تاونات تغلي.. مسيرة غاضبة تُشعل النقاش حول الصحة والتعليم

تاونات..محي الدين البكوشي

شهدت مدينة تاونات، مساء السبت 19 شتنبر 2025، حدثاً احتجاجياً غير مسبوق، بعدما تحولت وقفة دعت إليها فعاليات مدنية إلى مسيرة شعبية عارمة جابت شوارع المدينة، رافعةً شعارات قوية ضد ما اعتبره المحتجون “انهياراً ممنهجاً” لقطاعي الصحة والتعليم بالإقليم.

انطلقت الجموع الغفيرة من ساحة البلدية، قبل أن تتوجه صوب مقر مندوبية وزارة الصحة، حيث صدحت الحناجر بهتافات غاضبة، وجّهت أصابع الاتهام إلى الجهات المسؤولة محلياً ومركزياً.

المشاركون أكدوا أن إقليم تاونات يعيش وضعاً “كارثياً” يهدد أبسط الحقوق الدستورية للمواطنين، وعلى رأسها الحق في العلاج والتعليم.

الجانب الصحي كان في قلب الشعارات، حيث رفع المحتجون لافتات تطالب بتجهيز المستشفى الإقليمي بالموارد البشرية والآليات الطبية، متهمين الدولة بترك المرضى يواجهون رحلة “العذاب اليومي” نحو فاس بحثاً عن علاج لا ينبغي أن يغيب في مدينة بهذا الحجم.

المنظومة التعليمية بدورها لم تسلم من النقد، إذ شدد المحتجون على أن الاكتظاظ وغياب التجهيزات الأساسية في المؤسسات التعليمية حق أبناء الإقليم في تعليم جيد، ويكرّسان الفوارق المجالية والاجتماعية.

إلى جانب ملفي الصحة والتعليم، رفعت شعارات منددة بارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية، معتبرة أن الساكنة أضحت تواجه “حصاراً متعدد الأوجه”، في ظل غياب أي تدخل حكومي فعّال.

المنظمون شددوا على أن هذه الخطوة ليست سوى البداية لمسلسل احتجاجي تصعيدي، محذرين من أن صبر الساكنة بدأ ينفد. ودعوا في الوقت نفسه البرلمان والمجلس الأعلى للحسابات إلى التدخل العاجل وفتح تحقيق في ما وصفوه بـ”التهميش الممنهج” الذي يطال تاونات.

إقليم تاونات، الذي يجاور محاور كبرى مثل فاس ومكناس، ما يزال يعيش في وضعية “الهامش داخل الهامش”، حسب تعبير النشطاء، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول أولويات السياسات العمومية ومدى احترامها للعدالة المجالية.

ويبقى السؤال: هل ستتجاوب الحكومة مع نداءات سكان تاونات، أم أن الإقليم سيظل على صفيح ساخن مرشح لانفجار اجتماعي وشيك؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)