سيول جارفة بدول خليجية وجفاف زاحف بأوروبا .. ترى ما الذي يحدث في هذا الكوكب؟
تحذيرات من رياح وأمطار بعُمان والسعودية، وأنهار تنشف في أوروبا. سيول في دول خليجية وجفاف بأوروبا.. ما الذي يجري؟ نحن أمام شيء ما يتغير. ما هو؟ في القريب عانت محافظات عُمانية من أمطار غزيرة وسيول، تسببت بقطع عدة الطرق، ووصل الأمر الى ان يحذَّر المركز الوطني للأرصاد من أمطار متوسطة إلى غزيرة على منطقة الباحة، مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية، وانخفاض في مدى الرؤية، وتساقط البرد. نعم. تساقط البرد. بل سيول في المحافظات. ما الذي يجري؟ نحن أمام شيء ما يتغير. ما هو؟
يجري ذلك في الوقت الذي تشهد فيه أوروبا أشد موجة جفاف منذ عقود، فلا اقل من القول إن أوروبا في قبضة أشد جفاف شهدته منذ عقود، أدى الى انخفاض منسوب المياه في عدد من الأنهار والبحيرات، بسبب الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وقلة الأمطار، في مشهد يعكس حجم التأثير المناخي الذي يضرب العالم.
وبحسب الاوروبيين فإن الامر غير مقصور على هذا العام. هم في انتظار عام مقبل شبيه على الاقل.
كثبان وصخور بركانية واعشاب صحراوية: هنا وقف سائحٌ أوروبي قيل له ان ما يراه الان سيكون في وقت ما مروجا وانهارا. قيل له: (حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا). وقف على قمّة أحد الكثبان الرمليّة في الصحراء العربيّة، وأطلق بصره يمنةً ويسرة، فلم تلامس عيناه سوى لون الصفرةِ وتدرّجاتها، وكانت عناصر المشهد من حولِه: صخورٌ بركانيّة، وأعشابٌ صحراويّةٌ تتباين عن تلك الموجودة في الأراضي الخصبة، وأشجارٌ قليلةُ الأوراق، كثيرةُ الأشواك.
لم يجد السائح للحياة مظهراً إلا من خلال بعض الطيور أو الهوام، والشمسُ لها حضورٌ قويّ بأشعّتها التي تُغشي الأبصار وتُلهب الأرض، علاوةً على ندرة الماء إلا من خلال بئرٍ هنا وواحةٍ هناك، ولم يكن ليتخيل للحظة واحدة أن هذه الصحراء القاحلة كانت في يوم من الأيام متدثّرةً ببساطٍ أخضرَ يتخلّله وشْيٌ من الزهور والورود وكانت الأنهار والجداول تنساب بين المروج في لوحة رائعة لجنان الجزيرة العربيّة المفقودة، على نحوٍ يستثير المشاعر والخواطر.
المياه تغمر شوارع عُمان: سوء الأحوال الجوية في عُمان دفع دائرة الأرصاد العمانية للتحذير من تدني مستوى الرؤية الأفقية على المناطق الصحراوية والمنخفض المداري العميق.
كما تداول مغردون مقاطع فيديو وصوراً تُظهر هطول الأمطار واشتداد الرياح في مناطق مختلفة من السلطنة، وهو ما تسبب في توقف العديد من المواطنين نتيجة لانعدام الرؤية.
وأوصت الشرطة في تغريدة على تويتر بأخذ الحيطة و”ترك مسافة أمان كافية بين المركبات وعدم تغيير المسار إلا للضرورة، وإغلاق نوافذ المركبة جيداً لمنع دخول الغبار، بالإضافة إلى تشغيل الأنوار الأمامية”.
أما في السعودية، فحذر المركز الوطني للأرصاد من أمطار متوسطة إلى غزيرة على منطقة الباحة، مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية، وانخفاض في مدى الرؤية، وتساقط البرد والسيول على عدد من المحافظات.
كما أظهرت مقاطع فيديو السيول التي اجتاحت منطقة جازان، بينما تداول ناشطون مقطعاً لسقوط الأمطار من فوق جسر في قرية الداهن جنوب الطائف، حتى بدت كشلال مرتفع.
وفي اليمن كان المشهد أشد، فقد أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة 12 أغسطس/آب 2022، مصرع 77 شخصاً، جراء أمطار غزيرة وفيضانات خلال نحو أسبوعين.
وشهدت دول الخليج -منذ أسبوعين- تساقط أمطار غزيرة بشكل غير مسبوق، وذلك على غير المعتاد في أشهر الصيف شديدة الحرارة.
وتشهد دول الخليج العربي عادة هطولاً للأمطار، لكن غزارتها الحالية كانت لافتة خلال فصل الصيف.
أوروبا يخيم عليها الجفاف: وعلى النقيض من الأجواء بالخليج، تشهد أوروبا أشد موجة جفاف منذ عقود، في ظل حالة انخفاض منسوب المياه في عدد من الأنهار والبحيرات، بسبب الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وقلة الأمطار.
الى ذلك تستعد شركات الشحن لوقف نقل البضائع على نهر الراين، حيث اقترب منسوب المياه في أكبر أنهار ألمانيا إلى مستوى منخفض للغاية اليوم السبت.
وأدى الجفاف المستمر الذي يؤثر على معظم أوروبا إلى انخفاض مستويات الأنهار مثل نهر الراين، مما منع السفن الكبيرة ذات الأحمال الثقيلة من عبور نقاط مرور رئيسية وإجبار شركات الشحن على استخدام سفن أصغر.
وبلغ منسوب المياه عند نقطة ضيقة، والتي تقع بالقرب من بلدة كاوب على نهر الراين الأوسط، 37 سم بعد ظهر السبت. حال ذلك دون مرور السفن الكبيرة والثقيلة المرور التي لا تتمكن من العبور إذا انخفض المستوى عن 40 سم.
هذا الأمر جعل الحكومة البريطانية، تُعلن رسميّاً، حالة الجفاف في جنوب ووسط وشرق المملكة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، وهو الأمر الذي دفع المجموعة الوطنية للجفاف، التابعة لوكالة البيئة البريطانية، للإعلان أن الحكومة ستفرض قيوداً على الاستخدام التجاري للمياه في المناطق المتضررة، إثر إعلان حالة الجفاف.
ونقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية عن وكالة البيئة قولها “لا توجد إشارات قوية على وقوع تحسّن كبير في ظروف الجفاف الحالية”.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق