رحيل “الأمير النائم” بعد غيبوبة دامت 20 سنة .. نهاية قصة إنسانية هزّت القلوب على امتداد عقدين

مع الحدث/ المملكة العربية السعودية 

تحرير ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

في مشهد مؤثر وموجع استيقظت المملكة العربية السعودية ومعها العالم العربي، صباح اليوم، على نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف إعلاميًا بـ”الأمير النائم”، بعد أكثر من 19 سنة قضاها في غيبوبة شبه كاملة نتيجة حادث سير مأساوي. ورغم الصمت الرسمي حتى الآن، تردد الخبر كالنار في الهشيم، مثيرًا موجة واسعة من الحزن والتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحتى لحظة تحرير هذا المقال، لم يصدر بيان رسمي من الديوان الملكي السعودي لتأكيد الوفاة أو توضيح تفاصيل الجنازة ومراسم الدفن، ما جعل الكثيرين يترقبون أي إعلان رسمي يُنهي حالة الغموض.

سيرة شاب أوقفه القدر

وُلد الأمير الوليد بن خالد بن طلال في أبريل عام 1990، وهو الابن البكر للأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، أحد أبرز الشخصيات في العائلة المالكة السعودية، وشقيق رجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال.

في عام 2005 وأثناء دراسته في الكلية العسكرية بلندن، تعرض الوليد لحادث سير مروع أدخله في غيبوبة طويلة. منذ ذلك الحين، ظل جسده ساكنًا على سرير المستشفى، بينما بقي قلب عائلته – وخاصة والده – معلقًا بأمل في أن يستيقظ يومًا.

ورغم مرور السنوات لم تُغلق أسرة الأمير الوليد باب الرجاء. وكان والده حريصًا على توثيق حالته الصحية بين الحين والآخر، مشيرًا إلى بوادر حركة أو استجابة، اعتُبرت حينها ومضات أمل في ظلام دامس.

تحول “الأمير النائم” إلى رمز إنساني عالمي؛ قصة جسّدت الصبر والتشبث بالأمل في وجه كل الحقائق الطبية. تابع الملايين حول العالم تطورات حالته، وتناقلوا صوره وأخباره، وتفاعلوا مع أسرته في كل مرة ظهرت فيها مؤشرات تُعيد إشعال شمعة الأمل.

ومع إعلان خبر الوفاة، تساءل كثيرون عن الدروس التي حملتها هذه القصة: عن الحُبّ غير المشروط، والصبر النادر، والإيمان الذي لا يتزعزع.

في ظل انتشار الخبر تتجه الأنظار إلى الديوان الملكي السعودي بانتظار بيان رسمي يؤكد وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال، ويوضح تفاصيل التشييع ومكان الدفن، وسط حزن عميق عمّ مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عجّت الصفحات بعبارات الرثاء والدعاء.

رحل الأمير النائم لكن قصته ستبقى حيّة في وجدان كل من آمن بأن الأمل لا يموت، وأن الحب الحقيقي لا ينضب.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)