- مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر
في قلب الأطلس المتوسط، حيث الجبال الشامخة تروي قصص الصمود والتحدي، تكتب بلدة القصيبة الصغيرة واحدة من أروع ملاحم الإرادة الرياضية في المغرب المعاصر. فريق كرة اليد المحلي، الذي انطلق من جدران مدرسة متواضعة، حوّل اليوم أحلام أطفال البلدة إلى بطولات ترفع رأس المنطقة عاليًا.
من ساحة مدرسة إلى منصات التتويج
تبدأ القصة داخل فناء ثانوية القصيبة، حيث كانت الأستاذة زبيدة جمالي تشاهد تلاميذها يلعبون كرة اليد بحماس، رغم غياب المرافق الرياضية اللائقة. “لم يكن لدينا سوى الكرة والإرادة”، تقول الأستاذة زبيدة في حديث خاص.
ما بدأ كنشاط مدرسي بسيط، تحول إلى ظاهرة رياضية بفضل:
تأسيس جمعية رياضية سنة 2016 بمبادرة من الأستاذة وتلاميذها
تدريبات يومية في ساحة المدرسة المكشوفة
تجنيد شباب المنطقة من الجنسين للانضمام إلى المشروع
سجل بطولي يفوق التوقعات
رغم قلة الإمكانيات، حقق الفريق إنجازات استثنائية على المستويين المحلي والوطني:
2016: تأسيس الفريق
2022: الصعود إلى القسم الوطني الأول ذكور
2023:
• الرتبة الثالثة وطنيا لفئتي الفتيان والفتيات
• التتويج ببطولة المغرب للفتيات
• وصافة بطولة المغرب للفتيان
2024:
• فريق السيدات يفوز بجميع مبارياته ويخوض مباريات السد للصعود للقسم الأول
• وصافة بطولة المغرب للفتيات
2025:
• الوصول إلى نصف نهائي كأس العرش إناث – أغلى المسابقات الوطنية
• الفوز بجميع المباريات والتأهل إلى مباريات السد دون أي هزيمة
• التتويج ببطولة المغرب لكرة اليد الشاطئية
أبطال يكتبون التاريخ
يستحق فريق القصيبة أن يُلقب بـ”مدرسة الإرادة”، بعد أن قدّم أسماء بارزة على الصعيد الوطني، مثل:
أسامة حقاوي: حارس مرمى المنتخب الوطني
أنيسة الطايع: لاعبة في المنتخب الوطني للسيدات
15 لاعبًا تم استدعاؤهم للمنتخبات الجهوية
تحديات يومية تصنع الأبطال
وراء هذه النجاحات، تختبئ معاناة يومية:
السفر بحافلات النقل المدرسي
الملعب الوحيد هو ساحة الثانوية
غياب الدعم اللوجستي والمالي
صرخة إلى المسؤولين
“لسنا بحاجة إلى ملعب أولمبي، فقط إلى قاعة متواضعة تحمينا من المطر والحر”، يقول يوسف، أحد لاعبي الفريق. أما الأستاذة زبيدة، فتطالب بـ:
✓ بناء قاعة رياضية متعددة الاختصاصات
✓ توفير وسيلة نقل للفريق
✓ دعم مالي يليق بالمشاركات الوطنية والخارجية
إرث مقاومة يتجدد
كما قاوم أجدادهم المستعمر بلا أسلحة متطورة، يواصل شباب القصيبة اليوم مقاومتهم للظروف الصعبة بإنجازاتهم. فهذه ليست مجرد قصة رياضية، بل درس في القيادة المجتمعية تقدمه امرأة مكافحة رفقة شباب طموح.
في الختام، وبينما يستعد الفريق لخوض مباريات الصعود وتحقيق مزيد من الإنجازات، تبقى الأسئلة قائمة:
هل سيجد هذا المشروع الطموح من يحتضنه؟ أم سيظل نموذجًا آخر للنجاح رغم الإهمال؟
ما لا شك فيه أن شباب القصيبة قدّموا للمغرب أجمل دروس التضحية والعزيمة.
تعليقات ( 0 )