متابعة عماد وحيدال
في لحظة امتزجت فيها مشاعر الفرح بالفخر، احتضن المدرج الرئيسي للمعهد العالي للعلوم الصحية بسطات يوم الأربعاء 23 يوليوز 2025، حفل التخرج والتتويج السنوي الذي نظمته إدارة المعهد تكريماً لخريجي أسلاك الدكتوراه، الماستر، والإجازة.
لكنّ هذا الحفل لم يكن مجرد بروتوكولٍ أكاديمي أو مناسبة لالتقاط الصور التذكارية، بل تحوّل إلى مساحة اعتراف إنساني حقيقي، عبّر فيها الطلبة وأولياء أمورهم بصوتٍ واحد عن تقديرهم العميق لما قدّمه لهم هذا الصرح العلمي طيلة سنوات التكوين.
“لم يكن المعهد بالنسبة لنا مجرد مؤسسة تعليمية، بل بيتاً ثانياً احتضننا وعلمنا كيف نرسم طريقنا بوضوح ومسؤولية”، بهذه الكلمات افتتحت إحدى خريجات سلك الماستر كلمتها المؤثرة، وسط تصفيق الحضور. وأضافت: “شكراً لكل أستاذ وأستاذة لم يبخل علينا بعلمه، ووقف معنا كمرشد ومساند، وليس فقط كناقل للمعرفة”.
وفي مشهد آخر لا يقل تأثيراً، وقف أحد أولياء الأمور مخاطباً الأساتذة والإدارة: “جئنا اليوم لا لنشهد نهاية مسار، بل بداية وفاء دائم. أنتم من زرع الثقة في نفوس أبنائنا، وعلّمتموهم أن التفوق ليس امتيازاً بل مسؤولية”.
الإدارة.. الحضور الصامت الفاعل
لم يخفِ المتدخلون امتنانهم لإدارة المعهد، وعلى رأسها السيد المدير، الذي وصفه أحد الطلبة بـ”ربّان السفينة الحريص على أن تصل بكل طلبته إلى برّ الأمان”. وتوالت شهادات العرفان من الخريجين وأسرهم تجاه الطاقم الإداري، الذي ظلّ حاضراً على امتداد المواسم الجامعية، حاملاً همّ الطالب وملبّياً احتياجاته في صمت ونكران ذات.
الأساتذة.. بناة العقول ومصدر الإلهام
“أنتم من أشعل فينا شمعة البحث والاكتشاف، أنتم من أعدّنا لمواجهة واقع المهنة بكفاءة وإنسانية”، بهذه العبارات المؤثرة عبّر أحد خريجي سلك الدكتوراه عن فخره بأساتذته. ولم تُخفِ زميلته دموعها وهي تقول: “علمتمونا كيف نكون طلاب علم حقيقيين، وكيف نخدم وطننا بضمير”.
وقد أجمعت مختلف الشهادات على أن الطاقم البيداغوجي لم يكن فقط مصدراً للمعرفة، بل أيضاً مصدراً للإلهام والدعم النفسي، خصوصاً خلال فترات الامتحانات والأبحاث المعمّقة.
وفي ختام الحفل، وأثناء أداء قسم التخرج من طرف الطلبة، ارتفعت الأيادي والعيون تلمع بالدموع، في مشهد جسّد رمزية المرحلة الجديدة، وشكر ضمني لكل من ساهم في صناعة هذا الإنجاز الجماعي ،لحظة انسانية لاتنسى
ذلك أن التخرج، في هذا المعهد العريق، لم يكن نهاية بل بداية عهد جديد، فيه يخرج الطلبة سفراء للعلم والمعرفة، حاملين في قلوبهم فضل كل من علمهم، ومرشدهم في رحلة البحث عن الذات وخدمة الوطن.
قد لا تكفي الكلمات لردّ الجميل، لكن الامتنان الصادق يبقى أبلغ من كل تكريم. هكذا تحدث الطلبة وأهاليهم، بصوت واحد:
“شكراً للمعهد العالي للعلوم الصحية بسطات، إدارة وأساتذة، على صناعة مستقبلنا..”
تعليقات ( 0 )