بوسكورة تحت رحمة المقاهي العشوائية… تدخين المخدرات على مرأى الجميع وسلطات في سبات عميق

مول الحكمة

في مشهد يبعث على القلق، تتحول مدينة بوسكورة بإقليم النواصر تدريجياً إلى مرتع للفوضى والانفلات الأخلاقي، بسبب الانتشار اللافت للمقاهي غير المرخصة، التي تُفتح وتُشغل خارج أي إطار قانوني، دون أدنى رقابة من الجهات الوصية، وفي ظل تواطؤٍ غير مبرر أو تغافلٍ يثير الريبة.

هذه “المقاهي”، التي تتكاثر كالفطر في الأزقة والأحياء، لم تكتفِ بتجاوز القانون، بل أصبحت فضاءات مشبوهة تُمارَس فيها سلوكات منحرفة، وعلى رأسها تدخين المخدرات بشكل علني، أمام أعين المارة، وفي محيط سكني يحتضن عائلات وأطفالاً ومراهقين باتوا اليوم في قلب الخطر.

فمن المسؤول عن هذا التسيب؟ وكيف يُسمح لمثل هذه الفضاءات أن تشتغل دون رخص؟ وأين هي لجان المراقبة التي من المفترض أن تضع حداً لهذا العبث المتنامي؟ الأسئلة كثيرة، والإجابات تغيب وسط صمت رسمي مريب، في وقت يكتوي فيه السكان بنار الانحراف والإدمان الذي يتربص بأبنائهم.

فعاليات مدنية وحقوقية كثيرة دقت ناقوس الخطر، ووجّهت نداءً صريحاً إلى السيد عامل إقليم النواصر للتدخل الفوري، قبل أن تتحول بوسكورة إلى بؤرة سوداء يتعذر إصلاحها.

فالمطلوب ليس فقط إغلاق المقاهي العشوائية، بل مساءلة من يغضّ الطرف عنها، وتفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة، وتحرير الفضاء العام من قبضة الانحلال.

بوسكورة اليوم لا تحتاج إلى خطب ووعود، بل إلى قرارات حازمة تُعيد الاعتبار لسلطة القانون، وتصون كرامة المواطن، وتحمي النشء من السقوط في مستنقع المخدرات والإجرام.

فهل يتحرك المسؤولون قبل فوات الأوان؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)