مراكش متابعة إبراهيم أفندي
نبه الفرع الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الإنسان في أكثر من مناسبة ، عبر العديد البيانات الاستنكارية إلى خطورة ظواهر أصبحت تفرض معالجتها بسرعة وفعالية أكثر من أي وقت مضى ، أولها ، وهذا الترتيب لا يقلل من اهميتها، تنقيل وتفريغ المرضى النفسيين والمختلين عقليا بمدينة شيشاوة والزج بهم الى شوارع وازقة المدينة في ظروف غير انسانية وفي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان على جميع المستويات، وثانيها انتشار الكلاب الضالة وثالثها تفريغ افواج المهاجرين السريين المتحدثين من دول جنوب الصحراء.
وهذه الظواهر في كل، تهدد السلم الاجتماعي في مدينة صغيرة لا تطيق احتمال ضغط مشاكل استعصت على كبريات المدن، فالمركز المغربي لحقوق الانسان بشيشاوة، يلاحظ في السنوات الأخيرة ، توافد حالات عديدة من المرضى النفسيين والمختلين عقليا، ليس بشكل عفوي، وإنما بفعل تدخل بعض الجهات، التي تحاول جعل مدينة شيشاوة حديقة خلفية لبعض المدن السياحية، فموقع شيشاوة الجغرافي الاستراتيجي بين الاقطاب السياحية الكبرى، اصبح نقمة عليها، فتحالف تداعيات الظواهر الثلاث أثر بشكل كبير على الأمن العام بالمدينة، فاصبح المواطن بشيشاوة تحت التهديد المباشر، فلا يعرف هل يحذر من الحمقى الذين يتجولون بأزقة واحياء المدينة مشكلين خطرا يوميا على حياة المواطنين عامة والمتمدرسين والأطفال والنساء خاصة وذلك نظرا لسلوكات بعضهم العدوانية والعنيفة أحيانا او تلك المخلة بالحياء العام أحيانا اخرى، فمنهم من يسير عاريا، وعدوانيتهم تتكرر مرارا اتجاه المارة ومستعملي الطرقات مخلفين حالة من الذعر والخوف لدى ساكنة المدينة خوفا على انفسهم وفلذات اكبادهم، ولا يأمن مكر الكلاب الضالة التي تتربص به في جميع حركاته وسكناته، ولا يستطيع تجنب ازعاج المهاجرين السريين الذين يمارسون التسول في اشارات المرور والاسواق والمراكز التجارية.
ونظرا لتكرر السلوك غير المسؤول لبعض الجهات بإفراغ أفواج المرضى النفسيين والمختلين عقليا للمدينة وغياب آليات وامكانيات التكفل بهم، في غياب مستشفى إقليمي متخصص لرعايتهم وعلاجهم ورفض المراكز الاستشفائية الجهوية التكفل بعلاجهم وايوائهم ، اصبحت هذه الظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم وتتزايد نداءات متكررة من طرف المواطنين لتدخل الجهات المعنية .
واذ نستنكر هذا الوضع غير الطبيعي، فإننا نطالب بوضع حد لهذه الظواهر بالتدخل العاجل من طرف السلطات بمنع تفريغ افواج المرضى النفسيين والمختلين عقليا والكلاب الضالة والمهاجرين السريين بمدينة شيشاوة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحسين شروط عيش الساكنة بتجنيبها مشاكل وظواهر لا طاقة لهم بها، كما نطالب الدولة المغربية بتحمل مسؤوليتها في التكفل بإيواء المرضى النفسيين والمختلين عقليا باعتبارهم مواطنين مغاربة لهم الحق في الرعاية الصحية والعلاج كما ينص على ذلك الدستور المغربي والعمل على احداث مستشفى اقليمي للأمراض النفسية والعقلية بمدينة شيشاوة،
وللإشارة فالمقاربة الأمنية، رغم اهميتها، فهي ليست كفيلة لوحدها للحد من هذه الظاهرة رغم المجهودات الجبارة التي تقوم بها السلطات المحلية والمنتخبة والأمنية حفاظا على حياة المواطنين بالمدينة .
عن المركز المغربي لحقوق الانسان بشيشاوة.
وجرى بشيشاوة في 25 مارس 2025.
تعليقات ( 0 )