رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية …صدام الطبقات ينفجر تحت قبة مجلس الشيوخ الفرنسي

كوثر لعريفي

شهد مجلس الشيوخ الفرنسي، هذا الأسبوع، لحظة توتر نادرة بطلتها وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي من أصول مغربية،حيث لم تكن قاعة المجلس شاهدة فقط على عرض مشروع إصلاح الإعلام السمعي البصري، بل تحوّلت إلى مسرح مفتوح لصدام رمزي بين الطبقات، حين فجّرت الوزيرة داتي غضبها في وجه عضوة مجلس الشيوخ الاشتراكية “ماري-بيير دي لا غونتري”بعبارات تجاوزت حدود النقاش السياسي لتطرق أبواب التاريخ الشخصي والذاكرة الطبقية والانتماء الاجتماعي.

“أنا لست خادمتك، وربما كان والدي يشتغل عند والدك، لكن ذلك الزمن وَلى”، بهذه العبارات التي اخترقت جدار البروتوكول، اختارت داتي أن ترد على إشارات زميلتها، والتي اعتبرتها إهانة صامتة تنضح بتعالٍ طبقي. لم تكن هذه مجرد لحظة انفعال، بل تعبيراً عن تراكم تاريخي من التمييز والاحتقار الاجتماعي الذي عاشته عائلات مهاجرة في فرنسا واليوم تقول داتي: “كفى

حديث داتي لم يكن فقط عن الإعلام العمومي الذي قالت إنه أصبح نخبوياً ومنفصلاً عن الشعب، بل تحول إلى لحظة مفصلية تعرّي تناقضات فرنسا المتعددة وتضع الأصابع على الجرح العميق: من يُسمح له بالكلام؟ ومن يُجبر على الصمت؟ من يُمثل الشعب فعلاً؟ ومن يُمارس النخبوية باسم التقدم؟

لكن داتي، كما يعرفها الجميع، لا تهاب المواجهة، لا سيما حين يتعلق الأمر بكرامة تُهدد أو بانتماء اجتماعي يُهان. ولعل هذا الجدل يفتح نقاشاً أوسع حول مدى عنصرية البنى السياسية في فرنسا، وتمثيلية المؤسسات لأبناء الأحياء المهمشة والمهاجرين، وحقيقة تكافؤ الفرص في الجمهورية الخامسة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)