مع الحدث/إيطاليا
بقلم ✍️: حسناء مندريس
في وقتٍ أصبحت فيه روح التضامن والمواطنة الحقة عملة نادرة، يبرز اسم السيد بوشعيب النعيري، ابن حي مولاي رشيد والمقيم في الديار الإيطالية منذ أزيد من ثلاثين سنة، كنموذج مشرف للعمل الإنساني والتطوعي في صمت وبدون مقابل.
الرجل المعروف وسط الجالية المغربية في إيطاليا بلقب **”Ciccio Sindaco”**، لا يتوانى عن تقديم يد المساعدة لكل محتاج، سواء كان مغربيًا أو أجنبيًا، حريصًا على أداء الواجب الإنساني في السراء والضراء، وكان آخرها موقفه المؤثر إثر وفاة السيدة المغربية الحاجة نعيمة السعد، زوجة مؤذن، في حادثة سير مأساوية بإيطاليا.
ما إن علم بوشعيب النعيري بالحادث، حتى بادر بالبكاء والتواصل المباشر مع أسرة الفقيدة، معبرًا عن استعداده التام للمساعدة في كل الإجراءات، مؤكدًا بذلك معدنه الأصيل وروحه الوطنية العالية.
وقد أعطى تعليماته لأخيه السيد عبد الرزاق النعيري، مساعد تقني بجماعة الفداء بالدار البيضاء، لتأمين استقبال الجثمان في مطار محمد الخامس، وتوفير كل المستلزمات اللوجستيكية من سيارة نقل الأموات، إلى صالتين كبيرتين مجهزتين بطاولات وكراسي لاستقبال المعزين، مرورًا بنقل المرافقين، وصولاً إلى مقبرة الغفران حيث وُريت الفقيدة الثرى.
هذه المبادرة النبيلة تعكس معدن هذا الرجل الخلوق، وتؤكد أن القيم لا تزال حية في قلوب من نذروا أنفسهم لخدمة الآخرين، بصمت وكرامة. شكراً للسيد بوشعيب النعيري وأخيه عبد الرزاق على هذا الدرس في الإنسانية.
تعليقات ( 0 )