مع الحدث/ الدارالبيضاء
المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي
في الوقت الذي تعاني فيه أوراش البناء، الفلاحة، والخدمات من خصاص مهول في اليد العاملة، نُفاجأ بسياسات تُكرّس ثقافة الاتكالية والكسب السهل دون أي مجهود يُذكر. بينما تبحث الشركات في كل الجهات عمّن يشتغل، نجد من يشجع على السعاية، الابتزاز، والمضايقات في الفضاء العمومي، وكأننا في بلد لا يعاني من البطالة!
الوظائف موجودة، لكن المشكل الحقيقي لم يعد في عدد عروض الشغل، بل في غياب الرغبة في العمل، والتطبيع مع نموذج “العيش دون إنتاج”. هذا الواقع يزداد قتامة عندما تصدر عن مسؤولين قرارات تُغذي هذا الاتجاه الخطير.
آخر هذه القرارات ما قامت به السيدة العمدة، حين منحت 70 متراً من الملك العمومي لحراس الأرصفة، في خطوة تطرح أكثر من سؤال: بأي حق يُوزع الفضاء العمومي على من يحتله دون سند قانوني؟ وهل أصبح الضغط والمضايقة وسيلة لنيل الامتيازات؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون حملة انتخابية مبكرة مغلّفة بقرارات “اجتماعية”؟
الملك العمومي ملكٌ للجميع، لا يُباع ولا يُمنح بالمحاباة، ولا يجوز تحويله إلى تعويض أو هبة تحت الضغط. حين تصبح الشوارع والأرصفة أدوات لشراء الصمت أو الولاء السياسي، فنحن على أبواب فوضى مقنّنة.
إن المغرب اليوم لا يحتاج إلى مزيد من الشعارات، بل إلى قادة يتحلون بالشجاعة في ترسيخ دولة الحق والقانون، وتشجيع العمل الشريف، لا مسايرة الفوضى. فبناء الوطن لا يتم بالترضيات، بل بالقرارات العادلة والمسؤولة.
تعليقات ( 0 )