درس افتتاحي ملهم: مدخل إلى إبستمولوجيا الدراسات الأدبية مع الدكتور سعيد يقطين
مع الحدث عماد وحيدال
شهدت كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول بسطات، صباح يوم الجمعة 6 ديسمبر 2024، حدثًا علميًا مميزًا تمثل في الدرس الافتتاحي الذي ألقاه الناقد الأكاديمي البارز الدكتور سعيد يقطين تحت عنوان: “مدخل إلى إبستمولوجيا الدراسات الأدبية”. هذا الدرس، الذي يمثل انطلاقة الموسم الجامعي 2024-2025، أتى بتنظيم مشترك بين مسلك الدراسات العربية ومسلك الآداب والثقافة والتواصل.
افتتح الدكتور يقطين مداخلته بالإشارة إلى أهمية الإبستمولوجيا في بناء الدراسات الأدبية الحديثة، موضحًا أن الإبستمولوجيا ليست مجرد دراسة لمناهج البحث وإنما وسيلة لفهم تطور المعرفة الأدبية وتحديد أسسها النقدية. وأكد أن الدراسات الأدبية تحتاج اليوم إلى تجديد في الرؤى والأدوات، لمواكبة التحولات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.
وأشار إلى أن العالم العربي يعيش اليوم تحديات ثقافية كبرى تتطلب تضافر جهود الباحثين لإيجاد أسس معرفية جديدة تعيد تشكيل الهوية الثقافية. كما تحدث عن ضرورة انفتاح النصوص الأدبية على السرديات المختلفة، وشرح كيفية توظيف المناهج الحديثة مثل السيميائيات والسرديات الرقمية في تحليل النصوص.
تميز اللقاء بمشاركة تفاعلية من قبل الحضور، حيث أبدى الأساتذة الحاضرون تقديرهم لمساهمة الدكتور يقطين في تجديد الخطاب النقدي العربي. أشار أحد الأساتذة إلى أن أعمال الدكتور يقطين، مثل كتاب “تحليل الخطاب الروائي” و”النص المترابط”، تعد مرجعًا أساسيًا للطلبة والباحثين على حد سواء.
من جانبهم، عبر الطلبة عن امتنانهم لاستضافة شخصية أكاديمية مرموقة بحجم الدكتور يقطين. طرح أحد الطلبة سؤالًا حول دور التكنولوجيا الرقمية في إثراء النصوص الأدبية التقليدية، وأجاب الدكتور يقطين بأن التكنولوجيا ليست تهديدًا للنصوص بل فرصة لتوسيع أفقها الإبداعي وتعزيز تفاعلها مع القراء.
اختُتم اللقاء بتوجيه الشكر للدكتور سعيد يقطين على مساهمته القيمة، والتي أثرت وعي الحاضرين حول أهمية الدراسات الإبستمولوجية في فهم الأدب المعاصر. ويعد هذا اللقاء خطوة أولى نحو موسم جامعي مليء بالإبداع الفكري والنقدي.
لقد أثبت هذا الحدث أن جامعة الحسن الأول بسطات تظل ملتقى للفكر والإبداع، تسعى من خلاله لتقديم الأفضل لطلبتها ومجتمعها العلمي.
Share this content:
إرسال التعليق