

أغلق عيني للحظة وأجد نفسي أسير على رمال الصحراء المغربية حيث يمتد الأفق بلا نهاية والهواء يحمل عبق التاريخ والوفاء الصحراء تتحدث بصمتها تنطق باسم الوطن وتهمس في قلبي بأن هذا التراب جزء مني وأن كل خطوة فيه هي عهد وعشق لا ينقطع

في هذا الحلم أسمع صوت أبي رحمه الله وهو يحكي عن يومٍ مشهود في حياته يوم المسيرة الخضراء يحكي لي كيف لبّى النداء وكيف حمل قلبه حب الوطن وعزيمته وكيف انطلق مع آلاف المغاربة نحو جنوب المملكة يحملون راية الوطن وصدق الانتماء في كل خطوة مع كل كلمة من أبي أشعر وكأنني أعيش تلك اللحظة معه، أرى الأعلام ترفرف، أسمع أصوات البيعة تتردد في الصحراء، وأشم رائحة الرمل الذي لمسته أقدام الأجداد.

بين شمال المملكة وجنوبها، بين الماضي والحاضر كل حبة رمل تحكي قصة قبيلة، وكل نسمة هواء تنقل صوتًا قديمًا من وفاء الأجداد للعرش والوطن. أبي يصف لي المشهد بحب وغيرة النساء يودعن أبنائهن، الأطفال يلوحون بالأيدي، والقلوب كلها تخفق بإيمان صادق. هذا الانتماء العميق يجعل الصحراء جزءًا لا يتجزأ من وجدان المغاربة.

أستيقظ في مدن الصحراء اليوم، وأرى الحياة تنبض في العيون: في الداخلة الأطفال يضحكون المدارس تعج بالعلم، والشباب يصنع المستقبل بعزيمة وإصرار. أشعر أن حب الوطن ليس شعورًا عابرًا بل فعل يومي وواجب مستمر، وعشق يمتد في كل زاوية من زوايا الأرض

الصحراء تمثل الوحدة الحقيقية للمغرب، ليست مجرد جغرافيا بل رمز للكرامة والسيادة والعزة. ورؤية الحكم الذاتي تظهر أمامي كضوء في هذا الحلم، طريق حكيم يجمع بين العقل والسيادة، بين التنمية والسلام، ويؤكد قدرة المغرب على تقديم نموذج ناضج عالميًا في حماية وحدة أراضيه

أتجول في رمال الصحراء وأسمع همس الرياح يرافق خطواتي، وكأن الأرض تهمس لي «هنا نمتدّ جميعًا كقلب واحد من طنجة إلى الكويرة وطن واحد يجمعنا». أشعر بالفخر وبمسؤولية كل جيل من المغاربة للحفاظ على هذا التراب الغالي ولإحياء الحب الحقيقي للوطن الذي يمر عبر كل نسمة، وكل شجرة، وكل بناء.

الصحراء المغربية تظهر لي في الحلم كمرآة نرى فيها أنفسنا، كنبض يربط الماضي بالحاضر والمستقبل كرمز حي يذكّرنا أن الانتماء أرضًا وقلبًا هو أساس كل تقدم واستقرار. كل مشروع كل طريق كل مدرسة وكل صوت طفل هو رسالة واضحة المغرب يزدهر بعزيمة أبنائه والصحراء تبقى قلبه النابض، وشاهدًا على ولاء لا ينتهي.

وأنا أفتح عيني أشعر أن الحلم يستمر في الواقع وأن عشق الصحراء المغربية حي في كل قلب مغربي، حلم يجمع بين الماضي والحاضر، بين التراب والروح بين المسؤولية والعاطفة، ليبقى المغرب واحدًا، والصحراء المغربية رمزًا خالدًا للكرامة والوحدة والانتماء الحقيقي، وحكاية أبي في المسيرة الخضراء تظل نبراسًا يضيء الطريق لكل جيل الله الوطن الملك.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي m3aalhadet مع الحدث