ذ / عبدالرحيم أبوصهيب
تماما ككل مرة ؛ يسرق ديربي الدار البيضاء بين قطبي المدينة وعملاقي الكرة الوطنية الأضواء ، لكن هذه المرة ليس على أرضية الملعب ولكن على المدرجات ، حيث اتفقت الفصائل المساندة للفريقين على مقاطعة الديربي احتجاجا على المعاملة المجحفة للجامعة مع الفريقين(حسب قولهم) و تزامنا مع افتتاح مركب محمد الخامس بعد طول إصلاح وتجهيز وإغلاق .
ويأتي ديربي عرس الافتتاح في سياق حساس ومتناقض ، فمن جهة يعيش قطبي المدينة وضعا كارثيا على المستوى الإداري والتقني ، حيث خرج الفريقان من المنافسة على لقب البطولة الوطنية ، وأقصيا تباعا من فعاليات كأس العرش ، وهو ما جعل جماهير الفريقين مستعدة تماما لأي خيبة أمل جديدة ،خصوصا بعد تعاقب الفشلة من رؤساء ولاعبين ومدربين على الفريقين خلال هذا الموسم . لكن ومن جهة أخرى وعلى النقيض من هذا التراجع سيعرف الديربي افتتاح مركب محمد الخامس في حلته الجديدة المميزة والتي ستجعله مفخرة جميع البيضاويين بدون شك ، ومن المنتظر أن يعرف الإفتتاح حضور شخصيات بارزة خصوصا أعضاء الفيفا وبعض الشخصيات الوطنية المرموقة .
و بين حرية الجمهور في تقرير مصيره بين الحضور أو الغياب وأهمية الحدث ؛ بدلت السلطات الوصية وخصوصا وزارة الداخلية مجهودات كبيرة لتقريب وجهات النظر وحث الجمهور على تأثيت هذا العرس الكروي بكل الوسائل ؛ بل هناك من ذهب إلى حد القول أنه تم توزيع التذاكر مجانا والاستنجاد بسكان المناطق المجاورة في محاولة لإنقاذ الوضع .
وبين الحقيقة والخيال وصحة هاته المعلومات من عدمها ؛ يتأكد جليا أن قوة جمهور الدار البيضاء لا يستهان بها مهما بلغت قوة أو ضعف أنديتها و التي تبقى أقطاب الكرة الوطنية دون شك ، ويكفي التذكير فقط أن لهذه الاندية نصيب الأسد من مجموع الألقاب التي حققتها الأندية المغربية ؛ وهو ما يدفع جمهورها إلى الإعتقاد أنها تستحق معاملة في المستوى ؛ ليست تفضيلية ولكن على الأقل عادلة.
تعليقات ( 0 )