عبد الرحيم الشافعي- كاتب صحفي- المغرب
على جدار حجرة الدرس الخاصة بعلوم الحياة الأرض كانت عالقة في مخيلتي هذه المقولة :
تقطن أنثى الأفعى في أرض مراكش الساخنة، والذئاب في أرض يفرن الباردة، وما يباع في الأمازون من مقاسات على حجم النساء، و من تيتان جل المخصص للرجال، ما هو الا دليل على موت الغريزة الإنسانية، و انتصار الغريزة الحيوانية، فقبل أن يكتشف داروين أصل الأنواع، حقق اخر نشوته الجنسية على مؤخرة قردة.
قبل إحدى عشر سنة
عام 2010
تبدأ حكايتي يوم فشلت في الثانوية، وهي مدرسة تقع في المدينة الجديدة بحي مولاي رشيد- بولاية الدار البيضاء الكبرى، ربما سمعت عن عبدالله المديوني، أو قرأت عنها شيئا على الأقل، وهي مهتمة بالأنشطة الفنية، والناشط عبارة عن فتى شديد الحيوية والطموح، يحب تحويل المواضيع التي يطلبها المدرس كنشاط، إلى مشاهد تمثيلية، يتم تصويرها بكاميرة قديمة الطراز كاسيت فيديو، كان كل ما يفعله في تلك المدرسة هو استدراج التلاميذ للحديث عن اسرار العلاقات الجنسية، و تعاطي المخدرات، والسرقة، والشغب، والتطاول على المدرسين والمدرسات…
معلم الفرنسية الى مدير الثانوية : لدي فيلم من تصوير أحد التلاميذ…
المدير : صمت…
فيلم يحكي قصة تلميذ و تلميذة يمارسان الحب في شقق غير مكتملة البناء وراء المسجد الذي يقابل المدرسة…
اللعنة كيف فعل ذلك…
كان ناظر المؤسسة يدعي الذكاء و لكنه شديد الغباء، يناقش في أخلاقيات المهنة، عند دخول المدرسة على يمينك تجد النشيد الوطني، وشعارات مثل كاد المعلم أن يكون رسولا، و أن التلاميذ في غاية النباغة والذكاء والحنكة، و أن المؤسسة تجعل التلميذ عبقري.
كذب…
كان كل ما يحصل هناك هو ما تم تصويره في فيلم من ثلاثين دقيقة، يحتوي على تلميذين مجتهدين فقط و الباقي…ملابس داخلية أنثوية مرمية خلف جدران المؤسسة، و الواقي الذكري عالق فوق أعشاب الشوك التي تنمو أمام المدخل الكبير للثانوية.
هل هؤلاء تلاميذ ؟
تبا, كيف يخضع الاباء في براءة الأبناء
كنا كبارا…
و هل يعقل أن يترك الأبناء بدون مراقبة في زمن الفسبكة و خلفية الجدار الأزرق…كان كل ما يحدث خلف شاشة الهاتف و الحاسوب… عادة استمناء مقرفة..
فماذا فعل الاباء ؟
انا أتحدث مع الاباء…فغنت أم كلثوم أعطيني حريتي…
وقامت جمعية حقوق الطفل بتشغيل الأطفال…
و طبق قانون التحرش على الرجال…
ألا يتحرش النساء بالرجال ؟
وأحل النصب عند النساء…و هل من قانون يحمي ممتلكات الرجال من نصب النساء ؟
كانت قضايا المجتمع المدني التي ترفع شعارات المناصفة، والمساوات، والحرية و الديمقراطية باسم الشعب، ترفع على ضدها قضايا النصب في الميراث العائلي…كناظر المؤسسة يرفع شعار العبقرية و المراحيض مليئة ببقايا السجائر و أطراف المشاوير البيضاء، فينخدع الاباء ببراءة الأبناء والشعب بشعارات الأحزاب…
كيف حال التلاميذ مع الورقة والقلم ؟
في زمن العلاقة الغرامية عن بعد… أقصد التعليم عن بعد …
إن أطفالي وأبنائي يدرسون عن بعد و يحسنون استعمال التكنولوجية الحديثة..
كذب.
وما أدراك يا أبي ؟
إنهم يخدعونك…
لم يكن ناظر المؤسسة يدرك ظاهرة البلوغ المبكر في صفوف التلاميذ, كان كل ما يجيده رفع شعارات مع أو ضد…تبا له . كانت أبنته الجميلة ذات التوجه العلمي، تنزل من سيارة حمراء اللون من نوع زيبرا، على بعد أمتار من المدرسة، كانت النزلة قبل فتح الباب مرفقة بقبلة اسفل الخد القريب من أحمر الشفاه…
و الفتاة البالغة من العمر خمسة عشر أو ستة عشر سنة، والتي يعتبرها الآباء طفلة، و تعتبرها الجمعيات ملائكة، تقيس حجم الذكور طولا وعرضا، بثمن يضمن لها شراء مستحضرات التجميل…
لا تقترب من ابنتي واعطيني حريتي…
قامت بالنصب على حارس المؤسسة في هاتف خلوي من نوع نوكيا تلات وتلاتين طمعا في اللعب بثدييها مباشرة بعد انقطاع دجيج التلاميذ…
الغبي كان يطمع في حفيظته، و الاعلام وصفه بمغتصب الأطفال…و لكن الذكية فازت بهاتف خلوي بأقل الخسائر…
تم تصوير هذه اللقطة بين العامة، والمتوسطة، والقصيرة بزاوية كاميرا فوقية مباشرة، مع الزوم، حيث يظهر النصف العلوي لصدر الفتاة الطفلة البريئة، وهي تتحايل على حارس المؤسسة…كان الزوم يقيس الطول، مع العمق، لتكتشف البؤرة أن الصدر كان حنونا في حفظ المقاسات…ستة عشر سنتمتر تأتي في الوسط، و يقسم الصدر نصفين…أهي الظروف، أم السياسة أم التربية…أم تأثير المسلسلات التركية، أم موت الغريزة الإنسانية…
لا يا حبيبي إنها كاميرا التصوير…
فقبل أن يكتشف داروين أصل الأنواع بثواني معدودة، حقق غريزته على مؤخرة قردة…
Share this content:
إرسال التعليق