مع الحدث تارجيست
مع حلول كل فصل شتاء، وما يشهد من تقلبات مناخية صعبة ، خاصة الانخفاض الكبير لدرجة الحرارة في مدينة تارجيست و ضواحيها، تعلو و تتكرر النداءات بشأن ضرورة إنشاء مأوى أو مراكز لمن لا مأوى لهم من المشردين وعابري السبيل ، هذه الفئة التي تعيش ظروفا إنسانية قاسية خلال هذا الفصل، نتيجة الانخفاض الكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة ذات الخصائص الجبلية، التي يشتد فيها البرد المتزامن مع التساقطات الثلجية والمطرية مما يعمق من معاناة و مأساة هذه الفئة، تظل هذه الظاهرة بالمنطقة مأساة إجتماعية و إنسانية حقيقية، دون تدخل للجهات المعنية لمعالجتها، لما يعتري المبيت في العراء من أخطار جمة على حياة من يفترش الأرض والأرصفة و يلتحف السماء لقضاء ليال شتوية في جحيم البرد القارس، ترى أجسادهم ترتجف دون غطاء، في بعض الأحيان تحت التساقطات المطرية و الثلجية، مع كل ما تحمله التقلبات المناخية من صقيع و رياح و عواصف ، نجدد النداء مرة أخرى لكل الفاعلين المعنيين بحقوق هذه الفئة، مجتمع مدني و هيئات حقوقية و سلطات منتخبة و إدارية و مؤسسات اجتماعية، و قطاع وصي التدخل العاجل لإنشاء مراكز للإيواء و فضاءات بالمنطقة للعناية بهذه الشريحة التي تعيش حياة الشارع، فهي في أمس الحاجة للرعاية و إلى هذه الالتفاتة و المطلب ، هذا لن يتأتى إلا بتضافر جهود جميع المتدخلين للتغلب على الظاهرة التي أضحت ترهق و تأرق السلطات محليا، رغم كل المجهودات المبذولة لمعالجتها ولو نسبيا، إلا أنها تبقى جد محدودة لغياب الحلول الناجعة و تزايد عدد المشردين على المدينة و المنطقة .
الأستاذ : بدر الدين الونسعيدي تارجيست
Share this content:
إرسال التعليق