ظلت كلمة “الجفاف” مصطلحا غريبا على الأوروبيين إلى غاية الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن تحولت القارة العجوز إلى كرة من اللهب، تسجل درجات حرارة قياسية أدت لتراجع منسوب الأنهار الكبرى في القارة، وتحويل المساحات الخضراء إلى أراضي جرداء قاحلة.
وبعد أن كانت تكفل الرخاء لملايين السكان وتشكل روافد لاقتصادات الدول، تمر أنهار أوروبا حاليا بموجة جفاف خطيرة ضربت قطاعات الطاقة الزراعة والنقل.
وتعيش القارة الأوروبية حالة من الجفاف غير المسبوق، هو الأسوأ منذ 500 سنة، وفق ما أعلن مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية.
الى ذلك تستعد شركات الشحن لوقف نقل البضائع على نهر الراين، حيث اقترب منسوب المياه في أكبر أنهار ألمانيا إلى مستوى منخفض للغاية اليوم السبت.
وأدى الجفاف المستمر الذي يؤثر على معظم أوروبا إلى انخفاض مستويات الأنهار مثل نهر الراين، مما منع السفن الكبيرة ذات الأحمال الثقيلة من عبور نقاط مرور رئيسية وإجبار شركات الشحن على استخدام سفن أصغر.
وبلغ منسوب المياه عند نقطة ضيقة، والتي تقع بالقرب من بلدة كاوب على نهر الراين الأوسط، 37 سم بعد ظهر السبت. حال ذلك دون مرور السفن الكبيرة والثقيلة المرور التي لا تتمكن من العبور إذا انخفض المستوى عن 40 سم.
وعلى الرغم من أن عمق ممر الشحن في كاوب لا يزال حوالي 150 سم، يرى الخبراء أن المرور سيصبح صعبا حتى بالنسبة لسفن الشحن الخفيفة أو المعدلة خصيصا إذا انخفض منسوب المياه عن 35 سم. ولا يمكن لسفن الشحن المرور إذا قلت القراءة عن 30 سم.
وتتوقع سلطات الشحن الوصول إلى هذا المنسوب أوائل الأسبوع المقبل، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان انخفاض المياه سيصل إلى المستوى القياسي البالغ 25 سم والذي سجل في كاوب في أكتوبر 2018.
وقالت شركة “كونتارغو” للنقل والإمداد، أمس الجمعة، إنها تستعد لوقف الشحن في أعالي ووسط الراين لأسباب تتعلق بالسلامة وتخطط لنقل بعض حمولتها عبر الشاحنات.
برغم ذلك، لا تزال سعة الشحن البري والسكك الحديد محدودة.
ومن المتوقع أن تواجه الشركات الواقعة على طول نهر الراين، والتي تعتمد على السفن لنقل المواد الخام والبضائع الجاهزة تأخيرات ونقصا. كما يتوقع أن تشهد محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم ومحطات الغاز نقصا في الإمدادات، إذا توقف الشحن على نهر الراين.
Share this content:
إرسال التعليق