زمن التفاهة والتافهين
السيدات والسادة الافاضل ،
زمن التفاهة والتافهين هو مفهوم يستخدم لوصف العصر الذي نعيش فيه، حيث يسود فيه الاهتمام بالأمور السطحية والترفيهية على حساب القضايا الجادة والمهمة. فعندما نتحدث عن التفاهة، فإننا نعني الاهتمام الزائد بالأمور السطحية والترفيهية مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والبوب كولتشر، والبرامج التلفزيونية الخفيفة، والأخبار الفارغة والعقلانية.
لكن يجدر بنا أن نتسائل، هل فعلاً نحن في زمن التفاهة أم أن هذه مجرد ادعاءات دون أدلة قاطعة؟ قد يكون البعض يعتقد ذلك بناءً على ما يشاهده ويسمعه من حوله، مثل الأخبار السلبية المشتتة والتحديات العالمية التي تواجهنا كالتغير المناخي والأزمات الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، فمن الصعب التوصل إلى استنتاج قاطع حول إمكانية حدوث تفاهة على مستوى كل البشرية.
بدلاً من ذلك، يمكننا القول إننا نعيش في زمن تملؤه المعلومات والتناقل السريع للأخبار والمعرفة. فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد أتاحت لنا الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات والمحتوى في لحظات. ولذا، فقد يظن البعض أن هذا الزخم الضخم من المعلومات يشجع التفاهة ويزيد من قلة التركيز على المواضيع الجادة.
ولكن هل يعني تواجد المزيد من المعلومات تلقائياً وجود المزيد من التفاهة؟ هو أمر مشكوك فيه. فلن تكون في جميع المعلومات المتاحة قابلة للتفاهة، بل ستكون هناك مجموعة متنوعة من المحتوى المفيد والهادف. على سبيل المثال، هناك المزيد من الفيديوهات التعليمية والمواد التثقيفية على الإنترنت من أي وقت مضى، وهذا يعني أن الأشخاص يمكنهم الاستفادة من هذه الأدوات لتطوير أنفسهم وتوسيع معرفتهم.
لذلك، يجب أن نفهم أن التفاهة هي مسألة اختيار شخصي، وأنها قد تكون مرتبطة بعوامل أخرى مثل الجهل، والرغبة في الانغماس في الأمور السطحية للهروب من الواقع المؤلم. قد يعزى هذا الانغماس في التفاهة أيضًا إلى عدم وجود أهداف ورؤية واضحة في الحياة، وقلة الدافعية والانخراط في الأمور الهامة.
إضافة إلى ذلك، يجب ألا ننس أن التفاهة قد تكون في بعض الأحيان عبارة عن وسيلة للتسلية والاسترخاء بعد يوم عمل مرهق. فقد يرغب الأشخاص في الاسترخاء وقضاء بعض الوقت في أمور تافهة دون أي ضغوط. وهذا أمر طبيعي وصحي إلى حد ما، طالما أنه لا يؤثر سلباً على الحياة اليومية والقدرة على تحقيق الأهداف الشخصية.
وفي الاخير، زمن التفاهة والتافهين هو مفهوم معقد يتطلب فهماً عميقاً لعوامله وتأثيراته. رغم وجود بعض النقاط التي يمكن وصفها بالتافهة في الحياة اليومية، إلا أنه ليس من الصحيح تماماً القول بأننا في زمن التفاهة بالمعنى الكامل للكلمة. يجب علينا أن نكون حذرين وأن نراقب تفضيلاتنا واهتماماتنا الشخصية، وأن نعمل على توجيه اهتمامنا ووقتنا نحو الأمور الجادة والمهمة في حياتنا لنحقق التوازن الصحي والتقدم الشخصي.عزيز مومن منسق عمالة مقاطعات ابن امسيك لحزب الحركة الشعبية
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق