حكام عصبة الدارالبيضاء ينتفضون تدريب الفار تحول إلى مشادات و تنافرات أثرت سلبا على أجوائه
الرعدودي عبدالله
منذ سنوات و حكام عصبة الدارالبضاء الكبرى لكرة القدم يعيشون وضعا كارثيا في ظل الجهاز الجديد للتحكيم بقيادة يحيا حدقا . كل موسم يتطلعون إلى أن يتبدل الحال و تتحسن الوضعية. غير أن الأمور ازدادت سوءا في الموسم الماضي ، الأمر الذي ولد لديهم أكدارا نفسية أثرت على مسارهم التحكيمي . فكان طبيعيا أن يتحرك الجميع في ظل هذا السياق لزعزعة هذا الجبل و إطلاع المعنيين بمكابدتهم .
تعبأ الحكام تحت ضغط الظلم و الغبن ، قاموا باجتماعات ترتيبية متواصلة لتدارس مشاكلهم و كشف معاناتهم القاسية التي غدت مادة دسمة يتداولها الخاص و العام و تحديد الطريقة الأنجع للمواجهة و التحدي بعد صمت ـ غير مرغوب فيه ـ دام سنوات جر على حكام الدارالبيضاء و على عصبتها وخامة العواقب . آخر اجتماع كان مع السيد جودار رئيس عصبة الدارالبيضاء الكبرى لكرة القدم ، عرضوا على مسامعه كل أشكال المقاساة التي يعانونها مع السيد حدقا الذي تعهد ـ بالنسبة لهم ـ على إقبار هذه العصبة ، حيث عمل على تقليص عدد الثلاثيات الممارسة على مستوى النخبة الأولى و الثانية من سبعة عشر ثلاثيا إلى خمسة ثلاثيات ، كما أغلق الطريق أمام الطاقات الشابة و لم يسمح لها بالترقي ، إلى جانب مهازل أخرى أثرت سلبا على البيضاويين بشكل خاص .
هذه الحقائق أغضبت السيد جودار ، دفعته بأن يتعهد بإعادة الاعتبار إلى حكام عصبته و أن يعيد لعصبة الدارالبيضاء مكانتها السابقة . أعد اجتماعا مع السيد رئيس الجامعة بحضور يحيا حدقا و الكعواشي رئيس اللجنة المركزية للتحكيم . خلال هذا الاجتماع كشف كل حكم ما يقاسيه في ظل قيادة السيد حدقا من : إقصاء ـ ظلم ـ سوء معاملة ـ …. من مظاهر ذلك إقصاء الحكم الدولي مبروك يوسف من المشاركة في تدريبات الفار ، و حرمان الحكم المساعد مرضي من الدولية و من الفار تحت ذريعة واهية ، و عرقلة ترقي بعض الحكام الواعدين من بينهم : زين العلوي ، عفيفي ، شداد ، قديم الدرويش ….
المثير للجدل أن بعض هؤلاء المتضررين ـ خلال الاجتماع ـ نعتوا بكل جرأة المعلم حدقا بالكذاب كلما تدخل لتبرير موقفه ، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عريضة أبرزها أين كرامة النفس و عزة الذات ؟ ثم هل بإمكان أن يستمر الانسان و قد نعت بأبخس النعوت ؟ . مواقف الحكام و ردود أفعالهم أثارت حفيظة السيد رئيس الجامعة الذي بدا و كأنه في ” دار غفلون ” لا علاقة له بما يدور في الساحة التحكيمية . هذا الأخير وعد الحكام باجتماع وطني على مستوى العصب سيتم خلاله فتح نقاش موسع لتدارس واقع التحكيم تشارك فيه كل الفعاليات التي لها علاقة بهذا المجال .
وقائع هذا الاجتماع أثارت عصبية أحد الحكام المحسوبين على عصبة سوس ، حيث أشار في تدوينته على الفايس بوك أن الحكام البيضاويين أكبر المستفيدين و ينالون حصة الأسد من حيث التعيينات و المناصب الدولية و في نفس الوقت ينتقدون . رد فعل اعتبره حكام الدارالبيضاء مرفوضا لأنه يبطن دفاعا واضحا عن ابن بلدته و يستند في معطياته إلى مصدر رسمي الذي هو المديرية الوطنية للتحكيم . قمة الغرابة مفادها باسم من يتكلم الحكم السوسي ؟ و بأية صفة ؟ و لحساب من ؟ و ماذا يبتغي من تدخله ؟ .
ظلت أوضاع الحكام البيضاويين على حالها ، لا جديد تحت الشمس و هم الذين كانوا يأملون خيرا من الاجتماع مع رئيس الجامعة . تواصل نفس التعامل بتكريس سياسة ” البلوكاج ” فكان الضحية عدم تعيين بعض الحكام الذين قالوا كلمة حق و بعض المواهب الشابة على راسهم الحكم زين العلوي . إلا انه خلال التدريب الخاص بالفار ، استغل البيضاويون حضورهم لمناقشة وضعهم مع السيد الكزاز ، لينبري الحكم السوسي من جديد بتدخله غير المبرر علما بأن دامت القضية لا تخصه ، تحول النقاش إلى مشادات كلامية و تنافرات ولدت استعمال عبارات تخل بالحياء العلني ، حيث نعت الحكم زين العلوي ب ” الباسل ……..” . من حسن الحظ تدخل السيد بوشعيب الأحرش لتهدئة الأوضاع.
ما حدث خلال هذا التدريب كانت له تبعات أثرت نسبيا على أجوائه، ذلك أن الواقعة تحولت إلى ضجة عرفت مشادات كلامية بين مختلف الحكام الحاضرين الذين انقسموا إلى طوائف ، لدرجة أن حديثهم ـ بما تضمنه من نقد و انتقاد … ـ تواصل إلى الساعة الثانية صباحا .
فأي تدريب هذا الذي يصبح مصدرا للفوضى و … ؟
أي تدريب هذا الذي يغيب فيه التركيز ؟
أي تدريب هذا الذي يعيش فيه الحكام ضغطا نفسيا ؟
ما معنى أن يغيب المسؤول الأول عن تدريب له أهمية خاصة ؟ و هل الغياب له ما يبرره ؟
ثم ما هو رد فعل السيد رئيس الجامعة ؟
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق