ساكنة الأحياء العشوائية بجماعة بوسكورة تناشد الملك محمد السادس بعد هدم منازلهم: “نحن مع التغيير.. لكن أين السكن؟”

مع الحدث/ بوسكورة

المتابعة ✍️: ذ فيصل باغا

في مشهد يعيد طرح سؤال العدالة الاجتماعية من جديد، تعيش عشرات الأسر بجماعة بوسكورة، التابعة لإقليم النواصر، وضعًا إنسانيًا مأساويًا بعد أن تم هدم مساكنهم العشوائية دون تمكينهم من أي بديل سكني، ما تسبب في تشريد العائلات، وتفاقم معاناة النساء والأطفال وكبار السن، في ظل غياب رؤية واضحة من قبل السلطات المحلية.

الأسر المتضررة، التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في العراء، وجهت نداءً مفتوحًا إلى جلالة الملك محمد السادس، تطلب فيه تدخله العاجل من أجل إنصافها، مؤكدة أنها لا تعارض مشروع التهيئة الحضرية والتقدم العمراني، لكنها تطالب بإيجاد حلول عادلة تحفظ كرامتها وحقها في السكن، وتراعي ظروفها الاجتماعية الهشة.

 

 

وتستند الساكنة في نداءها إلى مبادئ دولة الحق والقانون، كما تستحضر في رسالتها الأحاديث النبوية التي توصي ولاة الأمور بالرفق بالرعية والاهتمام بشؤونهم، خاصة في الظروف الصعبة. كما عبرت عن استغرابها من غياب التواصل والتوجيه من قبل السلطات المحلية، التي اختارت “الحل الأمني” بدلًا من الحوار والمواكبة الاجتماعية.

وقد وثقت جمعيات محلية مشاهد مؤثرة لتفكك الأسر بعد الهدم، حيث أصبح العديد من الأطفال بدون مأوى، محرومين من أبسط مقومات الحياة، في الوقت الذي تتحدث فيه برامج الدولة عن “مدن بدون صفيح” و”مغرب الكرامة والعدالة الاجتماعية”.

ويطرح هذا الوضع تساؤلات جادة حول مدى التزام الجهات المسؤولة بالتصور الملكي للتنمية البشرية، الذي يجعل من كرامة المواطن محورا أساسيا لأي مشروع إصلاحي. كما يدعو إلى إعادة النظر في الطريقة التي تُدار بها عمليات إخلاء الأحياء العشوائية، دون بدائل عملية ومستدامة.

الساكنة تطالب اليوم، بصوت واحد، بإعادة فتح قنوات الحوار، وتوفير حلول سكنية تحفظ الحد الأدنى من الكرامة، وتُحقق التوازن بين ضرورات التهيئة الحضرية وحقوق الإنسان.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)