17/05/2022
العدد ( 48)
بقلم فريد حفيض الدين .
راج مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق لخرجة إعلامية، لبنكيران وهو يشتم خصمه السياسي الطالبي العلمي واصفا إياه بالحمار أو “لحمير”. بينما وثق فيديو آخر لخرجة إعلامية لرشيد الطالبي العلمي، يصف من خلاله عبد الإله بنكيران بالذئب.
سب وقذف بصيغة الحيوان كان سيمر مرور الكرام ، لو كان أصحابه من رواد فرجة ” روتيني اليومي ”
أو من عامة الناس وهم يتبادلون السب على مواقع التواصل الاجتماعي. للأسف أبطال هذه “الحادثة الحيوانية ” شخصيتان، أو شخصان أحدهما سبق وترأس الحكومة ، والآخر يشغل حاليا رئيسا لأعلى هيئة دستورية تشريعية وهي بالطبع البرلمان.
شيء عادي أن يختلف السياسيين، وتختلف وجهات نظرهم حول كيفية تسيير الشأن العام ، وشيء عادي أن تنتقد المعارضة الأغلبية ، وهذا الإختلاف هو في الأصل من صميم عمل المؤسسات داخل الأنظمة الديمقراطية الحديثة.
ما حدث بين الرجلان يسيء لشخصهما أولا قبل أن يسىء لصورة العمل السياسي والحزبي داخل النظام السياسي المغربي.
هذه الصورة توضح ، بل تؤكد بالملموس إلى كون العمل السياسي لم يعد يعتمد على المرجعيات الفكرية، والايديولوجية، والنظريات السوسيو اقتصادية التي تنهل منها الأحزاب ، وأصبح للأسف ينهل من قاموس الحيوانات عوض قاموس الفكر السياسي ، وتدبير السياسات العمومية والاستراتيجيات الكبرى.
وعوض اللجوء إلى تبادل السب والشتم ، كان على الرجلان إبراز مؤهلاتهما الفكرية وما يتمتعان به من حدس سياسي وبعد نظر في الرؤيا واستباق الأحداث وربطها بالواقع المعاش، وما ينتظره المواطن منهما كأغلبية أو معارضة ، من أجل تحسين أوضاعه الإجتماعية والاقتصادية ، في ظل ظروف تتسم بغلاء مهول في كل المواد الغذائية ناهيك عن أسعار المحروقات والتي كان بنكيران هو محركها الأول حين تجرأ ورفع الدعم عنها حين كان يتراس الحكومة بين 2011 و 2016.
لم يحصل هذا، وما حصل هو تحصيل حاصل ونتيجة حثمية لواقع سياسي هزيل، وطبقة سياسية انتهازية ومتخلفة ما يهمها هو المنفعة الشخصية والحزبية، وليذهب الشعب إلى الجحيم.
حزب العدالة والتنمية حكم لعقدين من الزمن والتجمع الوطني للاحرار شاركه الحكم ، والنتيجة :
البيجيدي ينعث الاحرار بالحمار ….
الاحرار ينعث البيجيدي بالذئب….
شكون فيهم فعلا لحمار وشكون الذئب؟؟؟؟
أخاف أن يكون من صوت عليهم هو الحمار وهو الذئب….
*هذا جهدي عليكم!!!!*
Share this content:
0 comments