بيان إلى الرأي العام بخصوص احتجاجات ( GENZ 212) باسم جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية

بِسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان إلى الرأي العام بخصوص احتجاجات ( GENZ 212)

باسم جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية

 

تحيّة طيبة إلى كافة المواطنين والمواطنات، وإلى أبناء جيل الغد الذين يحملون بين أناملهم أمل التغيير والإصلاح،

إنّنا في جمعية “إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية” نتابع بقلق عميق وباهتمام بالغ الاحتجاجات الشعبية التي تعرفها عدد من المدن المغربية، وخصوصًا تلك التي تُنظّمها شرائح شبابية تنتمي إلى ما يُسمّى “جيل Z” والتي تعبر عن مطالب جد مشروعة في ميادين الصحة والتعليم. وقد قرأنا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كيف خرج الشباب إلى الشارع مطالبين بـ “الصحة أولًا” و “تحسين التعليم”، وغيرها من المطالب الاجتماعية والواقع المرير في الخدمات العامة.

إنّ جمعيتنا تؤمن بأن الفن والثقافة لا يمكن أن تزدهرا في مجتمع تعيش فئاته في تهميش أو حرمان من الحد الأدنى من الحقوق الأساسية، ولا في مجتمع يعاني تابعيه من ضعف بنية صحية أو تعليمية. ولذلك، فإنَّ هذا البيان يأتي لتأكيد ما يلي:

 

أولاً: الموقف من الاحتجاجات والمطالب

1- الشرعية والحق في التعبير السلمي

نؤكد على حق الشباب في التعبير السلمي عن مطالبهم والاحتجاج السلمي، وفق الضوابط القانونية، دون قمع أو اعتقالات تعسفية، فالتعبير عن الرأي يعتبر جزءًا من الحقوق الأساسية المكفولة دستورياً وحقوقيًا.

2- مطالب مشروعة في الصحة والتعليم

المطالب التي يرفعها المحتجون ليست مطالب ترفيهيّة، بل تُعبّر عن واقع مأزوم: ضعف الخدمات الصحية في العديد من المستشفيات، نقص التجهيزات، غياب التأهيل أو الصيانة، وطول مدة الانتظار، وغلاء الأدوية، إلى جانب ضعف التعليم الحكومي من حيث البنية التحتية، تأهيل الأساتذة، التجهيزات الرقمية، والأجور الداعمة.

3- رفض القمع والتوظيف السياسي

نستنكر أي تصرف أمني يقوم بتفريق التظاهرات بالقوة، أو اعتقال المحتجين لمجرد التعبير، أو استخدام القوة المفرطة. كما نرفض كل محاولة لتجيير هذه المطالب في أُطر حزبية أو سياسية تُفرغها من مضمونها الاجتماعي والحقوقي.

4- ضرورة فتح حوار حقيقي وشامل

ندعو الحكومة والمؤسسات المعنية إلى فتح حوار عاجل مع ممثلي الشباب المحتجين وغيرهم من القوى المدنية، لوضع خارطة طريق واضحة لتصحيح الأوضاع، والالتزام بتنفيذ الإصلاحات الملموسة في الصحة والتعليم.

 

 

 

ثانيًا: المطالب التي ندعو إلى تضمينها في أي برنامج إصلاحي

حرصًا منا على المساهمة البناءة، ندرج فيما يلي بعض المطالب التي نرى أنها تمسّ جذور الأزمة:

تعزيز الاستثمار في الصحة العمومية:

توفير ميزانيات كافية لتقوية المستشفيات العمومية، وتحديث التجهيزات، وضمان توفر الأطقم الطبية والتمريض في المناطق النائية، وتحسين مستوى الأدوية، والتسريع في بناء مراكز صحية في المناطق المهمشة.

إصلاح التعليم العام والشامل:

تطوير البنية المدرسية (صيانة وتجهيز) و تحسين ظروف الأساتذة والأطر التربوية، التكوين المستمر، ربط المدارس بشبكة الإنترنيت عالية الجودة، توفير الوسائل الرقمية والكتب والمختبرات، ومراجعة المناهج لتتلاءم مع متطلبات العصر.

الشفافية والمحاسبة:

إنشاء آليات للمراقبة الشعبية والمجتمع المدني على تنفيذ المشاريع الصحية والتعليمية، محاسبة المتورطين في الفساد أو التسيب، وضمان شفافية الصفقات والموازنات في هذين القطاعين.

مشاركة الشباب في اتخاذ القرار:

إشراك ممثلي الشباب المحتجين أو الناشطين في لجان الحوار أو لجان المتابعة، حتى تكون قرارات الإصلاح مدقّقة بطبيعة الواقع على الأرض.

ضمان الحماية القانونية لحرية التعبير:

تعديل أو تفعيل التشريعات التي تكفل الحق في التظاهر السلمي والتعبير، وتقييد استعمال القوة، لمنع أي انتهاك لحقوق المحتجين السلميين.

ثالثًا: دعوة للعمل المشترك والمسؤولية الجماعية

إن جمعيتنا تؤمن بأن التغيير الحقيقي لا يأتي من جهة واحدة، بل هو نتاج تضافر الجهود بين الدولة، والمجتمع المدني، والشباب الواعي، والأوساط الثقافية والفنية. لهذا فإننا:

نعلن استعدادنا للمساهمة في أي مبادرة فنية أو ثقافية توافقية تسهّل التعبير السلمي عن المطالب، وتفتح جسور الحوار.

نطالب وسائل الإعلام بتغطية نزيهة ومسؤولة، لا تهويلية أو تشويهية، وتجنّب تأجيج التصادم.

ندعو الفاعلين السياسيين والمدنيين إلى تفادي التجيير الحزبي للمطالب، وإلى العمل بروح التضامن والشفافية.

نؤكد على أنه لا حلّ مستدام إذا لم يصاحب الإصلاح الاجتماعي إصلاحًا اقتصاديا يوفّر فرص الشغل والعناية بالفئات الهشة

في الختام، نرفع صوتنا مع الشباب المطالب بحقوقه الأساسية، نؤمن بكفاءتهم وطاقاتهم، ونرى في احتجاجاتهم صرخة إنذار تذكّر بأن الثقافة والفن لا تزدهران في الفراغ، بل على أرض صلبة من الحقوق والعدالة. نأمل أن يكون هذا البيان خطوة رمزية نحو حوار فعلي وجسور بناء مستقبل أفضل للجميع.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)