مع الحدث الجديدة
انطلقت صباح يوم أول أمس الجمعة 5 غشت 2022، فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار دفين حاضرة تيط، بعد توقف اضطراري دام سنتين بسبب تداعيات فيروس كوفيد 19.
وشهد موسم مولاي عبد الله أمغار في أول أيامه، توافد جماهير غفيرة من عشاق فن التبوريدة، والذين حجوا بكثافة لزيارة مختلف الفضاءات التي يحتضنها الموسم، بعد غياب دام سنتين، ونهاية مرحلة استثنائية أرخت بظلالها على كل الأنشطة والمواعد الثقافية بالمملكة، لحظة هامة في عودة الحياة الطبيعية لأكبر موسم على الصعيد الوطني ضارب في عمق التاريخ، بتراثه اللامادي المتنوع الذي يشكل جزءا مشعا من الذاكرة الوطنية المشتركة.
وشهدت نسخة هذه السنة من موسم مولاي عبد الله أمغار، مشاركة ما يقارب 2000 فارس و فرس يمثلون مختلف المدارس المعروفة في التبوريدة، وما يناهز 110 سربة من مختلف مناطق المملكة، في أكبر تجمع للفروسية ببلادنا ، مع ما يصاحب ذلك من أنواع الفرجة والفولكلور الشعبي، الذي يضفي لمسة من الحماس قل لها نظير.
كما عرف افتتاح موسم مولاي عبد الله أمغار، عروضا لفنون الصقارة للشرفاء لقواسم ذات الجذور المشتركة مع قبائل أصيلة بالمشرق العرب ، إضافة إلى الأنشطة الدينية التي على أساسها نشأ أول مرة موسم مولاي عبد الله أمغار، باعتباره ملتقى احتفاء قبائل دكالة بتخرج “المحاضر” الذين يحفظون سلك القرآن الكريم، وحفاظا على هذه الهوية دأب المجلس العلمي المحلي على تنظيم حلقات وعظ و إرشاد و مسابقات علمية و في التجويد، ، فضلا عن تحول ملعب الفروسية ليال إلى ملتقى للحكي الشعبي الذي أسس تاريخيا لمسرح الحلقة مع مجموعة من الرواد البارزين.
ومن هذه المنطلقات جميعها يترسخ موسم مولاي عبد الله في وجدان زواره من داخل المملكة و من خارجها، ملتقى روحيا و دينيا و موروثا ثقافيا أصيلا هو و بكل تأكيد يشغل مساحة مهمة من الذاكرة المغربية المشتركة.
هذا و تعتبر نسخة 2022 من دون شك، مناسبة لترسيخ ذلك الولع، الذي أكسبته السنون مناعة تاريخية فعلى امتداد أسبوع كامل يتجدد الموعد، مع أنشطة الفروسية التقليدية المزهوة بتصنيفها تراثا ال ماديا من طرف منظمة الإسيسكو، وستكون المناسبة سانحة للخيالة لحضور قياسي لاستنشاق رائحة البارود التي افتقدوها منذ مارس 2020.
كل ذلك يضمن لنسخة 2022 النجاح المنشود لها، و هو ما يجعل موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار على درب الريادة مستمر، كأنجح تظاهرة بالمملكة تحظى بتسويق كبير من طرف رجال الإعلام و الصحافة.
Share this content:
إرسال التعليق