جاري التحميل الآن

خواطر “سعاد ماين” أنت الضحية.. أنت المنقذ!

 

خواطر “سعاد ماين”

 

استيقظ باكرا لأرتب صباحي من الفوضى، انه يوم الإثنين..
أفرش أسناني و أغسل وجهي بالمنظف، لا أفعل هذا كل يوم..
افتح الدرج، أختار ما سأرتديه، لا شيء مميز، ملابس مريحة و حسب.. أشغل موسيقى الهاتف بينما أرتدي ملابسي، تنطلق سعاد ماسي في الغناء” راني رايحة و مانولي” أقوم بتغيير الأغنية فورا، ليس اليوم يا سعاد أو ليس هذا الصباح.. فتغني فيروز” انا لحبيبي و حبيبي إلي” استغرب ممن يقارنون فيروز بأم كلثوم.. دائما ما كنت مقتنعة أن فيروز تسمع صباحا و أم كلثوم مساء و لكل مزاجها.

يصدح صوتها في ارجاء الغرفة و أغني معها ” يا عصغورة بيضا لا بقا تسألي، لا يعتب حدا ولا يزعل حدا، أنا لحبيبي و حبيبي إلي”
أفكر في أمين، لا أدري لماذا.. لسنا أحبة و لم نكن يوما مجرد أصدقاء أيضا، كنا في منزلة بينهما.. أصدقاء فوق العادة و أحبة على غير العادة! أستعمل صيغة الماضي و يألمني ذلك، وأنا لا أريد لأي شيء أن يعكر مزاجي هذا الصباح.. فأتجاهل الأمر و أدعو له في خاطري أن يحفظه الله اينما كان الآن و أبتسم.. ثم أعود لأتمم ما تبقى من الصباح، أرتدي حجابا يلائم ما أرتديه، أضع على وجهي واقي شمس و أتفادى وضع ال”فوندايشن” أو خافي العيوب، هاته الأشياء اسميها خافية الوجه،و أنا وجهي جميل لا حاجة لي لأخفيه، هذا مبدئي فيما يتعلق بمساحيق التجميل: لا أخفي عيوب الوجه وعوضا عن ذلك أعالج ما يمكن علاجه .لكني لا أمانع ابدا خط الآيلاينر الرقيق الذي يبرز جمال العين أو ماسكارا تشرق رموشها، و أحمر شفاه خفيف يعطي حياة لشفتاي.. أعشق البساطة! أنظر للمرآة و للمرة الأولى منذ مدة طويلة أتأمل وجهي أبتسم لي و أهمس “صباح الخير يا أنا اليوم هو اليوم الاول مما تبقى من حياتك،هنيئا لك باتخاد القرار أخيرا، عيشيه جيدا و استمتعي به.. فأنت جديرة بذلك”.

مرت علي أياما في ما مضى كنت أكره فيها أن أستيقظ، و كان سؤال ” ما الجدوى من كل هذا” يقتلني كل لحظة! لم يكن أي ممن حولي يلحظ ذلك،كنت وحدي في مشنقتي.. قاطعت حينها أصدقاء كثيرين، لم أكن أرد على رسائل أحد و أرتبك عند كل رنة هاتف من مكالمة قادمة من أحد.. كنت خائفة و حائرة و فاقدة للشغف.. لم أكن أملك أية خطة لما سيأتي في القادم من الأيام.. كل الأبواب كانت موصدة و موحشة و الخيبة كانت تعتمر قلبي المهجور! ما الذي جعل الأمور تتغير أو متى كانت تلك اللحظة التي جعلت رؤيتي لكل شيء يتغير.. لا أدري بالضبط! لكن شيئا واحدا أنا شد متأكدة منه، أنك حين ستغرق في الوحل، شخص واحد بإمكانه إنقاذك هذا الشخص هو أنت!

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك